حوار| ماجى الحلواني: عشت أروع قصة حب مع حمادة إمام.. وأفتقده بشدة

ماجي الحلواني
ماجي الحلواني
رغم أنها من كبار الخبراء فى الإعلام إلا أن شهرتها ارتبطت أيضا بجوانب أخرى منها الجانب السياسى كعضو مجلس شورى حتى 2010.. والجانب الرياضى حيث تضم عائلتها الصغيرة اثنين من أكبر نجوم الزمالك هما زوجها الراحل كابتن حمادة إمام.. وابنها كابتن حازم إمام..هى د. ماجى الحلوانى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا.. وعميد الأكاديمية الدولية للإعلام.
> ......................................
نشأت وعشت معظم حياتى فى بيئة عسكرية.. فوالدى هو اللواء حسين الحلوانى أول مدير مصرى لسلاح المهندسين..وأخى ضابط بسلاح المدرعات.. وزوجى كابتن حمادة إمام كان ضابطا بسلاح المشاة..ووالد زوجى بالحرس الملكى.. وأبناء عمى أيضا ضباط جيش. وقد ولدت فى معسكر سلاح المهندسين حيث كانت هناك تجمعات سكنية خاصة بمديرى السلاح.. وقضيت بهذا المكان أجمل سنوات عمرى.. كنا نعيش حياة الجيش..نستيقظ مبكرا.. ونحترم النظام والمواعيد.. ونؤدى التحية العسكرية ونمسك البندقية.. وكان المعسكر يضم حمامات سباحة وسينما صيفى وشتوى.. وكان المشير عبد الحكيم عامر من بين جيراننا.. وكنا نرى الرئيس عبد الناصر خلال زياراته للمشير.. وكان يعاملنا بحنان شديد.. هذه الحياة الجميلة جعلتنى أحب كل ما يرتبط بالقوات المسلحة.
> ......................................
اسم ماجى اختارته أمى وهو اسم انجليزى مشتق من مارجريت ومعناه الوردة البيضاء.. وقد كنت طفلة هادئة ومتفوقة جدا بمدرسة نوتردام الفرنسية..وكنت أحب القراءة والصيد.. وألعب الباتيناج وكرة اليد وأركب العجل.. وكنت أكثر تأثرا بوالدى.. وحريصة على التفوق من أجله.. فكنت دائما الأولى.. أمى كانت جميلة جدا ورشيقة وأنيقة.. ورغم أنها كانت ماهرة فى الطهى وأعمال المنزل.. إلا أنها كانت تهتم جدا بتفوقنا الدراسى.. وتبعدنا عن أعمال  المنزل.. وقد توفيت فجأة قبل أن تكمل الخمسين..وكانت صدمة هائلة لأبى.. ورغم أنه عاش بعدها عشرين عاما.. إلا أنه ظل حزينا عليها.
> ......................................
أنا طموحة جدا.. وأؤمن أن الإنسان لابد أن يكون له حلم وطموح فى كل مرحلة.. وبعد تحقيقه يسعى إلى حلم جديد، ونتيجة طموحى وتفوقى.. قفزت سنوات دراسية والتحقت بالجامعة وعمرى 16 عاما.. وفى اليوم الأول لى بكلية الآداب قسم صحافة كتبت على كشكولى »دكتورة ماجى الحلوانى«.. وفعلا كنت الأولى طوال أربع سنوات والأولى على دفعتى.. فتم تكليفى معيدا أنا وصديقاتى منى الحديدى ونائلة شاهين وسلمى الشماع..وقد امتدت صداقتى بهذه المجموعة المحبة حتى الآن.. ثم استمر طموحى حتى أصبحت عميدا لكلية الإعلام جامعة القاهرة.
> ......................................
