"الجارديان": أكبر سرقة قبور بالعالم.. نبش حطام سفن الحرب العالمية الثانية

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، قيام غواصين مجهولين بالبحث والتنقيب في حطام عشرات السفن الحربية التي يُعتقد بأنها تضم رفات الآلاف من الجنود البريطانيين والأمريكيين والأستراليين واليابانيين والهولنديين.

ونقلت الصحيفة البريطانية - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني الجمعة 3 نوفمبر - عن تحليل لغواصين ومؤرخين بحريين، إن أكثر من 40 سفينة شاركت في الحرب العالمية الثانية تم تدميرها جزئيا أو كليا، والتي يُعتقد أنها تضم رفات نحو 4500 ممن شاركوا في الحرب العالمية الثانية، بسبب عمليات السرقة .

وأشارت "الجارديان" إلى أن بعض الحكومات تخشى من "تدنيس أو انتهاك قدسية" حطام المئات من السفن الأخرى، معظمها سفن يابانية يُعتقد بأنها تضم عشرات الآلاف من الذين شاركوا في الحرب العالمية.

وعادة ما يباع حطام السفن الذي أكله الصدأ - حيث يقبع تحت سطح الماء منذ 70 عاما - كخردة، غير أن تلك السفن تحتوي أيضا على معادن قيمة مثل الكابلات النحاسية ومقتنيات أخرى.

ويقول خبراء إن نابشي حطام السفن ربما يبحثون عن كنوز ذات قيمة، بما في ذلك الطلاء الصلب الذي صُنع قبل عصر التجارب النووية، موضحين أن هذه السفن المتوارية في أعماق البحر، تعد أحد المصادر الأخيرة للحديد الذي صُنع قبل إجراء أول اختبار نووي، والذي يعتبر مادة هامة خالية من الإشعاع ويدخل في صناعة المعدات الطبية والعلمية.

وكانت "الجارديان" قد كشفت العام الماضي، عن سرقة ونبش حطام أكثر السفن البريطانية شهرة، وهو الأمر الذي أثار موجة غضب بين المحاربين القدامى وعلماء الآثار، الذين اتهموا الحكومة البريطانية بعدم التحرك سريعا بصورة كافية لحماية القبور القابعة تحت سطح الماء من السرقة.

وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية - في وقت سابق - بأن الوزارة طلبت من إندونيسيا حماية حطام السفن، مشيرة إلى أنه يجب الحفاظ عليه وأن تظل أرواح الذين فقدوا أرواحهم في سلام، وفي ماليزيا أرسل غواصون بعض الصور لـ"الجارديان"، توضح الدمار الذي لحق بثلاث سفن يابانية كانت قد غرقت قبالة ساحل بورنيو في عام 1944 خلال حرب المحيط الهادئ.

وأرسل الجيش الأمريكي عدة وفود إلى إندونيسيا، في محاولة لحماية حطام السفن الأمريكية، التي تعرض العديد منها للسرقة.