«لعبة القط والفار» و«الرسائل المشفرة».. كيف خدع الكتالونيين السلطات الأسبانية؟

الآلاف من شرطة مكافحة الشغب يصلون لمدينة برشلونة بكامل معداتهم.. السيطرة على عدد من مراكز التصويت.. صور المصابين تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.. إلا أن قرابة 5 ملايين كتالوني نجحوا في الإدلاء بأصواتهم بعد خداعهم للسلطات الإسبانية.

171001_world_spain_catalonia_s

وكشفت شبكة »سي إن إن« الإخبارية الأمريكية عن الخطة التي اتبعها سكان إقليم كتالونيا من أجل الإفلات من القبضة الأمنية التي فرضتها الحكومة الإسبانية على مراكز التصويت ليفاجأ الجميع في مدريد بنجاح الاستفتاء بوصول عدد من المصوتين للجانهم. 

البداية قبل ثلاثة أشهر

وعرضت شبكة «سي إن إن» شهادة أحد الأشخاص الذين كان مطلعًا على خطة منظمي الاستفتاء وكان مشاركًا فيها، إلا أنه رفض أن يكشف عن اسمه الحقيقي خوفًا من أن يتعرض للمسائلة القانونية فأطلقت عليه «سي إن إن» اسم «أليكس».

وقال أليكس إنه تلقى اتصالا هاتفيًا قبل ثلاثة أشهر من موعد الاستفتاء من أحد الأشخاص الذي طلب منه الانضمام إلى اللجنة المنظمة لعلميات التصويت فوافق على الفور، مضيفًا أن تلك اللجنة تعمل على مدار تلك الأشهر الثلاثة على وضع الاستراتيجيات التي ستجعل عملية التصويت تتم بنجاح.

وأضاف أن منظمي الاستفتاء كانوا يعقدون الاجتماعات السرية قبل انطلاق عمليات التصويت، والتي كان يتم إلغاء عدد منها قبل دقائق من موعدها بسبب الخوف من التعرض للاعتقال.

«الرسائل المشفرة»

Getty_Images-634001272-1160x773
وكشف أليكس عن الاستراتيجيات التي أتبعها منظمو استفتاء كتالونيا للإفلات من رقابة الحكومة الإسبانية لكي لا يتعرضوا للاعتقال على يد قوات الأمن، مضيفًا أن تلك اللجنة كانت تعقد اجتماعات سرية على مدار الأشهر الثلاثة الماضية دون أن يعرف أحدهم الآخر.

وأضاف أن في بداية الاجتماع كان هناك اقتراحًا باستخدام تطبيق «واتس آب» من أجل تبادل الرسائل إلا أنهم استقروا على استخدام مواقع أخرى مشفرة وأكثر أمانًا كـ«تيلجرام»، لافتا إلى أنهم استخدموا أيضًا عدد من الرسائل المشفرة للتواصل.

«لعبة القط والفار»

وتابع  أليكس أنه من اقتراب اليوم المحدد للاستفتاء قام المنظمون بنقل الصناديق الشفافة وكافة معدات التصويت إلى أكثر من مكان سري لكي لا تتعرض للمصادرة على يد الشرطة الأسبانية، وتابع أنهم كانوا يتبعون سياسة الـ«قط والفار» في التعامل مع الشرطة الإسبانية.

وأشار إلى أنه كان مكلفًا في عشية اليوم الخاص بالاستفتاء أن يقوم هو وعدد من الأشخاص بالمكوث بإحدى المدارس والعمل على ألا تصادر الشرطة الأسبانية أدوات التصويت التي كانت موجودة بها، مضيفا أنه تلقى مكالمة هاتفية في منتصف الليل من أجل أن يقوم بنقل جزء من تلك المعدات إلى مدرسة أخرى.

وأوضح أنه شعر بالخوف الشديد عندما رأى الصور المنتشرة على مواقع التواصل للشرطة وهي تقوم بالاعتداء على المصوتين وتعتقل عدد كبير منهم.