صحفية وثائق بنما المغتالة.."قلم لم يتحمل المزيد من اللكمات"

دافني كاروانا جاليزيا
دافني كاروانا جاليزيا
"صحفية مالطا الأكثر إثارة للجدل"، "الصحفية الأجرأ"، "إمرأة ويكيليكس"..ألقاب عديدة لحقت بالصحفية المالطية دافني كاروانا جاليزيا والتي صعد اسمها عاليا بعد تسريب وثائق بنما التي تم الكشف عليها من خلال عمل صحفي استقصائي.

في الـ16 من أكتوبر كتبت عبر مدونتها "المحتالين موجودين في كل مكان، الوضع أصبح يبعث على اليأس"..وبعد ساعات قليلة جدا من كتابتها لتلك الكلمات، أذيع نبأ مقتلها.

اغتيلت جاليزيا في حادث مروع ،أمس الاثنين، حيث تم وضع عبوة ناسفة أسفل سيارتها أودت بحياتها، وقد ربط بين الحادث وبين تصريحات كانت قد أطلقتها من قبل تخص رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات واثنين من مساعديه، حيث ربطت بين شركات يديروها وبيع جوازات سفر مالطية ومدفوعات من حكومة أذربيجان.

إذا من هي دافني كاروانا جاليزيا وما الذي جعل نهايتها بهذه البشاعة؟. ولدت جاليزيا في 26 أغسطس 1964، بدأت مشوار عملها في الصحافة من خلال صحيفة صانداي تايمز عام 1987، فيما أصبحت بعد ذلك محررا مساعد لصحيفة "مالطا اندبندنت" وواصلت مهامها في كتابة المقالات.

استطاعت عمل مدونة أخبار خاصة بها جمعت من خلالها قرابة الـ400 ألف قارئ يوميا، وهو عدد يفوق عدد سكان مالطا بحوالب 50 ألف شخص.

"الكشف عن وثائق بنما" كانت انطلاقتها نحو تحقيق الشهرة العالمية، اتخذت موقفا حياديا من خلالها وكانت أول من كشف عن تورط رئيس وزراء بلادها ورئيس الأركان بتسريب وثائق بنما، تلك الفضيحة العالمية التي شملت أسماء عدد كبير من زعماء وقادة دول العالم.

في العام الماضي، أدرج اسم جاليزيا في صحيفة بولوتيكو ضمن أكثر 28 شخصا ممن ساهموا في تشكيل وهز أوروبا، كما وصفها البعض "بتدوينة الغضب".

لاقى خبر اغتيال جاليزيا نوبة من الغضب والاستنكار، حيث عاشت مالطا أجواء من الحزن والصدمة، وقد طالب رئيس الوزراء المالطي بضرورة فتح تحقيق في هذا الحادث "الغادر"، ناعيا جاليزيا بحزن ومنددا بقتل "أشهر ناقديه" بتلط الصورة البربرية التي تمثل أكبر اعتداء على حرية التعبير والرأي، فيما وصف زعيم المعارضة المالطية ادريان ديليا التفجير بأنه "جريمة قتل سياسية".