ياسر رزق يكتب : مصر ليست حجراً على رقعة شطرنج

الكاتب الصحفي ياسر رزق
الكاتب الصحفي ياسر رزق
مشكلة »مصر 30 يونيو« أنها لا تقبل أن تكون حجراً على رقعة شطرنج فى لعبة الأمم.إنها ترفض أن تكون «بيدقا» أو «حصانا» أو حتى «طابية»، تمسك بها أصابع لاعب، تنقلها من مربع إلى آخر، وفقا لحركة مرسومة وقواعد محددة، فتأكل أو تؤكل على غير إرادة منها، أو يُضحى بها حسبما تقتضى خطة اللعب بغير اختيار لها، وربما يترقى «البيدق» إذا ما بلغ خط نهاية مهمته فيصير «وزيرا»، له حركة أوسع ودور أكبر فى اللعبة، لكنه مع ذلك يبقى مجرد حجر على رقعة الشطرنج!

تمردت مصر فى 30 يونيو، وأعلنت عن نفسها فى 3 يوليو.أرادت أن تهيمن هى على حركتها، وأن تحدد مصيرها بإرادتها الحرة. بل رغبت أن تصبح لاعبا يقرر لا حجرا ينقل، على الأقل، فى رقعتها الإقليمية.

فى لعبة الأمم، لا يريد لاعبون كبار لمصر أن تنهض ولا أن تتمدد. وظنى أنهم أيضا لا يريدون لها أن تسقط، لأنها إذا سقطت ستصحب معها آخرين، يتساندون عليها كقطع الدومينو، ومن ثم تستحيل ساحة لعبة الأمم إلى فوضى تستعصى على أمهر اللاعبين.

يراد لمصر - هكذا أتصور - أن تكون فى حالة «ترنح»، لا تقوى على ثبات الوقوف، ولا تبلغ نقطة انهيار الوقوع.

يراد لها أن تبقى رجل الشرق الأوسط العجوز المريض، قد يُستمع له أحيانا إذا توافقت رؤاه مع مقتضيات موقف، فينال الثناء على حكمته وخبرته، لكنه غير مهاب، لأنه لا يفارق سريره، ولا يقدر على الفعل لا فى غرفته ولا خارجها.

يراد لها أن تكون دولة طيعة، تشكلها أصابع أكف اللاعبين كيفما أرادوا، ولا مانع حينئذ أن توصف بالمرونة أو الاعتدال.

• < <

من الذى يريد إذن، إذا كان الحديث المعلن لكل دول العالم باستثناء دولتين أو ثلاث، يؤكد أن روابطها بمصر إما أواصر صداقة تاريخية، أو صلاتها تعاون متبادل، أو علاقات شراكة استراتيجية؟!

فتش عن أصحاب المصلحة، تجد أصحاب المراد!

- إسرائيل لا تطيق وجود مصر قوية ناهضة على حدودها الجنوبية. لقد تخلصت من سوريا ومن قبلها العراق، وبقيت مصر عصية.

ليس فى مصلحة إسرائيل أن تقوى مصر وتنهض اقتصاديا ويشتد ساعدها عسكريا، فتكون قوتها مددا للقضية الفلسطينية ولحل عادل لها، وإنما فى صالحها أن تنكفئ مصر على مشاكلها الداخلية، وأن تتحول سيناء إلى ساحة حرب مع الإرهاب لا تنتهى وتستنزف موارد مصر، وأن تحرم مصر من سلاح ومعدات ومساعدات تمكنها من حسم تلك المعركة.

- الولايات المتحدة ما زال كبرياؤها ينفث الدخان من ثورة 30 يونيو التى قلبت رقعة الشطرنج أمامها، بينما كانت اقتربت من حسم اللعبة، وما زال بيان 3 يوليو يثير فيها براكين الغضب، فهى - وعلى خلاف قواعد لعبة الأمم - لم تستشر قبل البيان، ولم تستأذن، ولم تخطر به، بل فوجئت به كالآخرين.

كان يمكن للولايات المتحدة أن تبتلع سخطها، لو وجدت نظام 30 يونيو، طيعا كنظام الإخوان، وتابعا كحكم المرشد، وقومسيونجيا يتجول فى أرجاء المنطقة يسوق بضاعة السلام الإسرائيلى الفاسدة ومشروع «الشرق الأوسط الجديد».لكنها وجدت رأس النظام يتحدث عن حرية إرادة واستقلال قرار ومصلحة وطنية، ويقول إن أدبيات السياسة الخارجية المصرية قد تغيرت.

