بورسعيد.. «الكشك».. مشروع ثقافى تنويرى

فرضت المنطقة الحرة ببورسعيد صبغة المشروعات التجارية على تفكير أبناء المدينة سعيا وراء المكاسب المادية ولكن بعيدا عن هذا الاتجاه اختار الشاب محمود السيد لبلب خريج كلية التجارة طريقا آخر لخدمة المجتمع البورسعيدى من خلال مشروع ثقافى تنويرى بدأ وسط ظروف صعبة حتى حظى بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد أن أصبح علامة فى الحركة الثقافية والأدبية بالمحافظة.


وقد اختار لبلب الطريق الصعب رغم أنه من عائلة ميسورة الحال وكان يعمل بعد تخرجه فى مشروعات والده ولكن هداه تفكيره إلى البحث عن دور لخدمة المجتمع البورسعيدى وكان له ما أراد حيث وقع اختياره على تنفيذ مشروع ثقافى يستفيد منه ابناء المحافظة وخاصة الشباب فبدأ محمود مشواره بكشك «مكتبة صغيرة» لبيع الكتب المدرسية والثقافية وتقديم خدماته للشباب والطلاب بأسعار مقبولة و أطلق على مشروعه اسم مكتبة الكشك.

بدأ محمود مشواره وسط حلقة ضيقة من أصدقائه بدأت تتسع رويدا رويدا ثم بدأ يطور فكرته ليتخطى مرحلة بيع الكتب إلى تنظيم ندوات ثقافية و أدبية فى محيط الكشك مع ادباء و شعراء وكتاب روايات من القاهرة و بورسعيد حتى ضاقت منطقة الكشك المقام فى أحد ميادين حى الشرق فكان البحث عن مكان آخر أكثر اتساعا وتم العثور على أحد المحلات التى حولها إلى منتدى ثقافى تقام به ورش فنية لتعليم الرسم والموسيقى وندوات أدبية و ثقافية.

كما بدأ فى إشراك القراء فى عرض الكتب لديهم لخدمة الآخرين كما طبق نظاما يسمح باستعارة الكتب أو القراءة فى المكتبة بأسعار رمزية وفى خلال عام واحد كان المشروع الذى بدأ بعدد قليل من المريدين يجمع حوله العشرات و المئات من الشباب والمثقفين وتلقى صاحب المشروع عدة عروض لتطبيق الفكرة وافتتاح فروع فى المحافظات المجاورة لبورسعيد.

 ثم كانت المفاجأة الكبرى التى تلقاها محمود لبلب باختياره للتكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب الذى عقد بالإسماعيلية حيث أثنى الرئيس على فكرة المشروع وطلب من محمود المضى قدما فى فكرته مع مساعدته من جميع المسئولين إذا تطلب الأمر.

وقال محمود إن المشروع سيشهد خلال المرحلة القادمة افتتاح فروع جديدة خارج محافظة بورسعيد كما بدأ فى الإعداد لإقامة مسابقات بين الشباب وتشجيعهم على القراءة و تخصيص جوائز لأفضل قارئ يقدم عرضا ملخصا عما قرأه من كتب الكشك كما سيتوسع فى تخصيص جزء من نشاط المكتبة لكتب الأطفال التى تحتوى على المعلومات العامة والقصص وعرضها على الطلاب فى المدارس فى المناسبات المختلفة وتشجيعهم على القراءة.

وفى النهاية أكد محمود سعادته الكبيرة بمشروعه الثقافى و التنويرى الذى سيمضى قدما فيه ليس من أجل جنى المال و الأرباح ولكن من أجل السعى لاجتذاب الشباب وإعادتهم لعالم القراءة و الثقافة و حمايتهم من أى تيارات هدامة قد تأخذهم إلى ما لا يفيدهم كما أن العقل الثقافى والتنويرى هو بالتأكيد سيكون فى خدمة مجتمعه وفى صالح أبناء وطنه.