السفير الفلسطيني لدي فرنسا: المصالحة عمل دبلوماسي سياسي شاق لمصر

الصحف الفرنسية
الصحف الفرنسية
اهتمت الصحف الفرنسية بالجهود المصرية بهدف التوصل إلى المصالحة الفلسطينية. وأشارت جريدة الليبراليون اليسارية في افتتاحيتها إلى الدور الذي قامت به مصر في المصالحة الفلسطينية وأن مصر واحدة من الدولتين العربيتين اللذان ابرما معاهدة سلام مع إسرائيل، وأنها منخرطة بشكل جاد للتوصل إلي مصالحة بين حماس وفتح بل وسوف تشرف على تنفيذ تلك المصالحة.
أشارت الصحيفة إلى أن القاهرة تتهم حماس بمساندة الجهاديين اللذين أدموا سيناء والطرف الحدودي مع غزة وأن نجاح الجهود المصرية يتيح لها التأثير على الداخل الفلسطيني وبشكل خاص غزة، التي تربطها علاقة بقطر وتركيا وإيران.
وحول الدور الذي قامت به القاهرة للتوصل إلى المصالحة الفلسطينية، يقول السفير الفلسطيني لدي فرنسا سلمان الهرفي لبوابة أخبار اليوم، إن لمصالحة ليس وليدة عمل سحري ولكنه عمل دبلوماسي سياسي شاق قامت به مصر الشقيقة، فدور مصر، رائد دائما وتقوم بدور هام في المنطقة وبشكل خاص للنضال الفلسطيني، واتخاذ مصر لمثل هذه الخطوة يدل على أن الفترة الزمنية التي كانت مصر مشغولة فيها بمشاكلها الداخلية، قد ولت وزالت إلي الأبد، وأن مصر عادة إلى مكانتها في الريادة من أجل حل المشاكل العربية، وأعتقد أن هذا الأمر هو بداية لصحوة عربية جديدة.
وقال إنه لا شك أن ردود الفعل الفرنسية إيجابية مثمنا دور مصر الشقيقة من خلال التصالح، فقد باتت هذه القضية أعوام طويلة مما أدي إلى تفشي اليأس في قلوب أصدقائنا في فرنسا ولكن الدبلوماسية المصرية أعطتهم أمل بأن العرب بدئوا يستردوا أنفاسه بفضل الله تعالي وبدعم من الشقيقة مصر، والآن نأمل في حل القضية الفلسطينية وهي جوهر النضال الفلسطيني وأن يحصل الفلسطينيين على استقلالهم وحريتهم، وبالطبع فأن الموقف الجديد هذا سوف يؤثر بشكل إيجابي على المنطقة برمتها التي تمر بمرحلة حرجة فأي نجاح لعمل سياسي يقابل بالإعجاب والتقدير، وحل هذه المعضلة، يقود إلى إفهام الجانب الإسرائيلي أن الحجة التي يستخدموها للابتعاد عن المفاوضات أي انقسام الصف الفلسطيني لم تعد قائمة.
أما ميشيل أبو نجم، الكاتب والمحلل السياسي في باريس، فقد ركز على ثلاث نقاط حيوية إذ يرى أن الدور المصري في هذه المصالحة أساسي "وهنا يجب الإشارة إلى أن الكثيرين قبل القاهرة حاولوا أن يعيدوا للحام للصف الفلسطيني لأن الانقسام بين غزة والضفة الغربية لم يكن فقط عاملا يدفع باتجاه أضعاف الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج بل كان أيضا حجاٌ تستخدمها إسرائيل للترويج بأن الفلسطينيين لا يمكن التفاهم أو التفاوض معهم لأن ليس لديهم سلطة واحدة يمكن التفاوض معها.
"النقطة الثانية" أن الانقسامات بين غزة والضفة الغربية كانت تضرب مصدقيه الفلسطينيين وكان هذا يحول دون أن يكون الفلسطينيون في وضع يسمح لهم بالضغط تجاه المفاوضات، ونحن نعلم تماما أن إسرائيل، لا تريد التفاوض بل تريد كسب الوقت من أجل أن تخلق أمراٌ واقعاٌ جديدا وأن تمنع قيام الدولة الفلسطينية وتقطع أجزائها، في حين أنها أصلا متقطعة بين غزة والضفة الغربية من خلال المستوطنات لمنع التواصل الجغرافي، وهذا يحدث منذ عدة سنوات، والقطيعة الفلسطينية عمرها عشر سنوات وخلال تلك السنوات خسر الفلسطينيون ليس فقط عشر سنوات بل ربما خمسين أو ستين عام لأن هذه الخسارة لا تعوض لا على المستوي الداخلي لتجميع الأوراق الفلسطينية للوصول إلى مرحلة التفاوض عندما يحدث التفاوض من جديد.
"النقطة الثالثة التي ركز عليها أبو نجم، هي أن نجاح مصر في تلك المهمة العسيرة "يبرز أن القاهرة لا تزال ملتزمة بالملف الفلسطيني، حتى بعد ما عرفته مصر بعد ثورة 2011 وحتى عام 2014، لا تزال القاهرة قادرة على أن تؤثر على الموقف الفلسطيني وتفهم من يريد أن يفهم وأن الاستمرار على نفس النمط السابق هو خسارة للفلسطينيين والقضية الفلسطينية بسبب الانقسام. ولكن أيضا أضعاف الموقف العربي وخسارة للمجموعة العربية، ومن هنا أعتقد أن الدور الذي قامت به مصر في الأشهر الأخيرة هو دور إيجابي ويقوي الموقف الفلسطيني وسوف يعطي المفوض الفلسطيني غدا أو بعد غدا، عندما تعود المفاوضات أوراقا أضفيه للتفاوض من موقع أقوي.