وجدت الرئيس السيسى يدشن مشروعا وطنيا للنهوض بالبلاد، وجدته يبنى جيشا قويا، ينوع مصادر السلاح لكن لا يرتهن مصير البلد بمصدر وحيد، فيحصل على مقاتلات وفرقاطات وحاملات طائرات هليكوبتر من فرنسا وعلى مقاتلات ومركبات قتال وهليكوبتر هجومية ونظم دفاع جوى من روسيا وعلى غواصات من ألمانيا.

وجدته يفتح «برجل» علاقات مصر الدولية من أوربا إلى أقاصى آسيا وإلى كل ربوع أفريقيا، وحتى إلى أمريكا اللاتينية.

وجدته يقيم علاقات تعاون استراتيجى مع الصين ومع روسيا ومع الهند ويلتقى قادتها فى بلادهم وفى مصر، وعلى هامش المحافل الدولية الرئيسية، كمجموعة العشرين ومجموعة البريكس التى تخشى الاقتراب منها النظم التابعة للسياسة الأمريكية، ولم تعد مصر هى ضيف المرة الواحدة فى تلك المحافل.

وجدت مصر تحصل على محطة نووية من روسيا وعلى أكبر 3 محطات حرارية لتوليد الكهرباء من ألمانيا وتتعاقد مع الصين على إنشاء خط للقطار الكهربائي، وتبحث معها إنشاء طرق سريعة على مسار محور التنمية.

الأخطر من هذا أن «مصر 30 يونيو» عكفت على ترميم الشروخ فى الجدار العربى التى أحدثتها اليد الأمريكية، بالأخص فى سوريا وليبيا، لتحول دون تفتت البلدين الشقيقين إلى شظايا، على غير ما تتوق إسرائيل.

< < <

لا يستطيع صناع القرار الأمريكيون معاقبة مصر تعللا بالأسباب الحقيقية، وهى أنها تحرص على استقلال قرارها، وتبنى مشروعها الوطنى للنهوض والتقدم، لذا كان لابد من اختلاق أسباب ملفقة، كانتهاك حقوق الإنسان، والتضييق على منظمات المجتمع المدني، والتعاون المزعوم مع كوريا الشمالية، كذرائع لخفض المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر لعام 2016 وتعليق جزء منها، ولخفض هذه المساعدات بالذات فى شقها العسكرى بمبلغ 300 مليون دولار لعام 2018، وفقا لما دعت إليه اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ، وقد تواكب هذا القرار - غير النهائى - مع صدور تقرير مليء بالأكاذيب تفوح منه رائحة المال السياسي، لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» عن أوضاع حقوق الإنسان بمصر.

شخصيا.. لا أستطيع أن اتهم الرئيس الأمريكى ترامب بالخداع، حينما تكلم عن تقديره لنهج الرئيس السيسى وعن مساندته المطلقة لمصر فى مسعاها لتحقيق التنمية ومكافحة الإرهاب، فقد سمعناه يقول نفس العبارات، فى بداية حملته الرئاسية، وسمعناه يقولها فى لقائه مع الرئيس السيسى فى الأسابيع الأخيرة التى سبقت إجراء الانتخابات، مثلما سمعناه يتحدث بها ويزيد عليها خلال القمة المصرية الأمريكية بواشنطن فى ابريل الماضي.

ربما كان هذا الموقف للرئيس ترامب، أحد أسباب اشتداد الحملة الممنهجة ضد مصر، سواء من جانب منظمات حقوق الإنسان والصحف الأمريكية أو من جانب أقطاب الحزب الجمهوري، فقد جاء ترامب على غير رغبة النخبة السياسية والإعلامية فى واشنطن، ومن خارج المؤسسة التقليدية حتى فى داخل الحزب الجمهورية.

برغم ذلك.. يستطيع الرئيس الأمريكي، أن يضغط بنفوذ إدارته، وباللجوء إلى البنتاجون، لوقف تحول قرار لجنة المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى قرار للكونجرس، ووقف نفاذ هذا القرار حتى لو صدر استنادا لاعتبارات الأمن القومي.

ويستطيع لو أراد أن يعيد تصحيح توجيه مسار السياسة الخارجية، لتطابق الأفعال الأقوال، ولو خلال عمر إدارته.

< < <

غير إسرائيل ومؤسسات الدولة العميقة فى الولايات المتحدة، هناك أصحاب مصلحة آخرون.- ثمة من لا يريد لمصر أن تستصلح مليونا ونصف المليون فدان وتقيم مزارع عملاقة لتربية مليون رأس ماشية ولتربية ملايين الدواجن، فتستغنى عن استيراد حبوب ومحاصيل ومنتجات غذائية منهم بل تنافسهم فى تصديرها.

