القمامة في القليوبية صداع في رأس المسؤولين.. والمحافظ: "المشكلة من ضمن أولوياتي"


منظومة القمامة بمحافظة القليوبية تشهد حالة من التوهان وعدم الانضباط مما أثر علي نظافة الشوارع والطرق بمدن المحافظة، وسط شكوى عارمة من قبل الأهالي.

واللافت للنظر عندما تتجول في شوارع المدن تجد أكوام القمامة منتشرة حتى بجوار محيط المدارس والمستشفيات والأماكن الحيوية بالمحافظة.. ولا شك أن هناك بعض المجهودات التي تبذل لرفع أطنان القمامة من هذه الشوارع إلا أنه توجد عدة معوقات تحول بين قيام المسئولين بعملهم على الوجه الأكمل وبين ثقافة بعض المواطنين.

من جانبه، قال اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية إنه يضع مشكلة القمامة ضمن  أولويات العمل في المحافظة، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد تحسنا ملحوظا في الأداء وفي منظومة النظافة والتجميل على مستوى مدن وقرى المحافظة.

وأشار إلى أن الوضع حاليا يتم العمل بقطاع النظافة بالإمكانيات الذاتية بالمراكز والمدن والأحياء على ضوء  ما يتوفر لديها من معدات وعمالة، حيث ترفع الوحدات المحلية القمامة من الشوارع الرئيسية والفرعية ونقلها إلى المدفن المحكوم بأبو زعبل مركز الخانكة بالمعدات المتوفرة لديها كما يتم الاستعانة بـ 60 جمعية أهلية و27 متعهدا في أعمال جمع ونقل المخلفات الصلبة حيث يقوم المتعهدين والجمعيات الأهلية بجمع القمامة مباشرة من الوحدات السكنية والتجارية بالمناطق المسندة إليهم ونقلها إلى المدفن المحكوم بأبو زعبل.

من جانبه أكد أشرف قربة مدير عام النظافة والتجميل بالقليوبية أنه توجد عدة معوقات وهي عدم وجود قوانين تلزم الأهالي بدفع رسوم النظافة وخاصة في القرى، وانخفاض رسوم النظافة المقررة على الوحدات السكنية، وعدم وجود قوانين تلزم الأهالي بدفع رسوم لرفع مخلفات الهدم والبناء "الرتش"، وتأخر شركات الكهرباء في توريد المتحصل من رسوم النظافة للمدن والأحياء، والعجز الشديد في العمال والسائقين والفنيين المدربين وارتفاع نسب الغياب لكبار السن، وانخفاض مرتبات العاملين بمنظومة النظافة مما يؤدي إلى كثرة الغياب بين العاملين، ووجود عمالة محملة على منظومة النظافة ولا تعمل بها مما يمثل عبئًا ماليًا على المنظومة، ووجود عجز في معدات النظافة في بعض المدن والقرى وخاصة السيارات القلاب والكنس الآلي واللوادر.

وتابع: "المدفن المحكوم الذي تعتمد عليه المحافظة الواقع بعرب العليقات مركز الخانكة قارب على الامتلاء ،كما انه يوجد مصنع واحد فقط لتدوير المخلفات بنطاق المحافظة بطاقة 400طن/ يوم لا يفي بحاجة المحافظة، إلى جانب عدم وجود مصانع لتدوير مخلفات الهدم والبناء (الرتش)، ووجود ما يقرب من مليون متر من مخلفات الهدم والمباني على جانبي الطرق بين القرى والمدن". 

وأوضح مدير عام النظافة والتجميل بالقليوبية أن المحافظة اتخذت عدة إجراءات لمواجهة المشكلة أهمها استحداث الإدارة العامة للنظافة والتجميل بديوان عام المحافظة لتتولى كافة المهام والمسؤوليات والمراقبة والتقييم لمنظومة النظافة، كما تم توقيع محضر استلام الأرض المخصصة لإنشاء مدفن صحي خلف مدينة العبور ومساحتها 65 فدانا بدلا من الموقع الأول الصادر بشأنه القرار الجمهوري رقم 86 لسنة 2010 الكائن في صحراء بلبيس، وجارٍ التنسيق مع وزارة الدولة لشئون البيئة ووزارة التنمية المحلية لمخاطبة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لسرعة إنهاء إجراءات توصيل  المرافق اللازمة وتمهيد الطرق للموقع".

وأكد أنه يجرى التنسيق مع وزارة التنمية المحلية, ووزارة الدولة لشؤون البيئة, ووزارة الدفاع  لتخصيص مساحة 1200 فدان بمنطقة أرض المحاجر بطريق جنيفة متفرع من طريق الإسماعيلية الصحراوي لاستخدامها كمدافن صحية ومناطق لتدوير المخلفات لمحافظتي القاهرة والقليوبية وتم الاتفاق مع مصنع 200 الحربي أحد القلاع الصناعية التابعة للهيئة القومية للإنتاج الحربي لإصلاح ورفع كفاءة المعدات والسيارات المعطلة.

