ذكريات نجوم الكرة مع نصر أكتوبر

لم يكن نصر أكتوبر العظيم فى السادس من أكتوبر عام 1973 مجرد صدفة او وليد  اللحظة بل كان وراءه جيش عظيم  وشعب يرفض الهزيمة  فالكل كان ينتظر ويحسب الساعات واللحظات حتى يصدر قرار الحرب للعبور واسترداد أرض سيناء المنهوبة غصبا .. ومن بين هولاء الناس كان يوجد نجوم الكرة الذين عايشوا وحضروا هذه الحرب منذ قرار العبور الأول وحتى استرداد آخر حبة رمل فى سيناء وعليه قامت »الأخبار« بالحديث مع هؤلاء النجوم ليسردوا لحظاتهم وذكرياتهم مع هذا النصر العظيم .
فى البداية قال طه إسماعيل نجم الأهلى والمنتخب الوطنى الأسبق وشيخ المحللين أنه وقت اندلاع حرب أكتوبر كان يعمل مدربا فى نادى اهلى جدة السعودى .. حيث كان النشاط الكروى متوقفا فى مصر .. مضيفا أنه وقت العبور كان تدريب  الفريق وعندما عاد إلى المنزل وفتح التليفزيون  بدأت بيانات الحرب والانتصار تذاع .. مؤكدا أنه لم يكن يصدق نفسه ودخل فى نوبة كبيرة من الفرحة والفخر والعزة بمصريته . 
واكد ان قرار العبور واسترجاع سيناء ضربة معلم من الرئيس السادات .. مشيرا إلى أن أجمل ما فى نصر أكتوبر هوالدروس المستفادة منه كالتخطيط والسرية والكتمان الذى قام بها قادة الجيش وهودليل على أن ما يريد الفوز اوتحقيق شئ فى حياته لا يتكلم كثيرا بل عليه أن يركز فقط على هدفه .. كما أن روح وايمان الجندى المصرى وثقته فى تحقيق النصر من أهم الاشياء التى يجب أن يتعلمها الاجيال الحاضرة والقادمة .  
واكد حلمى طولان نجم ومدرب الزمالك الاسبق انه كان فى إجازة بطنطا حيث كان يدرس فى كلية التربية الرياضية بالقاهرة وقت الحرب وكان فى العشرين من عمره.. مضيفا أنه كان حاضرا وشاهدا بعينه المعارك قائلا: «كنت انا واصحابى لا نخاف ولا نهاب من الحرب وكنا نصعد إلى اسطح البيوت ونرى الطائرات الإسرائيلية وهى تتحطم فى السماء لدرجة أن احد الطائرات سقط منها تنك البنزين داخل ملعب نادى طنطا « .. مضيفا  أن الشعب حينها كان فخورا وسعيدا بقرار الحرب ولا يخاف من عواقبها لانه يثق فى جيشه ويعرف أن نكسة 67 لم تكن حربا والجيش لم يدخل المعركة حتى يهزم . 
وشدد على أن الرئيس محمد أنور السادات زعيم بمعنى الكلمة وافضل الرؤساء الذى حكموا مصر فعليا وسيظل دائما وابدا بطل الحرب والسلام .. مشيدا بقرار توقيت الحرب وعدم انجراف السادات لمظاهرات الطلاب التى كانت تطالب بالحرب دون دراية اومعرفة وضع الجيش .
عبر مشير عثمان نجم الأهلى الأسبق عن سعادته وفخره بهذه الذكرى المهمة فى تاريخ مصر والتى لا تمحى ابدا من ذاكرته خاصة أنه كان حينها مجندا بالجيش ويلعب ضمن صفوف المنتخب .. مضيفا أنه كان فى معسكر المنتخب وقت شن الحرب وعندما علم بالخبر كان فى غاية السعادة التى يمكن وصفها وكان يتمنى أن يكون مع زملائه على الجبهة ويشارك فى هذا النصر العظيم . 
قال ربيع ياسين كابتن الأهلى ومدرب منتخب الشباب الأسبق أنه كان فى الثامنة عشرة من عمره وقت الحرب .. مؤكدا أن الكل فى مصر كان مستعدا تماما لقرار الحرب كل يوم وكل ساعة تمر الكل يزيد ويحفز نفسه لبدأ الحرب المنتظرة واسترداد الأرض المنهوبة . 
