معركة "جبل المر".. ملحمة من الصمود والتحدي

كانت معركة جبل المر مقالاً حياً و شاهداُ علي ما قام به المقاتل المصري في وجه التحدي لأحدث الأسلحة فقد أذاقت العدو مرارة الهزيمة، فجبل المر معروف للمدنيين و العسكريين علي حد سواء في قطاع السويس.


الجبل و مدفعياته كان مصدراً ملازماً لكل اشتباك عانت منه مدينه السويس حتى قامت حرب رمضان المجيدة وتمكنت احدي وحدات الفرقة التاسعة عشر المشاة والتي تعمل في النسق الثاني للفرقة من أن تطور الهجوم في عمق العدو و تستولي علي جبل المر واضطر العدو للانسحاب تحت ضغط قواتنا في فوضي وارتباك تاركاُ عدة و عتاداً يستعرضها المواطنون حالياً في المتحف الحربي شاهدة علي عظمة و قدرات المقاتل المصري الباسل.


و لموقع جبل المر أهمية كبيرة: يعتبر جبل المر هيئة حاكمة مسيطرة تقع شرق قناة السويس بحوالي 13 كم و جنوب الطريق الرئيسي (الشط/متلا ) وبذلك فانه يتحكم في جميع طرق الاقتراب الموجودة بهذه المنطقة غرباُ و شرقاً و التي من أهمها وادي مبعوق – وادي المر – الطريق الطولي – الطريق العرضي


يبلغ ارتفاع الجبل 117 متراً و طوله حوالي 8 كيلو مترات ويعتبر من المواني الطبيعية حيث تحيط به الغرود الرملية التي يتراوح عمقها من 1-2 كم من جميع الاتجاهات، نتيجة لسهوله المراقبة من اعلي الجبل لمعظم تحركاتنا أمكن العدو الحصول علي معلومات عن قواتنا.


وبالنسبة لقوات العدو التي كانت تحتل الموقع : 2 سرية دبابات ،سرية مشاه ميكانيكية ، 2 سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات ،بطارية مدفعية 25 رطل ،كتيبة مدفعية 155 مم ذاتية الحركة.


أما عن قواتنا: الوحدات الفرعية للواء الثاني المشاة الميكانيكي، وكانت مهمته استكمال إنشاء رأس كوبري الفرقة شرق القناة بالاستيلاء علي منطقة جبل المر بعد أن تتم وحدات النسق الأول للفرقة الاستيلاء علي النقط القوية للعدو شرق القناة و تم تجميعه خلال ليلة 4/5 أكتوبر علي الموقع الثاني عبر قناة السويس اعتبارا من يوم 6 أكتوبر سعت 1600


وتمكنت الكتيبة السادسة المشاة الميكانيكي صباح يوم 7 أكتوبر من صد هجوم مضاد للعدو وقع عليها بقوة سرية دبابات، أما الكتيبة الخامسة المشاة الميكانيكي فقد كلفت صباح 8 أكتوبر بسد الثغرة بين لوائي النسق الأول للفرقة وفي الساعة 0745 يوم 9 أكتوبر خصص قائد الفرقة المهمة إلي قائد اللواء بتطير الهجوم والاستيلاء علي جبل المر والتعزيز عليه.


وكانت فكرة قرار قائد اللواء للهجوم تتلخص في الكتيبتين 6 مشاه ميكانيكي و الكتيبة 5 مشاه ميكانيكي أما السرية من الكتيبة 22 فتعمل كاحتياطي للواء و في حوالي الساعة 8.30 صباح يوم 9 أكتوبر قصفت مدفعيتنا موقع جبل المر حيث قامت مدفعية اللواء الثاني المخصص للهجوم بالاشتراك مع بعض وحدات مدفعية الفرقة 19 مشاه بتدمير العدو بالنيران ، تمكنت القواذف الفردية المضادة للطائرات والمحمولة علي الأكتاف من إسقاط طائرة "سكاي هوك" وأسر طيارها.


وفي الساعة 9.45 اشتبكت كتيبة الدبابات مع الدبابات المخندقة والمقذوفات المضادة للدبابات للعدو ونجح العدو خلال الاشتباك في تدمير عدد كبير من دبابات الكتيبة وركز العدو وقصفه النيراني علي مركز القيادة المتقدم للواء بعد اكتشافه له، فأمر قائد اللواء بانتشار المركز والتقدم بعربات منفردة لتحقيق الاتصال بالهدف في موقع جبل المر دارت معارك علي مستوي السرايا محاولة اقتحام الجبل فاستخدمت الكتيبة السادسة الأرض والساتر بمهارة التغلب علي نيران العدو أما الكتيبة الخامسة اليسار نجحت في الاستيلاء علي الميول الغربية لقمم سلسلة التباب الشمالية لجبل المر .


كان لنجاح الكتيبة الخامسة في تحقيق مهمتها الفضل في تمكين الكتيبة السادسة من اقتحام الجبل في مواجهتها و استطاعت الاستيلاء علي نقطة المثلثات 117 وهي اعلي نقطة في الجبل.


وفي تمام الساعة 12.30، استطاع اللواء أن يسيطر تماما علي جبل المر فتم دفع السرية المشاة و استولت علي القطاع المتوسط من الجبل واستمر الأفراد في تحسين مواقعهم و إقامة التجهيزات الهندسية و رصد الألغام في الاتجاهات الهامة.


لقد كان الاستيلاء علي جبل المر الأثر الحاسم في نجاح معركة رأس كوبري الفرقة 19 من خلال السيطرة علي جبل المر حرمت العدو من استخدام مرابض مدفعيته ضد قوات الفرقة، أصبحت أجناب العدو وتحركاته معرضة لنيران كثيفة من قواتنا المحتلة جبل المر ،حرمان العدو من معاودة القيام بهجمات مضادة علي باقي قطاع رأس كوبري الفرقة البحرية، تم حرمان العدو من استخدام الطائرات الهيلوكبتر في أعمال الاستطلاع ترك العديد من الخسائر بميدان المعركة : 3 طائرات مقاتلة، 10 دبابات ، عربة نصف جنزير، مدفع 155 مم ذاتي الحركة صالح للعمل ، مدفع 25 رطل صالح للعمل، عربة مقذوفات موجهه س س 11، عشرات القتلى والأسري ، معسكر كامل مزود بجميع وسائل الإعاشة .