ثلاث كلمات لـ«السيسي» في الأمم المتحدة.. أبرزها «الإرهاب والقضية الفلسطينية والسورية»

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
يلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، في العاشرة والنصف بتوقيت القاهرة اليوم الثلاثاء، كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72.
ويعد الرئيس السيسي، أول رئيس مصري يحضر أربع دورات متتالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويؤكد ذلك حرص مصر على التواصل المستمر مع المنظمات الدولية.
وتعكس مشاركة مصر لأربع دورات متتالية مدى إدراك أهمية العمل الدولي متعدد الأطراف، بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية للتوصل لحلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية القائمة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ذات الاهتمام الدولي، كما تعكس حرص مصر على المشاركة في مختلف الأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ضوء الدور البناء الذي تقوم به في إطار حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي.
ونرصد خلال التقرير التالي كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الثلاث زيارات المتتالية التي قام بها الرئيس السيسي لنيويورك للمشاركة في أعمال اجتماعات الدورات الـ 69، والـ 70، والـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة على التوالي.
• كلمة «السيسي» في أعمال الدورة الـ69
استعرض الرئيس السيسي خلال خطابه أمام الأمم المتحدة في دورتها الـ69 التحديات التي يواجهها العالم، وعلى رأسها الإرهاب الذي عانت مصر منه لعقود طويلة، وأكد أن ما تشهده المنطقة والعالم من أعمال إرهابية يؤكد على طبيعة الأهداف الحقيقية لهذا التيار الذي حذر منه كثيرًا، مطالبًا بالتركيز على تجفيف منابع الدعم التي تساعد على تمويل الإرهاب، ذلك الوباء الذي لا يفرق بين مجتمع متقدم أو مجتمع نام.
وقال السيسي، إن ما تعانيه منطقتنا من مشكلات ناجمة عن إفساح المجال لقوى التطرف المحلية والإقليمية، وحالة الاستقطاب إلى حد الانقسام والاقتتال، أضحى خطرا جسيما يهدد بقاء الدول ويبدد هويتها.. ما خلق للإرهاب وتنظيماته بيئة خصبة للتمدد وبسط النفوذ. ومن هذا المنطلق، فإن الأزمات التي تواجه بعض دول المنطقة، يمكن أن تجد سبيلا للحل يستند على محورين رئيسيين، لدعم بناء الدولة القومية يشمل الأول، تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناء على عقد اجتماعي وتوافق وطني، مع توفير كافة الحقوق، لاسيما الحق في التنمية الشاملة، بما يُحصِن المجتمعات ضد الاستغلال والانسياق خلف الفكر المتطرف.
وأكد السيسي، على دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في حياة آمنة، تضمن استقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية، ووحدة شعبها وأراضيها. 
كما يمثل تشكيل حكومة جديدة في دولة العراق الشقيقة، وحصولها على ثقة البرلمان، تطورا هاما، يعيد الأمل في الانطلاق نحو تحسن الأوضاع في العراق، ونجاح المساعي الداخلية والخارجية الرامية إلى تحقيق الاستقرار، واستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، ووقف نزيف الدماء. 
وأضاف على الرغم من تعدد الأزمات التي تهدد منطقتنا، والتي تحدثت عن بعضها، تبقى القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات الدولة المصرية، فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية»، تجسيدا لذات المبادئ التي بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي مبادئ لا تخضع للمساومة، وإلا تآكلت أسس السلام الشامل في المنطقة، وضاعت قيم العدالة والإنسانية.. ويقينا، فإن استمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه، يوفر مدخلاً لاستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى.
• كلمة السيسي في أعمال الدورة الـ70
أشاد السيسي في كلمته بالجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ70 لمنظمة الأمم المتحدة بدور المرأة في عملية التنمية.
 كما أشاد بدور قناة السويس في تحريك عجلة التنمية، قائلًا « افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، والذي شهده العالم يؤكد أن مصر مركز للتجارة والاستثمار».
وعن دور مصر في مواجهة الإرهاب، قال السيسي إن الشعب المصري يواجه في مسيرته للبناء والتعمير أخطر فكر إرهابي متطرف، موضحاً أن المصريين يتصدون بكل قوة لمحاولة تعطيل مسيرة التنمية.
وتابع أن الإرهاب ظاهرة عالمية، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل بفاعلية مع التحديات التى تشكل خطرًا على التنمية المستدامة وعلى رأسها الإرهاب، لأنه يجسد خطرًا كبيرًا على إمكانيات التنمية، مؤكدًا أن استقرار مصر هو استقرار لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
• كلمة السيسي في أعمال الدورة الـ71
 قال السيسي إن استمرار الوضع الأليم الذي تعيشه سوريا على مدار السنوات الماضية، والذي تسبب في مقتل مئات الآلاف وتحويل الملايين إلى نازحين ولاجئين داخل أوطانهم وبالدول المجاورة،
وطالب السيسي بوقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سوريا، للتمهيد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها، ويحقق طموحات السوريين، ويمنع استمرار الفوضى التي لم تؤد إلا لتفشي الإرهاب. وأضاف في هذا السياق، «فإننا نرحب باتفاق وقف العدائيات الذي تم التوصل إليه بجهد مشكور من جانب روسيا والولايات المتحدة، ونتطلع لسرعة التحرك الدولي الجاد لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت للتوصل لتسوية شاملة للأزمة».
وطالب السيسي المجتمع الدولي بوضع حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي، والوصل لتسوية نهائية وسلام دائم وعادل قائم على حل الدولتين؛ وأكد على ضرورة وجود رغبة حقيقية في تحسين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية فى ظل ما يعانيه الفلسطينيون من وضع يجب معالجته والتركيز على إنهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه من خلال اتفاق سلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وعن الإرهاب قال السيسي لقد أضحت ظاهرة الإرهاب بما تمثله من اعتداء على الحق فى الحياة خطراً دامغاً على السلم والأمن الدوليين، وفي ظل تهديد الإرهاب لكيان الدولة لصالح إيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستاراً للقيام بأعمال وحشية والعبث بمقدرات الشعوب، الأمر الذي يستلزم تعاوناً دولياً وإقليمياً كثيفاً. 
كما أكد على حرص مصر دوماً على التأكيد على أن التصدي للإرهاب لن يحقق غايته إلا عبر التعامل مع جذور الإرهاب، والمواجهة الحازمة للتنظيمات الإرهابية، والعمل على التصدي للأيديولوجيات المتطرفة المؤسسة للإرهاب ومروجيها.