الشفافية المصرية في حادث العريش تلزم «ديلي ميل» بالحياد و«BBC‬» لا تصفهم بالإرهابيين

آثار الدماء على أرضية مسجد الروضة
آثار الدماء على أرضية مسجد الروضة
أفردت الصحافة العالمية صدر صفحاتها ومواقعها الإليكترونية الأولى لتغطية حادث »مسجد الروضة« بمدينة العريش، الذي وقع ظهر الجمعة 24 نوفمبر 2017، وراح ضحيته 305 شهيداً.
وأوردت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية القصة الرئيسية بعنوان «20 دقيقة من الرعب والإرهاب في جامع الروضة»، ونشرت صحيفة نيويورك تايمز فيديو ومشاهد من داخل مسجد الروضة بقرية بئر العبد بالعريش.
وشددت الديلي ميل في تغطيتها على وصف «إرهابيون» وأن الهجمة الإرهابية تكونت من 30 إرهابياً، قتلوا 305 مواطن في 20 دقيقة، وأضافت الصحيفة أن المسجد أغلب مرتاديه من الصوفية الذين يكرههم المتشددون الإرهابيون.

وأشارت الديلي ميل إلى أن الإرهابيين قد نصبوا فخاً لمن حاول الهرب من الجامع، وروى أحد الذين نجوا من المذبحة وهو «عبد الله عبد الناصر» 14 عاماً، إنه ما إن بدأ الشيخ في الخطبة ومع قوله الله أكبر، سمعوا أصوات طلقات رصاص غزيرة وأصوات قنابل، وأنهم أرادوا قتل الجميع حتى الأطفال، ولكنه كان محظوظاً إذ أصيب فقط بطلق ناري في قدمه.
وأضافت الصحيفة أن القوات الجوية المصرية قد قامت بضربات قوية للرد وتصفية الإرهابيين الذين قتلوا المصلين في المسجد، كما تابعت بنقل البيان الذي أصدره النائب العام، نبيل صادق، والذي قال فيه إن الإرهابيين استخدموا 5 سيارات دفع رباعي وهاجموا المسجد من الباب ومن النوافذ الـ12 الخاصة بالمسجد، وقال محمد علي، أحد الناجين، إن 18 من أفراد أسرته استشهدوا فى الهجوم الإرهابي. 
و وصفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الهجوم الإرهابي بالأسوأ في تاريخ مصر الحديث، كما أبرزت صحيفة «التيليجراف» الضربة الجوية التي قامت بها القوات المسلحة لمطاردة العناصر الإرهابية المشاركة في العملية.
ولم تخرج القصص الإخبارية والتقارير التي نشرتها الصحف والوكالات العالمية عن البيانات والتقارير التي أصدرتها السلطات المصرية، وذلك لسرعة إصدار البيانات وعدم تأخرها، واعتمدت جميع وسائل الإعلام على هذه البيانات، حيث صدر أول بيان للحادث في الساعة الواحدة والنصف ظهراً بعد دقائق من الحادث، توالت بعدها الأرقام بالشهداء والمصابين.
كما عقد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، مؤتمراً صحفياً مع الوكالات والصحف العالمية لإطلاعهم على حقيقة الأوضاع على الأرض في بئر العبد، وانتقد رشوان عدم تناول الوكالات والصحف الاجنبية وعلي رأسها البي بي سي،  ورويترز وواشنطن بوست وغيرها، مصطلح الإرهابى على الحادث الذى وقع فى مسجد الروضة بسيناء. 
 أضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات،  للمراسلين الاجانب،  إن صحيفة واشنطن بوست تناولت فقط توصيف إرهابى فى تدوينة فقط للرئيس الأمريكى ترامب،  متسائلاً لماذا  ثمة التردد لدى الوكالات الأجنبية نحو توصيف الإرهابين على هذه الجماعات، وأن  لم يكن إرهابين فماذا يكون الإرهاب من وجهة نظركم.
لكن على الرغم من التزام الصحف والوكالات العالمية بأعداد الشهداء والمصابين، إلا أن شبكة بي بي سي الإخبارية أصرت على استخدام لفظ «مسلحون» بدلاً من «إرهابيون» في كافة التقارير المنشورة على موقعهم الإخباري، ومثلها فعلت سي إن إن.
كما نشرت وكالة رويترز وشبكة بي بي سي ضمن المعلومات التي وردت عن الحادث، أن المصلين داخل الجامع من مؤيدي الجيش والشرطة، الأمر الذي تراجعت عنه رويترز، ولا تزال بي بي سي التي نشرت على لسان من أسمتهم سكان محليون وصحفيون في سيناء أن أغلب رواد مسجد الروضة هم من قبيلة السواركة التي تساند قوات الجيش والشرطة في قتال الجماعات المسلحة في سيناء، وهي معلومة ليست خاطئة ولكنها توحي بأن هناك قبائل مؤيدة لقوات الأمن وأخرى معارضة، وهو أمر عار تماماً من الصحة.