«MBS».. ملك المستقبل بالسعودية يخلع «عباءة الوهابية»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
وعد بعودة الإسلام المعتدل إلى بلاده، ورفض حكم «الأفكار المتطرفة»، وتعهد بالقضاء عليها، وقدم مشروعًا اقتصاديًا ضخمًا.. ربما تصبح هذه الأفكار طبيعية في أي دولة بالعالم؛ لكن عندما يرتبط الأمر بالسعودية، يصبح طبيعيًا أن يلفت العالم لولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، والذي يصنف كواجهة حضارية معتدلة تريد إحداث نقلة لبلاده.

صحيفة لوبوان الفرنسية تحدثت عن ولي العهد السعودي «MBS»، صاحب الـ32 عاما، مشيرة إلى كلمته في قمة الرياض، والتي عقدت في 24 أكتوبر الجاري، واعتبرها الجميع كلمة استثنائية لما حملته من لهجة وصفت بالجديدة لمسئول على أرض المملكة «التي حُكمت لسنوات طويلة بسياسة الوهابيين».

لم يقف حديث الأمير الشاب عند تلك النقطة الهامة فقط؛ بل امتد حديثه إلى تقديم مشروع اقتصادي ضخم على ضفاف البحر الأحمر هدفه إنشاء منطقة اقتصادية جديدة لاجتذاب الاستثمارات التي تصل إلى أكثر من 425 مليار يورو.

ووصفت لـ«وبوان» ولي العهد بأنه «رجل السعودية الجديد القوي»، والذي سيقوم بالقضاء على الإسلام الراديكالي المتواجد على أرض الحرمين الأمر الذي سيعرضه لمواجهة الصعاب والوقوف في وجه العديد من أنصار تلك الأفكار المتشددة المنتشرة بصورة كبيرة في السعودية والتي فرضت وجودها لسنوات طويلة.

ولفتت الصحيفة إلى أن انتهاج السعودية للسياسة المتشددة تلك يرجع إلى معاهدة مختومة بين محمد آل سعود ورجل الدين محمد عبد الوهاب «مؤسس الفكر الوهابي»، وذلك عام 1744هـ، والتي بمقتضاها تحول الفكر السعودي؛ لكن يبدو أن «ملك المستقبل» تمرد على تلك الأفكار وأحرز تقدما خاصة فيما يخص حقوق المرأة.

وبالفعل، باتت المرأة السعودية لأول مرة تتمتع بحق قيادة السيارات وكذلك الجلوس على المدرجات لحضور المباريات في العديد من ملاعب المملكة، بحسب الصحيفة الفرنسية.

وبسؤاله عن سبب تغير تفكيره، أجاب بن سلمان أن بلاده لم تكن كذلك قبل 1979، حيث حدث التغيير وتغيرت مبادئ المملكة والصحوة التي كانت تنتهجها والعديد من الدول المجاورة ولأسباب عديدة تم التخلي عنها، قائلا: «لم نكن كذلك في الماضي، نريد العودة إلى ما كنا عليه، والإسلام المعتدل المنفتح على العالم أجمع، والمتقبل للجميع لا المتشدد». 

«بن سلمان» تحدث أيضًا عن أن 70% من السعوديين تقل أعمارھم عن 30 عاما، مضيفًا: «صراحة لن نضيع 30 عاما أخرى من حياتنا في مكافحة الأفكار المتطرفة، وسنقوم بتدميرها اليوم لكوننا نريد حياة طبيعية والتي سيكون من شأنها عكس اعتدال عقيدتنا أمام العالم أجمع، فضلا عن عاداتنا الجيدة التي تأثرت بصورتنا المتشددة أمام الجميع».

«نعيش ونتعايش مع العالم أجمع، ونساهم في تنمية بلادنا والعالم أيضا، لقد اتخذنا خطوات هامة وهي خطوات واضحة، واعتقد أننا سنقضي على التطرف قريبا جدا، لا أعتقد أن هذا تحد حقيقي لكوننا نمثل التعاليم والمبادئ المعتدلة للإسلام، فهذا حقنا والحقيقة في صالحنا، لذلك لا أرى أية أسباب للقلق».. بهذه الكلمة الختامية ربما يكون الأمير محمد بن سلمان لخص كثيرًا من سياسته التي تشهدها المملكة مستقبلا.