مشروع «المليون رأس ماشية».. الخير يبدأ من النوبارية

ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء مشكلة كبيرة يعانى منها المواطنون، فسعر الكيلو البلدي تخطى الـ 130 جنيها فى كثير من المناطق، كما شهدت أسعار اللحوم المجمدة ارتفاعا كبيرا أيضا خلال الفترة الأخيرة حتى وصل سعر الكيلو الى 80 جنيها، هذا فضلا عن الارتفاع المستمر فى أسعار الدواجن والأسماك بمختلف أنواعها، ومن هنا كان لابد من التفكير فى حلول مختلفة تقضى على الأزمة من جذورها وليس مجرد مسكنات، ومن هنا جاء التفكير فى مشروع المليون رأس ماشية.

تستهلك مصر سنويا 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء منها 60% من اللحوم المستوردة من الخارج، و40% من الكمية يتم إنتاجها من الذبح المحلى، كما أن متوسط نصيب المواطن المصرى من استهلاك اللحوم يصل إلى 8 كجم بينما يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 30 كجم فى الولايات المتحدة و28 كجم فى أوروبا و40 كجم فى البرازيل.

وكان آخر تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة أوضح أن تعداد قطعان الثروة الحيوانية بمصر يبلغ 18 مليونا و250 رأسا منها 3.8 مليون رأس من الجاموس، و4.7 مليون رأس من الأبقار، و5.4 مليون رأس من الأغنام و4.2 مليون رأس من الماعز، وحسب التقرير تبلغ درجات الاكتفاء الذاتى من اللحوم البيضاء حوالي90%، ولحوم حمراء 60% وبيض المائدة 100% ومن الألبان 80 %.

ولذلك ومن أجل الحد من عمليات الاستيراد أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى المشروع القومى لتربية مليون رأس ماشية، بهدف توفير اللحوم الحمراء فى الأسواق بما يتناسب مع احتياجات المواطنين، وتوفير جميع منتجات الألبان بأسعار مناسبة، بالإضافة إليّ الحد من عمليات استيراد اللحوم من الخارج.

المشروع سيبدأ بـ 200 ألف رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس عجول تسمين، و20 ألف رأس أبقار حلابة يتم استيرادها من الخارج على أن تكون نقطة الانطلاق فى منطقة غرب النوبارية بمحافظة البحيرة، حيث تم تخصيص 350 فدانا بطريق مصر إسكندرية تتبع مركز البحوث الزراعية لبدء المشروع فيها، كما أنه تم تخصيص محطتين للإنتاج الحيوانى فى منطقة «اليشع» بالنوبارية للمشروع إلى جانب محطة أخرى تابعة لصندوق التأمين على الماشية بهيئة الخدمات البيطرية وضم مصنع أعلاف ومجزر تابعين للصندوق إلى المشروع لبدء الإنتاج.

الفجوة الغذائية
وأوضحت د. منى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسكنية، أن المشروع يساهم فى تقليص الفجوة الغذائية، وتعويض النقص من اللحوم الحمراء، وأشارت إلى أنه تم عمل حصر بالمشروعات المتعثرة فى الثروة الحيوانية والداجنة ودراستها قانونياً لإصدار تراخيص تشغيل مؤقتة لها، وذلك بالتنسيق مع جمعيات منتجى الألبان، والدواجن والمصرية لمنتجات اللحوم.

وأضافت أن هناك انفتاحا كبيرا نحو الاستفادة من التجربة الألمانية فى هذا المجال لضمان الحصول على أفضل انتاجية ممكنة من المشروع، لذلك تم الاتفاق خلال زيارة وزير الزراعة الألمانى للقاهرة على الاستفادة من 3 سلالات ألمانية فى مشروع المليون رأس ماشية، تتعايش مع المناخ المصرى وتعمل على زيادة الانتاج من اللحوم والالبان، بالإضافة إلى أن أول مزرعة إنتاج حيوانى فى مشروع الـ 1.5 مليون فدان ستكون بخبرة ألمانية.

