في الشرقية.. فندق 5 نجوم لـ«أطفال الشوارع»

ظل مبنى "دار التربية للبنين" المتهالك بمدينة الزقازيق مهملا لسنوات طويلة واعتقد الشراقوة أنه سقط من ذاكرة المسؤولين، وأصبح في طي النسيان.

إلا أن مفاجأة من العيار الثقيل كانت في انتظار أهالي المحافظة، أثلجت صدورهم وغرست الفرحة في نفوسهم ورسمت البهجة على وجوههم حيث تم اعتماد 16مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لإحلال وتجديد هذا المبنى وإقامة مقر لاستقبال (الأطفال بلا مأوى) والذي خرج إلى النور خلال شهور قليلة بصورة أشبه بفندق خمس نجوم.

من جانبه، قال المهندس علي عبد الرحمن وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالشرقية انه تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بمواجهة ظاهرة أولاد الشوارع التي تمثل عائقا لخطط التنمية وقنبلة موقوتة  وتدبير الاعتمادات المالية اللازمة لإنشاء مقارات لتلك الفئة من صندوق تحيا مصر لحمايتهم والاستفادة من طاقتهم، تم إعداد خطة استراتيجية بوزارة التضامن الاجتماعي بإشراف الدكتورة غادة والى للحد من تلك الظاهرة وإنشاء أماكن متطورة لاستقبالهم وتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا وصحيا. 

وكان لمحافظة الشرقية الأولوية في تلك الخطة وذلك لانتشار أولاد الشوارع الذين يقدر عددهم 927طفلا أسفل الكباري والأنفاق والشوارع المظلمة وأمام الماركات التجارية الشهيرة ومواقف السيارات وفى المقابر وذلك بتخصيص 16 مليوناً لإنشاء مقر لهؤلاء الأطفال ونظرا لعدم وجود أراضى فضاء شاغرة بمدينة الزقازيق فقد تقرر استغلال مبنى دار التربية للبنين المغلق منذ سنوات طويلة والمقام على مساحة 500 متر وتم إزالته بالكامل وانطلقت أعمال التشييد والبناء بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك وفق البرنامج الزمني المحدد وبعد مرور 18شهرا انتهت أعمال البناء وخرج مبنى مقر أطفال بلا مأوى في أبهى صورة ليكون مقرا لأطفال بلا مأوى.

وأشار إلى أن المبنى الجديد مكون من 3 طوابق ويضم فصول التعليم أطفال الشوارع وقاعات للأخصائيين والنفسيين  والأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية والموسيقية وكذلك أماكن لاستقبال  الوافدين على الدار وعنابر إقامة سعتها 150سريرا ومطبخا ومطعما ومكتبة وحدائق خضراء بها لعب أطفال وملاعب خماسية على مساحة 5 فدادين وورش للتدريب على  بعض الحرف التي يتطلبها سوق العمل الداخلي والخارجي مثل الكهرباء والنجارة والحاسب الآلي وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا لدمجهم مع أفراد المجتمع كما يتضمن المبنى قاعة للإسعافات الأولية.

وقال إنه تم تدريب 35 أخصائيا نفسياً واجتماعياً للتعامل مع أطفال الشوارع من خلال الوحدات المتنقلة المزودة بألعاب وشاشات عرض وأدوات طهي ووحدة إسعافات أولية  والتي تقوم بالمرور على تجمعات أطفال الشوارع وجذبهم للكشف عليهم وتأهيلهم نفسيا وإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة الأنشطة الترفيهية بداخلها وتقديم وجبات مطهية ساخنة لهم.

وعقب ذلك يتم إعداد ملف لكل منهم والتعرف على الحالة الاجتماعية لهم وأسباب انطلاقهم في الشوارع ويتم استضافة الذين ليس لديهم اسر وإعادة الآخرين لأسرهم بعد تقديم العون المادي والاجتماعي لهم وإدارة الجلسات معهم ومتابعتهم بصفة مستمرة.

وتقول فاتن عبد الحميد، إن إقامة مبنى لإيواء أطفال الشوارع يمثل ضرورة ملحة لاستيعاب تلك الفئة التي تمثل خطرا على المجتمع لافتقارهم  الانتماء بوطنهم وشعورهم بالكراهية والحقد ضد أفراد المجتمع وقالت إن مشروع أطفال بلا مأوى سوف يساهم في علاج تلك الفئة نفسيا واجتماعيا وتحويلهم إلى طاقات منتجة وسينتشلهم من براثن شياطين الإنس والجن الذين يدفعونهم للسرقة وإدمان المخدرات.

ويقول أحمد رجب إن إقامة مبنى الإيواء سيعطى دفعة جديدة لمحاربة تلك الظاهرة التي تمثل قنبلة موقوتة لممارسة تلك الفئة جميع أنواع الجريمة ولكونهم صيدا سهلا وثمينا للجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي تدفعهم للإعمال غير المشروعة بكافة صورها وطالب بضرورة توفير الرعاية  الاجتماعية لأسر هؤلاء الأطفال المشردين وتوفير الإعانات الشهرية لهم لتحفيزهم على تعليم أبنائهم وخلق مواطنين أسوياء منهم.


ويقول المواطن محمد صبحي إن اهتمام القيادة السياسية برعاية النشء والطفولة بصفة عامة والمشردين بصفة خاصة يعكس حرصها على خلق جيل قادر على العمل، مشددا على أن انطلاق مشروع أطفال بلا مأوى الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالمشاركة مع صندوق تحيا مصر يمثل قارب النجاة  لهؤلاء الأطفال المشردين لأسباب اجتماعية لا ذنب لهم فيها.


وأوضح أن إيواء هذه الفئة الضالة في المبنى الفاخر الذي تم تصميمه بأسلوب هندسي فندقي سوف يساعد على مواجهة تلك الظاهرة التي تمثل عائقا لجميع خطط التنمية وتساهم في دمجهم في المجتمع.