خبير مناعة.. النظافة الشخصية سر الوقاية من الديدان المعوية

صورة موضوعية
صورة موضوعية
ناشد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أولياء الأمور بضرورة التعاون المجتمعي مع الحملة القومية للقضاء على الديدان المعوية التي أعلنتها وزارة الصحة والسكان للقضاء على الديدان المعوية.

مشيرا إلى أن الوزارة مستهدفة بذلك 12.5 مليون تلميذ من تلاميذ المرحلة الابتدائية، بالمدارس الحكومية والأزهرية والخاصة، والتي انطلقت قبل يومين وتستمر حتى يوم 26 أكتوبر الجاري بجميع محافظات الجمهورية، مشددا على أن النظافة الشخصية سر الوقاية من هذه الديدان.

وأشار بدران في حديث خاص - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الأقراص التي اعتمدتها وزارة الصحة في الحملة آمنة وفعالة وبلا أي آثار جانبية، وهى عبارة عن قرص واحد من عقار "ميبندازول" الخاص لعلاج الديدان المعوية والوقاية منها، مشيرا إلى أنه قابل للمضغ وسهل البلع.

وأوضح أن الديدان المعوية المستهدفة من الحملة هي ديدان الإسكارس أو ما يعرف بالعامية بثعبان البطن، والديدان الدبوسية وكلاهما متوطن في مصر وتسرق الغذاء من أمعاء الإنسان فتصيبه بالهزال، مؤكدا أن الأطفال هم الأكثر عرضه للإصابة بالديدان المعوية في السن المدرسية ويحدث ذلك بعدة طرق منها تناول الخضروات الملوثة ببيضها أو الشرب من مصادر مياه ملوثة، أو من خلال لعب الأطفال في التربة الملوثة وعدم غسل أيديهم عقب اللعب. 

وتابع أن ديدان الأسكارس تعد قنبلة موقوتة لأن أنثاها تنتج ما يصل إلى 240 ألف بيضة يوميا لمدة عام كامل، وإهمال العلاج أو الوقاية يجعل كل مصاب بالعدوى مصدر تهديد لعشرات الألوف من البشر، حيث تصيب هذه الديدان مليار إنسان حول العالم، وهى من أكثر أنواع الديدان انتشارا، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والفقيرة، والمناطق الدافئة والرطبة، وتحدث العدوى نتيجة ابتلاع البيض عبر تلوث اليدين أو تناول خضراوات أو فواكه ملوثة ببيض الأسكارس.

وأوضح أن بيض هذا النوع من الديدان المعوية يمكن أن يستمر في التربة صالحا للعدوى لمدة 10 سنوات، وأن معدلات العدوى تزيد في الأطفال من عمر 5 إلى 10 سنوات، وفى الريف أكثر من الحضر، ويمكن أن تصيب الشباب أيضا وكبار السن، وتتمثل أعراضها في حالات العدوى الخفيفة أو المعتدلة في آلام في البطن كالمغص، غثيان أو قئ، إسهال أو خروج براز مدمم.

وتابع استشاري الأطفال أنه في حالة تواجد عدد كبير من الديدان في الأمعاء ربما يحدث ألم شديد في البطن وتعب وفقدان الوزن وسوء التغذية مع خروج الديدان في القئ أو البراز، موضحا أن الحالات الخفيفة لا تسبب عادة أي مضاعفات، لكن في حالات العدوى الكثيفة، قد تكون هناك مضاعفات خطيرة مثل تخلف النمو، فقدان الشهية، سوء الامتصاص، مع احتمال تجمع كتلة من الديدان في جزء من الأمعاء مسببة تقلصات شديدة في البطن والقئ، وقد تحدث ثقب جدار الأمعاء أو الزائدة الدودية ويحدث نزيف داخلي أو التهاب الزائدة الدودية ونادرا ما يحدث انسداد في القنوات الضيقة في الكبد أو البنكرياس.

وقال بدران : عالميا هناك ما يقرب من 730 ألف حالة انسداد في الأمعاء بسبب الإسكارس سنويا و11 ألف وفاة، لافتا إلى أنه في بعض الحالات التي لديها استعداد وراثي ربما يحدث طفح جلدي مزمن أو أزمة وعائية حادة وهى تورم سريع في السطح الخارجي للجلد والأنسجة تحت الجلد. 

وحول الديدان الدبوسية، أشار الدكتور مجدي بدران إلى أنها طفيليات شائعة تصيب الإنسان فقط، وهناك مليار من البشر حول العالم مصاب بها، وأنها معدية جدا عن طريق البيض عند تناوله مع طعام وشراب ملوث أو لمس لعب أطفال ملوثة، وأن بيضها موجود في غبار المنزل، والتهاب الزائدة الدودية من نوادر العدوى.

وأكد أن ثلث حالات العدوى بلا أعراض وأغلب العدوى تحدث عن طريق الحاملين الذين لا يشعرون بأعراض، وأن تكرار العدوى شائع خاصة عند إغفال العلاج الجماعي للمخالطين، حيث يلتصق بيضها بلعب الأطفال وفراء الحيوانات المنزلية، بالملابس والملاءات والستائر والأثاث ومقابض الأبواب والصنابير، موضحا أنه يمكن نقلها بواسطة الغبار، محددا ٥ عوامل مساعدة على العدوى وهي مص الأصابع، وقضم الأظافر، جهل الوالدين بالديدان الدبوسية، غياب ثقافة غسل الأيدي، وإهمال العلاج الجماعي.

وشدد على أن المرء لا يكتسب مناعة ضد الديدان الدبوسية، لان الجهاز المناعي للإنسان مبرمج على التخلص من الكائنات الدقيقة كالفيروسات والبكتيريا ويكتسب مناعة تحد من تكرار العدوى أو تقلل من حدتها والفترة الزمنية التي تستغرقها، وأي تعامل للجهاز المناعي ضد الطفيليات بنفس مبدأ تعامله مع البكتيريا والفيروسات يعنى مهاجمة خلايا الجسم نفسها لأن حجم الطفيليات ضخم جدا مقارنة بالبكتيريا والفيروسات، ولهذا يميل الجهاز المناعي للمهادنة واستضافة الطفيليات، وبالتالي تتكرر العدوى مرارا.

وقال بدران إن الصراصير تعتبر خزانات محتملة لهذه الديدان، نظرا لطبيعة انتشار الصراصير الواسعة وأعدادها المهولة في البيئة، مشيرا إلى إنها تسبب 26 مرضا للإنسان.