وأشارت إلى أن العمل يسير فيه جنبا إلى جنب مع مشروع البتلو الذى انتهت المرحلة الأولى منه بنجاح كبير وبدأنا المرحلة الثانية بتمويل 100 مليون جنيه، ثم المرحلة التالية بنفس القيمة.

وأشارت إلى أن الهدف الأساسى من المشروع هو توفير احتياجات المواطنين من اللحوم الطازجة والألبان بأسعار مناسبة وجودة عالية، فضلاً عن توفير مزيد من فرص العمل والحد من استيراد اللحوم والألبان وزيادة الإنتاج المحلى منها، وأوضحت أن المشروع لا يستهدف فقط إنتاج اللحوم، ولكنه يمتد لتنفيذ مشروعات أخرى تتعلق بإنتاج الألبان ومنتجاتها، وهو ما يساهم فى زيادة القيمة المضافة من الإنتاج الحيوانى وزيادة عائد الفلاح المصرى.

من جانبه أكد د. مصطفى الصياد رئيس قطاع استصلاح الأراضى بوزارة الزراعة، ان المشروع يتم بالتعاون بين وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، حيث تم مؤخرا تحديد 8 مواقع فى منطقة النوبارية جار العمل على عدة مواقع هى البستان وصلاح العبد وصندوق التأمين واليشع من حيث المواصفات والبرامج التى سيتم اتباعها وطرق التربية والإنشاءات الخاصة بالمشروع، فضلا عن تشكيل مجموعات عمل للسفر لبعض الدول بالخارج لدراسة أفضل الدول التى يمكن الاستيراد منها.

وأشار إلى أنه تم عقد عدة لقاءات مع ممثلى شركتين للمجازر إحداهما ألمانية والأخرى إيطالية تعملان فى مجال الاستفادة من مخلفات الذبح، وكانتا لهما خبرة فى العمل بالدول العربية والأفريقية والإسلامية، وأشار إلى أن ذلك يمكن الاستفادة منه فى المشروع القومى للإنتاج الحيوانى، بحيث يشمل الاتفاق معهما الذبح والتقطيع والتعبئة للتخفيف من أجل تعظيم القيمة المضافة للتصنيع الزراعى.

فيما أكد د.إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إنه تم الانتهاء من كافة الدراسات والإجراءات الفنية الخاصة بالمشروع، وأوضح أن كافة الأمصال والتحصينات اللازمة لضربة البداية الخاصة بالمشروع والتى ستكون فى النوبارية جاهزة تماما.

السلالات الخارجية
وأكد حسن حافظ رئيس رابطة مستوردى اللحوم الأفريقية، أن الثروة الحيوانية فى مصر أصبحت شبه منتهية، وأكد أننا نستورد ما يقرب من 70 % من حجم الاستهلاك وليس 55 % كما تدعى وزارة الزراعة، مؤكدا أن أخطر ما يواجه الثروة الحيوانية فى مصر الآن هو الاعتماد على السلالات الخارجية وهو ما يهدد بضياع هوية الماشية البلدية والتى أصبحت الآن لا تتعدى الـ 20 % من الموجودة بمزارع الانتاج الحيوانى.

وأضاف أننا نحتاج إلى التعامل مع مشروع المليون رأس ماشية بشكل أفضل مما يتم الآن، حيث إننا ينبغى أن يكون الاتجاه نحو إيجاد ولدات جديدة بلدية وعجلات عشار وإيقاف استيراد رؤوس الأبقار من الخارج لأن ذلك من شأنه تعظيم القيمة المضافة للمشروع من خلال مشروعات الألبان وتغليف اللحوم والجلود وغيرها، مؤكدا أنه على الحكومة الإسراع بتنشيط مشروع البتلو ومنح الشركات المنتجة للحوم قروضا بفائدة بسيطة أقل من 7 %، حيث ان قروض مشروع البتلو يحصل عليها الفلاحون دون أن يستثمروها فى مشروع البتلو، مشيرا إلى أنه على الحكومة دعم المزارع الكبرى مع وجود رقابة عليها وضرورة دعم العلف حيث إن القروض بدون دعم العلف لا تجدى.