عشت أروع قصة حب فى حياتى مع زوجى الراحل كابتن حمادة إمام.. فأنا طول عمرى باشجّع نادى الزمالك مثل عائلتي.. فقد كان زوج خالتى اللواء طيار محمود حافظ مدير قطاع الناشئين وقتها..وكان الهدّاف حمادة إمام (محمد يحيى إمام) شقيق صديقتى.. وهو أيضا ضابط بالجيش.. وكنت أذهب لتشجيع فريقه فى المباريات.. كما كنا نلتقى منذ صغرنا مع عائلاتنا فى شاطئ ستانلى فى الصيف.. لكنه لم يصارحنى بإعجابه إلا فى آخر سنة لى بالكلية.. وتمت خطبتنا بمجرد حصولى على الليسانس.. وتزوجنا عام 1968.. «وعلى فكرة..أنا مليش فى المطبخ وماكنتش باعرف أطبخ.. لكن حمادة كان دايما بيفوّت لى».
> ......................................
ووسط دموعها تقول: أفتقد حمادة إمام بشدة.. كان نعم الزوج بأخلاقه وشخصيته.. وصاحب الفضل الحقيقى فى كل انجاز حققته.. وكان فخورا بكل انجاز أحققه..الماجستير والدكتوراه ومنصب العميد وجوائز الدولة ومجلس الشورى..  وفى السنوات الأخيرة ازدادت علاقتنا عمقا لدرجة أننا اتفقنا نسافر معا فى كل أعمالنا فيصحبنى فى مؤتمراتى الخارجية وأصحبه فى حضور بطولات أوروبا..ثم جاء مرضه السريع ووفاته فى يناير 2016 كأكبر صدمة فى حياتى.
> ......................................
رزقنا الله بولدين أشرف وحازم.. «قبل ولادة حازم كنت باتمنى بنت.. واشتريت له ملابس بنات لونها بينك.. ولبسها له عدة أسابيع.. لكن ربنا رزقنى بعدها بأحفادى البنات.. فأشرف أنجب 3 بنات وحازم 3 بنات»
> ......................................
كنت حريصة على اكتشاف مواهب أولادى من صغرهم «لأنى مؤمنة ان ربنا بيمنح كل انسان موهبة ممكن يحقق بها انجازات كبيرة.. ومهمة الأب أو الأم اكتشاف الموهبة دى من بدرى وتشجيعها.. والتوفيق فى النهاية بيد الله».. لذلك حرصت على توجيه أبنائى من سن عام ونصف العام للرسم والموسيقى والرياضة.. إلى أن اكتشفت انجذابهم للكرة..فركزت عليها مع ممارستهم لألعاب أخرى ككرة السلة والتنس والاسكواش وركوب الخيل.. «على فكرة أشرف الكبير كان مهاجما رائعا فى الكرة.. وكان ممكن يكون أشطر من حازم.. لكن حبه للطيران أخذه من الكرة»..أما حازم فأكمل فى نادى الصيد.. وموهبته كصانع ألعاب فرضت نفسها.. لدرجة أن حمادة لم يعرف بهذه الموهبة إلا حينما فوجئ بنادى الزمالك يطلبه.
> ......................................
أنا وحمادة غرسنا فى أولادنا الطموح وكنا نشجعهم على التميز فى كل عمل وكل مرحلة فى حياتهم.. ورغم ان أشرف وحازم درسا تجارة.. الا أنهما نبغا فى مجالات أخرى، فأشرف اتجه لدراسة الطيران وهو الآن طيار متميز بإيرباص.. وحازم اتجه للكرة ونبغ أيضا.. «يعنى لما حازم فاز بلقب أحسن لاعب وسط.. قلت له لازم أحسن لاعب فى مصر.. وفعلا بعدها كلمنى من سوريا وأخبرنى بفوزه بأحسن لاعب فى مصر»
> ......................................
حياتى الآن مقسمة بين العمل وأسرتى الصغيرة.. وكل ويك إند أقضيه مع أحد أبنائى ومع أحفادى..لكنى لا أتدخل فى حياة أبنائى الخاصة.. وأحرص على جذب أحفادى باللعب معهم.. كما أحرص على لقاء صديقاتى الثلاثة «شلة إعلام».. منى ونائلة وسلمى.. ويوم الثلاثاء أذهب لتشجيع الماتش الودى الذى يشارك فيه أبنائى أشرف وحازم بنادى الصيد.. وباكون فى منتهى السعادة وأنا باشجعهم».