مصر التاريخ بفرشاة أمريكية .. بين القاهرة والأقصر
أقامت الفنانة التشكيلية الأمريكية فيكى تزمير معرضها والذي يحمل عنوان"الإنسانية هي عائلة في جميع إنحاء الكون "بمكتبة مصر العامة بالأقصر والذي يستمر حتى الخميس المقبل.
ويضم المعرض ٢٥ لوحة متنوعة حرصت الفنانة على استخدام الألوان المائية.
يشار أن الفنانة فيكى تزمير هي سيدة أمريكية عاشقة لمصر بحضارتها وتاريخها وتراثها المتنوع الخصب الغني بالحكايات والأساطير وتعاقب الحضارات عليه عشقت مصر منذ كانت فتاة صغيرة في أولي سنوات دراستها الجامعية وكثيرا ماقرأت وسمعت عن الحضارة المصرية وفصول من تاريخها منذ الفراعنة إلي مابعد العصر الإسلامي.
وقالت الفنانة فيكى أنها حرصت في لواحاتها على إبراز روح الحضارة المصرية فهي عاشقة لتراب أرض مصر
وأشارت إلى أن السفير الأمريكي بمصر أعجب بلوحاتها خلال افتتاح معرضها بالقاهرة الأسبوع الماضي وقالت " لقبنى بسفيرة أمريكا للسلام في مصر.
وقالت (فيكي تزمير)أنها درست الميثولوجيا المصرية منذ كانت طالبة وأحبت التاريخ المصري .
و(فيكي تزمير) من شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وبدأن مسيرتها التشكيلية وهي ابنة العشرين عاما وكانت مصر حاضرة في كل أعمالها البكر منذ البدايات وقد صارت عاشقة لمصر وحضارتها وأناسها التي رأت فيهم الدفء والحميمية والكرم إلي أن قرارها بأن تهبط مصر للمرة الثانية في حياتها علي أن تكون فترة إقامتها هذه المرة أطول من ذي قبل ، فقد قررت البقاء لشهر في مصر وأن تقيم أول معارضها عن مصر فاختارت من أعمالها الكثيرة عنها نحو 25 عملا متفاوتة الأحجام متنوعة الموضوعات وتراوحت بين الواقعية والتعبيرية وبعضها حمل معني رم كان غنيا بالرمز يجسد تعاقب الحضارات والثقافت علي مصر والتنوع المتفاعل والمتناغم بين العقائد وتبدو الروح الصوفية بادية بوضوح في غير عمل من أعمالها فنجدها تجسد طقوسا روحانية متمثلة في رقصة المولوية الصوفية.
وكانت الألوان الحاضرة بوضوح في أعمالها هي الأزرق الغامض والبني الدافئ والأخضر الدال علي الحياة والأحمر الساخن وكأنما بهذه الأعمال تقدم مسوغاتها الفنية لتحظي بحب من أحبتهم وعبرت عنهم وعن تاريخ وحضارة وأعراف ونمط حياة بلادهم وهم المصريين فأحبوها وتدفقوا علي معرضها وبدت دهشتهم بجلاء لمقدرة هذه السيدة الأمريكية علي التعبير بجلاء عن الروح المصرية وعن حضارة بلدهم المدنية و المادية والروحية
وقد استضاف معرضها الأول في مصر دار الأوبرا المصرية , وقدمت إعمالها سلسلة الخلق هرم له جذور وفروع علي هيئة شجرة نوع من الهندسية بتعبر عن الخليقة لأن الشكل الهرمي رمز فرعوني الحياة قادمة من الشجرة .
لقد جسدت (فيكي تزمير) في أعمالها لغز البعث الفرعوني وعودة دورة الحياة سيرتها الأولي وأبرزت تضافرا بين الملامح العقائدية المشتركة في عقائد المصريين منذ الفراعونية ومرورا بالقبطية وصولا للإسلامية والحياة المعاصرة فنجد البعث الفرعوني مجسدا رمزيا ونجد قلعة ومسجد محمد علي ونجد أسرة بسيطة تتناول الطعام وإلي جوارها جمل ويبدو في عمق اللوحة الهرم عن بعد ونجد حضورا لرموز دينية فهناك مايشبه الدمج الفني بين مفتاح الحياة الفرعوني والصليب القبطي في لوحة يبدو الهوم فيها بطلا ، وعن الملمح المعا الفكري المعاصر نقف علي معني تجدد الحياة وتجدد المعرفة بدلالة الحياة المتجددة في ثعبان يأخذ شكل دائة وهو يلتهم ذيله حيث تجدد الحياة سنة كونية وسنجد الفتاة الفرعونية بمظهرها وملبسها الفرعوني وهي دلالة علي المرأة المصرية مانحة الدفء للحياة ونجد الفتي المصري الذي يضج بالحيوية .
عشق فيكي تزمير حقيقي وأرادت أن تتعانق مع الحضارة الفرعونية علي أرض الواقع فإنها بعد معرضها في القاهرة والذي حضر افتتاحه السفير الأمريكي في القاهرة , وقال السفير أن فيكي خير سفير فني لأمريكا في مصر
