نبض السطور

خالد ميري يكتب: نجاح الكويت.. وعزل تميم

خالد ميري
خالد ميري
نجحت الكويت في احتضان القمة الخليجية أمس الأول، قمة ما كانت ستعقد لولا تقدير الأشقاء في الخليج للكويت شعباً وأميراً، وكان العنوان الأبرز للقمة هو عزل أمير الإرهاب تميم ونبذه.

قبل أسابيع كانت النية تأجيل القمة لستة أشهر، فكيف تنعقد قمة وأمير الدويلة الصغيرة ما زال ينام في حضن الإرهاب، ويرفض الاستجابة للطلبات المشروعة للدول الأربع التي تكافح الإرهاب وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وكان السبب الرئيسي في عدم نجاح وساطة الأشقاء في الكويت رغم ما بذلوه من جهود، صحيح أن تميم مجرد حافظة نقود تنفق منها دول وأجهزة مخابرات لتدمير منطقتنا ودولنا، لكن الحقيقة أن هذه رغبته وإرادته بحثا عن شهرة يفتقدها ودور غير موجود ولن يكون.

تأجيل القمة كان الخيار الأول، لكن الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الحكيم، بذل جهوداً ضخمة حتي تنعقد قمة الكويت في موعدها.. واستجاب قادة الخليج تقديراً لحكمته ولشعب الكويت الشقيق، استجابوا لكن لم يكن ممكنا أن يجلس قادة السعودية والإمارات والبحرين علي مائدة واحدة مع راعي الإرهاب الأول بالمنطقة، لذلك كان طبيعيا عندما يحضر تميم أمير الإرهاب أن يغيب قادة الدول الثلاث، وأن يحضر وزراء الخارجية تقديرا للكويت، رغم أنه لا أحد يريد أن يجلس مع تميم الصغير.

وقبل انعقاد القمة بيوم واحد شهدت منطقتنا العربية جريمة جديدة للإرهاب المدعوم من إيران ودويلة قطر، فبدم بارد اغتال الإرهابيون الحوثيون الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اغتالوه بعد أن اختلف معهم وأعلن براءته منهم ومن جرائمهم، اغتالوه بعد أن شاركهم نفس الجريمة في تدمير اليمن بلدنا الشقيق وتسليمه لملالي طهران، قبل أن يغسل يديه من الدم الذي شاركهم في إراقته قتلوه، وكالعادة كانت خيانة أمير قطر حاضرة حيث تدخل معلنا رفع لواء الصلح بين الحوثيين وصالح، وفي الوقت المناسب أبلغ الحوثيين عن تحرك صالح ليغتالوه، ما حدثت جريمة بالمنطقة إلا وكانت قطر ضليعة وشريكة فيها.

تنظيم الحمدين كان يخشي أن تعود اليمن لأحضان العرب والخليج مع عودة صالح للصواب، فسارع أرباب الإرهاب مع إيران لدفع الحوثيين لارتكاب الجريمة، لكن العدالة قادمة والقصاص ليس بعيدا.
وسط هذه الظروف انعقدت قمة الخليج وكان القرار الكويتي الحكيم بقصرها علي يوم واحد وجلستين افتتاحية وختامية سريعتين، جمعت الكويت دول الخليج علي مائدة واحدة وأعلن الأمير صباح أنه سيواصل الوساطة لحل الأزمة الأكبر بالمنطقة، والتي تتواصل مع إصرار تميم علي رعايته للإرهاب وتمويله والدفاع عنه.. كلمات أمير الكويت كانت قوية وهو يتحدث عن خطر الإرهاب الذي يهدد العالم بأكمله، وعن خطر التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي والعربي، لكن المؤكد أنها لم تصل للأمير الصغير لأنه لا يملك إرادة ولا فعلا، وينتظر تعليمات سادته بأجهزة المخابرات التي تدير محفظته وتضع أيديها عليها.

نجحت الكويت في أن تعقد القمة بحثا عن طاقة نور في منطقة ملتهبة ككرة نار، دفاعا عن الإسلام الوسطي الذي يسيء إليه ورثة إبليس الذين لا دين لهم، والمؤكد أن رعاة الإرهاب من قطر لإيران لإسرائيل وتركيا والبقية سيبذلون كل جهودهم الخبيثة لإفشال أي محاولة للخروج من النفق المظلم، لحصار وطننا العربي وإفشال دوله وتقسيمها، لكن الجهود المخلصة ويقظة الشعوب العربية قادرة علي إفشال مخططاتهم ورد كيدهم في نحرهم.

في الكويت لا ينسون مصر ودورها منذ ساندتهم أيام الغزو فكانت نعم الأخ والمعين، ولا ينسون الدور التاريخي للزعيم عبدالفتاح السيسي الذي أنقذ المنطقة كلها وليس مصر وحدها من مخططات الشر والتقسيم، يؤمنون بكلمات الرئيس وهو يقول إن أمن الخليج خط أحمر وجزء من الأمن القومي المصري، وإذا تعرض الأشقاء لأي خطر فهي مسافة السكة.

مصر والكويت تاريخ طويل لأشقاء لا يتخلون عن بعضهم، ويجمعهم رابط الأخوة والدين والدم والمصالح.. علاقات راسخة علي المستويين الرسمي والشعبي، وتعاون لا هدف له إلا خير العرب والمسلمين والشعبين الشقيقين.