واضاف أن الحرب كانت ملحمة بين الجميع فالكل متكاتف وقت الحرب والنصر جاء أولا من عند الله ودعاء المصريين ومن ثم تخطيط الرئيس السادات وقادة الجيش وأخيرا الجنود البواسل الذين دخلوا المعركة وهم يحملون أرواحهم على أيديهم لا يبغون شيئا غير استرداد الأرض وكرامتهم.. وأكد اسامة خليل نجم الاسماعيلى والمنتخب الوطنى الاسبق 
 أن ذكرياته مع حرب أكتوبر  تمتزج بالفرحة والرهبة فانا  ابن بورسعيد تربيت   فى مدينتى الصغيرة بورفؤاد وعشقى لفريق الاسماعيلي  نشأتى به جعلتنى اشعر بحلاوة انتصار ابطال مصر وتحطيم خط بار ليف الرهيب بقوه وعظمه الله التى اعطاها لجنودنا الابطال وارتفاع الروح المعنوية التى جعلت لياقتهم البدنيه فى قمتها وكنت اسمع الكثير من المعلم عثمان احمد عثمان حينما كان يجتمع بنا بالقاهرة حيث كانت اقامتنا وملعبنا بعد التهجير ليقول لنا انشاء الله هانرجع الاسماعيلية ونلعب على ملعبنا حتى صدقت اقواله لنا ونعود الى ملعب الاسماعيلى لاول مره بعد حرب أكتوبر لنجد جماهير الاسماعيلى كلهم فى الملعب فى مشهد لاينسى حينما كانت الاسماعيليه ترتعد بصوت الجماهير وهم يهتفون لنا (دراويش .. دراويش) ووجدت معظم اللاعبين فى حالة سكوت وبكاء صامت من الفرحه لاسعاد هذه الجماهير الرائعة .. انها حالة العشق الابدى بين جيل السبعينات والفريق  لاننا احسسنا بالرهبة والفرحة فى فترة زمنية من اعمارنا اوجدها انتصار مصر فى حرب أكتوبر .
أكد رمضان السيد نجم الأهلى والمنتخب السابق ان حرب 6 أكتوبر المجيدة أحدثت فارقا كبيرا فى مصر والمنطقة العربية بأكملها،  حيث اعادت هيبة ومكانة مصر والوطن العربى بأكمله،  ونحن جميعاً كنا فخورين بهذه الحرب العظيمة،  وأضاف السيد ان الحرب جاءت فى توقيت كان العالم يعلم بأن مصر لا تستطيع ان تحارب،  حتى فاجأهم الجيش المصرى بجنوده الأبطال فهم بالفعل «خير أجناد الأرض»،  فقد كان الجندى المصرى يفدى زملائه وكتيبته وأظهر شجاعة واستبسل أظهر للعالم قدرة مصر على إسترجاع أرضها والحفاظ عليها،  وقال رمضان ان عنصر المفاجأة لعب دورا كبيرا فى الحرب،  وكانت كرة القدم جزءا منه،  فعلى سبيل المثال كانت هناك مباراة بين الترسانة والطيران لعبت بالقاهرة الساعة الثانية والنصف ظهراً،  أى بعد بدء الحرب بنصف ساعة فقط،  فنحن كلاعبى الكرة مثلنا مثل باقى الشعب لم نكن نعلم بقدرتنا على دخول حرب ،  فقد لعبت المخابرات المصرية دوراً كبيراً فى خداع الولايات المتحدة والدول المساندة لاسرائيل،  بهدوء الاوضاع وإستقرارها حتى جاءتهم الضربة الحاسمة التى أعادت لمصر والعرب كرامتهم.
أكد فكرى صالح لاعب الزمالك السابق ومدرب حراس مرمى فريق دجلة الحالى أنه لم ولن ينسى فترة حرب أكتوبر، ولكن من وجهة نظره لا ينبغى نسيان حرب الاستنزاف التى سبقت حرب أكتوبر وكانت خير تمهيد لنصر أكتوبر المجيد، وأضاف من خلال الاستنزاف بدأ تجميع القوى للجيش المصرى من جديد .
وأوضح فكرى ان حرب 1973 شارك فيها مقاتلون وأبرز افتخاره باعتباره واحد من ضمن هؤلاء المقاتلين، وأشار صالح إلى رتبته فى ذلك التوقيت حيث كان رائدا فى سلاح المشاه، وقال صالح عن هذه الفترة أنه كان لاعبا فى صفوف الزمالك وشارك كلاعب ومن بعدها أتت قيادات عسكرية وكان حينها معه كابتن حمادة إمام لاعب الزمالك السابق وأحد ضباط الجيش أيضا، بالإضافة لكابتن عفت الضابط بالكلية الفنية   وأوضح له أن استدعاء القيادات العسكرية يندرج تحت مشروع تعبوى للقوات المسلحة  
وأضاف صالح .. يوم المباراة كان قبل 9 أيام من اليوم التاريخى 6 أكتوبر وانضممنا للجيش، وشبه إصاباته فى الحرب أنها بمقام نياشين فى جسده يفتخر بها لأبنائه وأحفاده، وأشاد بعبقرية القيادات حينها باختيار يوم السادس من أكتوبر ومن خلالها استطعنا التمويه على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، وأكد أنه أخذ تكريما من جمعية المحاربين القدامى على إثر المشاركة فى هذه الحرب المجيدة  .
