«هنا يوجد الكنز».. «إعادة تدوير القمامة» فكرة خرجت من رحم «المناطق الشعبية»

تدوير القمامة - صورة أرشيفية
تدوير القمامة - صورة أرشيفية
من داخل مقالب القمامة، يوجد الكنز الحقيقي، الحكمة تكمن في كيفية التفتيش عن هذا الكنز، ولأن هناك من يجيد قراءة الصورة وتفاصيلها، بعيدًا عن المظاهر الكاذبة، وبرغم أن الأمر لا يتجاوز حدود التجارب الفردية، إلا أن هناك تجاربًا نجحت بالفعل في إعادة تدوير القمامة وجعلها صديقة للبيئة، لتدر دخلًا؛ المصريون في أمس الحاجة إليه.

وترصد «بوابة أخبار اليوم» في السطور التالية التجارب الناجحة في مجال إعادة تدوير القمامة:

فن صناعة التماثيل من ورق الصحف

رجل ستيني استغل وقت فراغه وورق الصحف، الذي ينتج منه يوميا ملايين النسخ ويستخدم مرة واحدة فقط فبدلا من حرق هذا الورق فكر عبد التوفيق ملاك، في استغلاله في صناعة التماثيل.

لم يتوقف الأمر عن تلك النقطة، بل قام توفيق عبد الملاك، بتعليم الآخرين هذا الفن في قصر ثقافة شبرا الخيمة وكنائس عزبة النخل وشبرا.

يقوم «عم ملاك» - كما يطلق عليه الشباب في منطقة شبرا- بشراء الخامات التي يستخدمها في صناعته البسيطة، وهي ورق الصحف من بائع صحف قديمة بالكيلو بجوار منزله، أو أقاربه المتابعين للصحف باستمرار، ثم يضيف الغراء بالمياه على الورق، ولصق الورق مجمعًا.

وعرض ملاك، تماثيله في أول معرض له كان في نقابة الصحفيين، وقدم خلاله تماثيل مهن الطبقة الشعبية مثل بائعي العرقسوس، والبطاطا، والترمس، والكشري حيث قال: هذه التماثيل تحاكي الواقع بأشكالها الجميلة وتتطابق مع الحقيقة بملامحهم وزيهم وحركاتهم، كل ذلك يحدث بفضل موهبة الفنان الكبيرة، وحبه لهذا العمل، وباختبار صبره وقدرته وحبه لهذا النحت، الذي يأخذ منه الكثير من الوقت لعمل قطعة واحدة، تتراوح بين الساعتين لنحت تمثالا كاملا بعد خبرة عشرات السنين. 

«مصطفى حمدان» مليونير إعادة تدوير القمامة 

حقق مصطفى حمدان، دخلا جيدا من تحويل النفايات إلى ذهب، وذلك من خلال إنشاء شركة "ريسيكلوبيكيا" المصرية، إحدى أولى شركات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في الشرق الأوسط.

درس حمدان في كلية الهندسة، واشترك مع 19 طالبا من الجامعة في مسابقة للأعمال الحرة أطلق عليها اسم "إنجاز"، وبلغت قيمة الجائزة المقررة للفائز بالمسابقة 10 آلاف دولار للمساهمة في تطوير فكرتهم الوليدة.

جاءت له فكرة إعادة تدوير القمامة، عن طريق مشاهدة فيلم وثائقي عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وأدرك أن هناك كثيرا من الإمكانات توجد في استخلاص المعادن من اللوحات الرئيسية لأجهزة الكمبيوتر مثل الذهب والفضة والنحاس والبلاتينيوم.

إعادة تدوير القمامة في الإسماعيلية 

كريم البيومي، شاب يعمل في شركة متعاقدة مع ديوان عام محافظة الإسماعيلية لجمع القمامة، ولكن كانت فكرته الأولى هي إعادة تدوير هذه المخلفات وتغيير نظرة المجتمع إلى مخلفات المنازل والنظر إلى قيمتها.

كان كريم يعمل متطوعا في مبادرات للنظافة بعدها بدأ العمل فى شركة نظافة خاصة، ولم يستطع العمل بنفس الطريقة القديمة، وهي جمع القمامة من الشارع ولكن كان هدفه تغيير طريقة التفكير البيئية للمجتمع.

قرر كريم، أن يعمل بمفرده وتكون شركة صغيرة لتكنولوجيا جمع وتدوير المخلفات وهى نتاج ريادة أعمال الشباب والتي توازى وتعمل على خطة التنمية المستدامة في البعد البيئي 2030.

كان حلم الشاب أن تملك محافظة الإسماعيلية مصنعا لتدوير المخلفات المنزلية، ولكنه يحتاج للعمل وإلى شركات نظافة تعمل على نقل القمامة من الشوارع إلى المصنع الذي توقف عن استكمال إنشاءاته عام 2011، وأعيد العمل عليه عام 2014، وبدأ حاليا في إنتاج بدائل للفحم.

البيومي، قال: إن المبادرات الحالية للجمع المنزلي للقمامة وفصلها من المنبع هي طريقة لتغيير طريقة التفكير، نحن نخاطب الناس مباشرة، ولكننا في الحوار المباشر معهم نحاول إخراج المخلفات القابلة للتدوير لدى المواطنين لدر دخل لهم أيضا، وبالتدريج سيتحول اسمها إلى مخلفات بدلا من «الزبالة».

الاستثمار الحقيقي في تدوير القمامة

من جانبه أكد النائب على عبد الواحد، عضو لجنة الإدارة المحلية أن الاستثمار في مجال إعادة تدوير المخلفات لم يعد ترفاً، وآن الأوان لاعتباره ضمن مصادر الدخل القومي، نظراً لأنه يوفر مليارات الدولارات على الدولة بسبب توفير عدد من المنتجات المستوردة من إعادة تدويرها مثل صناعة الورق وإنتاج الأسمدة العضوية ومشروعات توليد الطاقة، لافتا إلى أن هناك عددًا من الدول تستورد القمامة لإعادة تدويرها.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي