منسق الفتوى بالأزهر: الغناء بالزي الأزهري عدم وعي بقيمته وماهيته

الشيخ إيهاب يونس
الشيخ إيهاب يونس
"لسة فاكر.. كان زمان".. أغنية سيدة الشرق أم كلثوم، والتي غالبًا ما يستمع إليها الجمهور مرددًا "الله"، ولكنها عندما قيلت مؤخرًا أثارت جدلًا واسعًا ليس فقط لرجال الدين وإنما أيضًا للجمهور بأنواعه.

فعلى الرغم من شهرة الشيخ المنشد إيهاب يونس، في الفترة الأخيرة خصوصًا بعد غنائه بعض أغاني فيلم "الكنز" الذي يقوم ببطولته النجم محمد رمضان، إلا أنه تسبب في غضب كبير لغنائه مرتديًا الزي الأزهري.

الأمر الذي تناولناه بالحديث – في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم – مع الشيخ تامر مطر، منسق الفتوى بالأزهر، ارتدائه للزي الأزهري وهو يغني فهذا إن دل، فإنما يدل على أنه لا يدرك قيمته ولا ماهيته لأن الزي الأزهري هو زي العلماء، والعلماء هم وارثو الأنبياء الذين شرفوا بهذا الشرف العظيم بأن يفهموا عن الله وعن رسوله، ويحافظوا على ميراث النبوة جيلًا فجيلًا يحملونه خلفًا عن سلف ويسلمونه لمن بعدهم، وحتى يحفظ هذا القدر ويميز عن غيره حدد لهم زي يعرفون به.

وأضاف "مطر": " وبالفعل أصبح للعلماء ورجال الدين قيمتهم في قلوب الخلق لاقترانهم بميراث النبوة، وقد وعى العلماء لإثبات ذلك فكانوا يحفظون لهذا الزي مكانته وقدسيته ويترفعون عن كثير من الأمور المألوفة والعادية بالنسبة للناس حتى لا تهتز مكانة هذا الزي لأن الناس ترمقهم بأبصارهم ويعاملونهم معاملة الرموز وعلى قدر مكانتهم .

ولكن نتفاجأ بأن نجد بعضًا ممن البسوا هذا الزي يهينونه بكثير من الأفعال التي تنم على عدم وعيهم ولا حتى إدراكهم لقيمة هذا الزي ومكانته ودلالته ورمزيته، مما يعني ضرورة محاسبة من يخل بقيمة هذا الزي أو المتاجرة بارتدائه  محاسبة شديدة لأنه لا يمثل نفسه فقط  وإنما يمثل ويرمز للملايين من العلماء والأزاهرة ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع.

يذكر أن وزارة الأوقاف منعت الشيخ الأزهري إيهاب يونس، من الخطابة والإمامة والدروس الدينية، وأحالته للتحقيق، وذلك حسب ما ورد في بيان لها، جاء فيه: "نظراً لما صدر عنه من أعمال تتنافى مع طبيعة عمل الإمام ومقتضيات واجبه الوظيفي، قرر الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني ورئيس لجنة القيم بوزارة الأوقاف منع إيهاب عبده يونس عبدالرحيم من الخطابة والإمامة والدروس الدينية، مع إلحاقه كباحث دعوة بالإدارة التابع لها لحين انتهاء التحقيقات معه بمعرفة النيابة الإدارية".

ومن جانبه، أصدر مرصد الأزهر بيانًا يعلن خلاله استنكاره من الأمر، ورد فيه: "ليس زيًا يرتدى عند الغناء أو ممارسة الفنون حتى لو كانت هادفة وراقية، ويهيب المرصد بمن يحملون العمامة الأزهرية الالتزام بما يمليه هذا الزِّي من الاهتمام بأمور العلم الديني وتبيانه للناس والبعد عن ممارسة ما لم يألفه الناس من حاملي الزِّي الأزهري".