كما قال محمد حلمى نجم الزمالك والمنتخب السابق ان مصر كانت تعانى بشدة فى الفترة التى سبقت الحرب،  فبعد نزوح أهالى مدن القناة،  استقبلنا فى بيتنا بالشرقية عائلة كاملة من الإسماعيلية،  حيث كانت الأجواء فى غاية الصعوبة من غارات الإحتلال حيث كنا نطفئ الانوار ونحتمى من قصف الطيران،  حتى جاءت حرب أكتوبر وتم إستعادة أرضنا وكرامتنا وطرد الإحتلال الصهيونى،  كانت لحظات شعرنا فيها بالفخر والعزة،  فعلى الرغم من الدعم كان يتلقاه الصهاينة من دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية،  إلا ان قوة مصر وتكاتف العرب مكنا من هزيمته وتلقينهم درساً قاسياً،  وأكد حلمى على انه لاينسى ذكريات فترة الحرب وما بعدها ،  ولعل أهمها كان فى احتفالية حرب أكتوبر عام 1981 التى اغتيل بها الرئيس الراحل أنور السادات،  فكنت حينها يشارك مع منتخب مصر للشباب فى بطولة كأس العالم باستراليا،  وحين سمعنا الخبر شعرنا بالصدمة،  وهوما أثر علينا بالسلب فى هذه البطولة على الرغم من تحقيقنا لنتائج إيجابية فى بداية البطولة قبل هذه الحادثة،  فقد إستقبلت البعثة رسالة من القاهرة تخبرنا بضرورة الانسحاب من البطولة والعودة الى مصر،  ثم جاءتنا رسالة أخرى بصدور أوامر من الرئيس الاسبق حسنى مبارك تفيد باستكمال مشاركتنا بالبطولة،  وهوما حدث بالفعل،  ولكن خروجنا عن التركيز وعدم التهيئة النفسية جعلنا نخسر مباراة دور الثمانية أمام إنجلترا بنتيجة 4/2،  على الرغم من تقدمنا فى أول ربع ساعة من اللقاء بهدفين،  إلا ان الحالة السيئة التى كنا نعانى منها تسببت فى خروجنا من البطولة.
وشدد حلمى على انه مهما تأثر النشاط الرياضى فى مصر وقت الحرب وما بعدها بفترة،  إلا ان ذلك لايعنى شئ بجانب عظمة الانتصار وللاثبات للعالم بان مصر دولة قوية بالمنطقة وذات سيادة،  تسطيع حماية أراضيها والدفاع عنها ضد أى عدو مهما بلغت قوته،  فستظل حرب أكتوبر خالدة نتشرف بها .
 وقال الكابتن ايمن يونس نجم الزمالك الاسبق أنه عندما اختلطت السعاده بالحزن ..هذا هوعنوان حرب أكتوبر فى عائلتي...فكل شيء من حولى كان مليان دموع .. دموع الفرح .ودموع فراق احد اقاربنا من القوات الجويه .. فلم أستطع فى هذا الوقت ان اميز  وافرق بين الاحاسيس بشكل افهمه ..لكن السعاده غير عادية التى اجدها فى النادى والمدرسة  وايضا مع سكان عمارتى وفى كل شقة ومعظمها  لم ينقطع عنها الاغانى الوطنية ...طوال اليوم اغانى وطنيه ..وفد كنت من سكان شارع نوال وغرفة تانى تشاهد جزء من النيل الذى لم ينقطع عنه الالعاب..وخاصة حول برج القاهرهة...لقد شعرت فى هذه الأيام ان ماسوره سعاده انفجرت على الشارع المصرى ..ولاتحدثنى عن روح الحب التى سادت كل المصريين ..ولا انسى لحظة تبرع والدى ووالدتى بالدم فى مستشفى المعلمين ...لقد ارتعبت من الخوف..ولكنها لحظة لا تنسي. وخاصة عندما قال الطبيب لى ..لوكنت كبير شوية كنا خدنا منك دم ...وتمر الأيام . واقوم بأكبر حملة تبرع بالدم لاهالى بورسعيد من كل رياضيى مصر ..حرب أكتوبر. علمتنى الحب والانتماء لهذا الوطن ..وايضا جعلتنى اشعر بالفخر من خلال نظرة كل الاجانب  ل المصريين ...لقد كانت فعلا حرب الكرامة والرجولة والنخوة المصرية .....تحيا مصر
15070_hus hus hus hus