من ناحيته أكد المهندس مصطفي عباس سكرتير عام المساعد بالمحافظة، تطبيق نظرية العمل الجماعي للوحدات المحلية لمراكز ومدن المحافظة وذلك عن طريق عمل حملات مجمعة للعمل في وحدة محلية واحدة بالتعاون مع باقي الوحدات المحلية خلال أيام العطلات الأسبوعية (الجمعة والسبت) خلاف العمل اليومي لرفع مستوى النظافة مما أسفر ناتج هذه الحملات عن رفع كميات من المخلفات بلغت 34500 طن، كما رفعت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة ناتج تطهير الري على جانبي ترعة الباسوسية حيث تم رفع 700 طن تقريبا من ناتج التطهير بطول 350 مترا.

ونوه بتشكيل مجموعات عمل من الإدارات المعنية بالمحافظة لمتابعة أعمال النظافة وتقييم أداء القائمين علي المنظومة وبالأخص الجمعيات والمتعهدين، كما جار وضع خطة لرفع ونقل المخلفات المتراكمة بالمحطة الوسيطة بشرق شبرا الخيمة لإنشاء محطة وسيطة متطورة بالموقع ، مؤكدا أنه من خلال التعاون الوثيق بين المحافظة ووزارة البيئة تم استلام سيارة مكبس 18م3 وسيارة قلاب 20م3، كما تم شراء 10 سيارات قلاب 6م للعمل بالوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء.

وأوضح عباس أنه حاليا جارى دراسة العرض المقدم من شركة لافارج للأسمنت والمستاجرة لمصنع المحافظة لتدوير المخلفات بالخانكة بإنشاء خطوط فرز حديثة بجانب خطوط الفرز الحالية، كما أنه جار دراسة العرض المقدم من وكالة أنباء الشرق الأوسط بخصوص استغلال مساحة 220 ألف م2، وجار طرح مشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية والوقود الصلب والسماد العضوي من المخلفات الصلبة على الشركات الاستثمارية المتخصصة ولعمل مصانع لمخلفات الهدم والبناء (الرتش).

فيما يقول الدكتور بكر عبد المنعم رئيس مدينة شبرا الخيمة، إن المدينة تعتبر أكبر مدن المحافظة من حيث تعداد السكان الذي يصل إلى 3 ملايين نسمة وعدد الوحدات السكنية بحي غرب شبرا الخيمة يصل إلى 282 ألف وحدة سكنية وعدد المحلات التجارية يصل إلى 50 ألف محل تجاري.

وأضاف أن تراكمات الهدم والبناء (الرتش) تصل إلى 3 آلاف طن على مر عدة سنوات ومخلفات القمامة تصل إلى 900 طن قمامة يوميا، موضحا أنه تم تقسيم الحي لـ 8 مربعات سكنية ويتم التعاقد مع بعض المتعهدين لجمع القمامة من المنازل وتقوم الحملة الميكانيكية بالحي برفع القمامة من الشوارع المتراكمة في بعض المناطق وتصل نسبة رفع القمامة يوميا بحي غرب 70 % التي يتم نقلها الي المدفن الصحي بابو زعبل.

وفي حي شرق شبرا الخيمة أكدت الدكتورة عزيزة السيد رئيس الحي، وجود 262 ألف وحدة سكنية و6500 محل تجاري ويصل كم التراكمات من مخلفات الهدم والبناء إلي 4800 طن على مر عدة سنوات، وتصل مخلفات القمامة إلي 1000 طن يوميا.

وأضافت أن الحمل الميكانيكية للحي وعمال النظافة كانوا يقومون علي مر عام كامل بجمع القمامة من المنازل ورفع باقي القمامة من الشوارع ونقلها إلي المدفن الصحي بابو زعبل ووصلت نسبة التنفيذ إلي حوالي 75 %، وأشارت إلى أنه سيتم التعاقد خلال الفترة القادمة مع بعض المتعهدين في جمع القمامة من المنازل بعد تقسيم الحي لـ 26 مربعا سكنيا. 

بدورها، قالت نجوى العشيري رئيس مركز ومدينة بنها إنه لا يوجد متعهدين لجمع القمامة من المنازل والوحدة المحلية تتولي جمعها وكذلك رفعها من الشوارع وذلك عن طريق عمل ورديات لعمال النظافة نهارا كما تم عمل وردية ليلية حتى لا تتراكم القمامة بالشوارع، حيث يوجد بمدينة بنها 208 ألف وحدة سكنية و16 ألف و62 محلا تجاريا، وتصل تراكمات الهدم والبناء إلي 509 أطنان على مدي سنوات.

وتابعت: "الناتج اليومي لمخلفات القمامة يصل إلي 500 طن وتصل نسبة التنفيذ إلي حوالي 70 %".

وفي مدينة الخصوص تم تقسيمها إلي 8 مربعات سكنية حيث يصل عدد الوحدات السكانية بها لـ 150 ألف وحدة و14 ألف محل تجاري ويصل كم التراكمات من الهدم والبناء إلي 100 طن ومخلفات القمامة اليومية إلي 500 طن وتصل نسبة التنفيذ لرفع القمامة إلي 75 %. 

واستطردت: الوضع في باقي مدن المحافظة لا يوجد متعهدين لجمع القمامة من الوحدات السكانية وتعتمد الوحدات المحلية في باقي المدن علي الحملة الميكانيكية وعمال النظافة بها في تجميع ورفع القمامة ونقلها إلي المدفن الصحي".