هل يُجبر «غضب العالم» ترامب على التراجع عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
 
على مر العصور تعد »القدس« نقطة فاصلة؛ بل وخط أحمر لدى دول العالم أجمع، ليس العربية فقط، وتحتل القضية الفلسطينية اهتمامات الجميع، فالجميع يطالب منذ أمد بعيد بحل الدولتين وأن يعيش الفلسطينين والإسرائيلين في سلام شامل.

هذا ما جعل مكالمة الرئيس لأمريكي دونالد ترامب لنظيرة الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، الذي أبلغه خلالها عن نيته بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بمثابة الزلزال الذي جعل دول العالم أجمع تبدي مخاوفها من جعل القدس عاصمة لإسرائيل.

تسارعت الدول سواء الدولية أو العربية، في إعلان مخاوفها من عرقلة عملية السلام في المنطقة بأكلمها، وزيادة وتيرة العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. نرصد خلال التقرير الآتي أبرز مواقف الدول تجاه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس.

بريطانيا: تطالب أمريكا بتقديم مقترحات السلام في الشرق الأوسط

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن قرار الولايات المتحدة المزمع بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس «يجعل تقديم المقترحات الأمريكية التي طال انتظارها بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط أهم من أي وقت مضى».

وأعرب عن قلق بلاده بشأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المُحتمل حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

تركيا: إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يتجاهل التاريخ والحقائق في المنطقة

بينما أعرب نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بكير بوزداج في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن القرار يأتي متجاهلاً التاريخ ومزيفاً الحقائق «إعلان القدس عاصمة يتجاهل التاريخ والحقائق في المنطقة، إنه ظلم/قسوة وقصر نظر وحماقة/جنون، إنه يزج بالمنطقة والعالم في أتون حريق لا نهاية له في الأفق».

وأضاف بكير «أدعو الجميع للتصرف وفقا للمنطق واحترام الاتفاقات التي وقعوها وإحكام العقل وتجنب تهديد السلام العالمي من أجل سياسات محلية أو لأسباب أخرى».

روسيا تشعر بالقلق إزاء احتمال تأجيج الخلاف بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية

قال الكرملين في بيان له إن روسيا تشعر بالقلق إزاء احتمال تأجيج الخلاف بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية نتيجة خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

بينما طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة الوصول إلى حال عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أقرب وقت.

أكد بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، على ضرورة استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وحسم العديد من الموضوعات التي أثارت جدلا خلال الفترة الماضية.

البابا فرانسيس: الاعتراف بحقوق الجميع شرط للحوار

 قال البابا فرانسيس بابا الفاتيكان تعليقاً على القرار إن «الاعتراف بحقوق الجميع" في الأراضي المقدسة شرط أساسي للحوار».

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها البابا أمام مجموعة من الزوار الفلسطينيين المشاركين في حوار الأديان مع الفاتيكان.

ايران: نية أمريكا بنقل سفارتها للقدس علامة على عجزها وفشلها

وصف الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس بالفشل قائلاً «إن نية الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس علامة على عجزها وفشلها».

الصين تخذر أمريكا: نقل سفارتكم للقدس يصعد التوتر في المنطقة

حذرت الخارجية الصينية الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، قد يصعد من التوتر في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جينغ شانغ «نحن قلقون من احتمالية تصاعد التوتر في المنطقة». 

وأضاف «كل الأطراف ذات الصلة يجب أن تضع السلام والاستقرار الإقليمي في حسبانها، وتتوخى الحذر في أقوالها وأفعالها، وتتجنب التأثير على تسوية القضية الفلسطينية، وتتجنب أيضا إحداث مواجهات جديدة في المنطقة».

الأمم المتحدة: نعارض أي تحرك أحادي الجانب يخص القدس

أكدت الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يعارض أي تحرك من جانب واحد يخص القدس، وأن مثل هذا التحرك من شأنه أن يقوض حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ماليزيا تطالب الدول الإسلامية بالوقوف في واجه ترامب

طالب نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد زاهد حميدي، الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس المحتلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الصراع والتوتر في الشرق الأوسط.

فرنسا وضع القدس ينبغي حله في إطار مفاوضات سلام 

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قلقه إزاء إمكانية اعتراف الولايات المتحدة الاميركية بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال ماكرون لنظيرة الأمريكي، في مكالمة هاتفية بإن وضع القدس ينبغي حلّه في إطار مفاوضات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تهدف بوجه خاص إلى إقامة دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن، وعاصمتهما القدس.

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس ترامب في الثامنة مساء الأربعاء 6 ديسمبر، باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هناك مخالفا بذلك ما جرت عليه السياسة الأمريكية منذ عشرات السنين في خطوة يحتمل أن تثير اضطرابات.

وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي ثابت تمامًا على قراره في هذه المرحلة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.