«لا يمكننا أن نظل صامتين»..«يمثلون خطرًا على الديمقراطية».. «ميركل تبدأ عصر الظلام» بتلك العناوين ألقت عددًا من وسائل الإعلام العالمية الضوء على النتيجة الصادمة التي حققها الحزب اليميني المتشدد «البديل من أجل ألمانيا» خلال الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد الأحد 24 سبتمبر.
وكان الحزب اليميني الذي لم يمض على تأسيسه سوى 4 أعوام فقط حصل على قرابة الـ13% من إجمالي الأصوات بالانتخابات التشريعية الألمانية، وهي النتيجة التي جعلته يحتل المركز الثالث خلف الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقوده مارتن شولتز.
وبدأت العديد من وسائل الإعلام العالمية التعبير عن حالة الصدمة التي أصابت متابعي الانتخابات التشريعية الألمانية عقب ظهور النتائج الأولية للأصوات، وحذر عدد منهم من أن عصور الظلام على وشك العودة إلى ألمانيا مرة أخرى بعد ما نجح اليمينيون في دخول البرلمان الألماني -البوندستاج- بعد غياب لقرابة الـ60 عامًا.
ولم يتمكن أي حزب يميني من الحصول على مقعد بالبرلمان منذ الهزيمة التي تلقتها ألمانيا في الحرب العالمية بسبب السياسات النازية المتشددة التي كان يتبناها أدولف هتلر، ومنذ انتهاء الحرب العالمية لم يمنح الشعب الألماني للأحزاب اليمينية المتطرفة أي مقعد داخل البوندستاج.
ميركل تستيقظ على فجر مظلم
«ميركل تستيقظ على فجر مظلم» 5 كلمات اختارتها صحيفة فانيتي فير الأمريكية من أجل التعليق على المرحلة الصعبة التي دخلت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الفترة الأخيرة.
وأضافت أن ميركل الآن - وهي ابنة الحزب الديمقراطي المسيحي – أصبحت تدرك أن عصر الاستبداد الذي كان سائدًا في ألمانيا الشرقية لم ينطفئ بعد، وذلك بعد النتائج الأخيرة التي حققها حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتابعت أن نتائج حزب البديل من أجل ألمانيا غطت على فوز المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بولاية رابعة.
الفجر الكاذب
وفي مقال رأي بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وصف الكاتب روجر كوهين ما يحدث في ألمانيا بعصر الفجر الكاذب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والذي حل على يد حزب البديل من أجل ألمانيا.
ولفت كوهين إلى أن الحزب اليميني المتطرف الذي نجح في الدخول إلى البرلمان الألماني كانت أولى تصريحات قادتهم بأنهم سيسعون إلى اصطياد المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
وتابع أن العديد من التابوهات بدأت في السقوط بألمانيا بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات التشريعية، وأن العديد من القيم كالمساواة والعدالة وعدد من القضايا كمعاداة المسلمين واستقبال اللاجئين أصبحت معرضة للخطر.
لم نعد نستطيع الصمت
«هي حركة تظاهرية.. أعضائها عنصرين وأغلبهم معادين للسامية» بتلك الكلمات عبر وزير الدفاع الألماني السابق كارل تيودور تسو جوتنبرج عن صدمته من النتيجة التي حققها حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات التشريعية وحصوله على 13% من الأصوات.
وأضاف في تصريحات لشبكة سي إن بي سي الإخبارية أن الشعب الألماني لم يتسمع لتلك اللهجة في الخطابات منذ قرابة الـ80 عامًا في إشارة إلى الخطابات المتشددة التي كان يلقيها الزعيم النازي هتلر على أتباعه.
وتابع أن الجميع يجب أن يتحدثوا عن تلك الجماعة وأفكارها، قائلًا أنه في الوقت الحالي لا يجب أن يصمت أحد على المخاطر التي قد يشكلها أعضاء هذا الحزب على ألمانيا.
فوز هز ألمانيا
وقالت شبكة «يورونيوز» الإخبارية إن أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا بدئوا بالاحتفال بالفوز الذي حققوه في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، واصفة الفوز الذي حققه الحزب اليميني المتشدد بأنه هز البلاد بالكامل.
وأضافت أن البديل من أجل ألمانيا هو أول حزب معروف بأنه يميني ينضم إلى البرلمان الألماني منذ قرابة 6 عقود كاملة من الغياب.
ونقلت تصريحات ماتياس كوينت، رئيس معهد الديمقراطية والمجتمع المدني الألمانية، والتي أكد فيها على أن حزب البديل من اجل ألمانيا يمثل خطرًا كبيرًا على الديمقراطية بالبلاد.
وحذر من أن بعض أعضاء الحزب – الذي وصفهم بالمتطرفين- يسعون إلى إساءة استخدام موقعهم كنواب بالبوندستاج وسيعون إلى إحداث تحول في ثقافة المجتمع الألماني.
