في حادث الروضة .. أطفال اغتال الإرهاب ضحكاتهم البرئية

أهالي الضحايا
أهالي الضحايا
أطفال أبرياء ، اغتال الإرهاب الغاشم ضحكاتهم البريئة، قتل أقرانهم على أبواب مسجد قرية الروضة، أصيبوا بحالة ذهول شديدة لاستشهاد أصدقائهم أمام أعينهم، وقفوا شاردين الذهن بالساحة الخارجية للمسجد، و الحزن يكسو و جوههم على فراق أصدقاءهم.

بعض من الأطفال وقف يتذكر أوقاتا جميلة جمعت بينهم و أصدقائه داخل الفصول الدراسية و البعض الاخر بحث عن أحذية و متعلقات أصدقائهم داخل المسجد و لسان حالهم " مش هنشوف أحمد و محمد و علي و مصطفي " تاني أزاي.. كأني في حلم .. وعايز اشوفهم فيه. 

وداخل المسجد كانا صغيران يقفان بمكان تحفيظ القرآن الكريم " الكتاب "، يتذكر أن أخر لقاء مع اصدقائهم الشهداء .. قال محمد احمد 10 سنوات فقدت أعز أصحابي "علي عيد" فكان ينافسني في حفظ القرآن و يشاركني في لعب الكرة أمام منزلنا لحظات، و أمسك بحذاء صديقه الجديد و الذي اشتراه قبل استشهاده باسبوع، و أضاف أحمد عواد أن الإرهاب الغادر حرمه من رؤية أعز اصدقائه، وتساءل " مش هشوف صاحبي تاني .. ؟.

يقف وحيداً منزويا في ركن المسجد .. يمسك بأنامله الدقيقة "بالطو" أسود اللون وغطاء للرأس"طاقية"  ملطختان بالدماء ، صامتا والدموع تنهمر من عينيه .. لنقترب منه شيئا فشيئا ، ويقول : "اسمي مصطفى .. وهذه الأشياء هي ما تبقت من والدي ربيع الذي استشهد في الحادث الإرهابي" .. يلهو بما تبقى من والده عقب دفنه مساء أول أمس ، لا يعلم أى مستقبل ينتظره بعد أن فقد عائل الأسرة الأوحد، وأضاف ليس لدي أشقاء وأصبحت انا وامي وحيدين بمفردنا في هذه الدنيا. 

ويقف طفل آخر لا يتجاوز عمره التسع سنوات ، يبحث بين الأشلاء عن شيء يدله على والده وشقيقيه الأكبر منه سناً ، فأرهقه البحث الذي لا طائل منه ، وقام بالارتكان إلى أحد زوايا المسجد ، ويبكي بعد أن أصبح فجأة رجلاً مسئولا عن "البيت"، وقال عمر صاحب التسع سنوات : "بدور على اللى اتبقى من البيت ، وكنت بروح المدرسة ، دلوقتي مش عارف هعمل أيه ، أنا ابوى واخواتى استشهدوا ، وعمي وابن عمي ، مبقاش فيه حد من العيلة غيري"، ليؤكد على أنه لن يترك ثأر عائلته ، وينتظر أن تقوم القوات المسلحة بالقصاص لأهل قريته.