- ثمة من لا يريد أن تتحول مصر إلى قوة صناعية تغزو بمنتجاتها الأسواق العربية والأفريقية وغيرها، ويرغبون أن تظل مجرد سوق مفتوحة لمنتجاتهم، لا تصدر ولا حتى تكتفى ذاتيا من بعض الصناعات.

- ثمة من يؤثر عليه استعادة السياحة إلى مصر لعافيتها، خاصة وهى تنطلق فى إقامة مدن سياحية كبرى على ساحلها الشمالى أهمها مدينة العلمين الجديدة، وعلى ساحلها الشرقى الممتد على البحر الأحمر.

< < <

مهم أن نتبصر ونعرف أصحاب المصلحة فى إفشال مصر، والذين لا يريدون لها النجاح.لكن الأهم أن نعرف نحن ماذا نريد وأن نسير على الطريق الذى يؤدى بنا إلى مقاصدنا، وأن نتحسب لما يحاك لنا ونحن نخطو، حتى لا ننعى بغفلتنا حظنا، ونلقى بالمسئولية على المؤامرات وكأن نفاذها قدر محتوم.

نقطة البدء والمنتهى لتحقيق ما نريد، هى الاحتفاظ بقوة جيشنا واستمرار تحديثه كيفما نرغب ومن حيث ما نحتاج.

وأحسب الإنجاز الأكبر للرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ مبكرا قبيل أن يترشح وينتخب ويتولى المسئولية، وهو فى رأيى تجديد شباب الجيش المصرى وتطويره إعدادا وتدريبا وتسليحا.

كان ذلك منذ تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة يوم 12 أغسطس 2012، فقد حرص على أن ينأى بالجيش عن عواصف الحياة السياسية فى ظل حكم الإخوان وأن يحصنه ضد محاولات التغلغل والاختراق ليبقى جيشا وطنيا خالصا، وأن ينفذ بكل هدوء وهمة ودون ضجيج الخطة الطموح لرفع كفاءة القوات المسلحة بكل أفرعها ومكوناتها لترقى الآن إلى المرتبة العاشرة بين جيوش العالم.

قوة الجيش، هى الأساس الذى يقوم عليه المشروع الوطنى المصري.

بدونها لا صون لأرض، ولا ردع لإرهاب، ولا وجود لاستقلال قرار أو حرية إرادة. بدونها لا نهوض اقتصاديا، ولا بقاء لتقدم اقتصادى وإن حدث.

بدونها لا وزن فى إقليم، ولا تأثير فى منطقة، ولا صوت مسموعا فى عالمنا.

لا بقاء بدون جيش قوى للدولة، فى مهب أعاصير، وفى مواجهة مؤامرات.

لولا عقيدة الوطنية المصرية التى يعتنقها الجيش، وإيمانه بأنه ملك للشعب ورأس حربته فى إنجاز مشروع البناء والتنمية، ما أمكن لنا بلوغ كل ما حققناه وفى زمن قياسى على أرض مصر من أقصاها لأقصاها، والحصر يضيق مجاله.

< < <

مع قوة الجيش، ليس أمامنا لحماية اختيارنا بألا نكون قطعة حجر على رقعة شطرنج، سوى العمل والعرق، فى إنشاء مصانع ومزارع ومدن جديدة بمعدلات إنجاز عالية، مستفيدين بتجارب الأمم الأخرى التى نهضت من وسط رماد الحروب، ومسلحين بعزيمة المصريين التى يذكرنا بها التاريخ القريب.

نحن نعرف ما نريد لبلوغ مشروعنا الوطني، وفى القلب منه بناء دولة مؤسسات لا تتغول فيها سلطة على صلاحيات أخري، تنمو فيها الحياة السياسية وتنضج، بأحزاب قوية قادرة على تفريخ الكوادر والقيادات، وبإعلام حر واع، تتسع فيه حرية التعبير ولا تضيق وتطل  عبره الاجتهادات الوطنية التى تنير الطريق والأفكار الخلاقة التى تذلل العقبات وتدفع المسيرة.

فى مسيرتنا إلى حيث نريد وحسبما اخترنا، علينا أن نتحسب لمخططات تسعى لنقل مقاتلى ميليشيات داعش الفارين من العراق وسوريا إلى أرض مصر فى سيناء أو الوادى إما مباشرة أو عبر دول مجاورة، علينا أن نتحسب لمؤامرات تستهدف ضرب السياحة عند بادرة استعادة عافيتها حتى لا تتدفق إيرادات النقد الأجنبى لتعيد الدولار إلى سعره الحقيقى أمام الجنيه، علينا أن نبادر بحملات وقائية خارجية فى مواجهة حملة سياسية إعلامية تتصاعد وتهدف إلى «شيطنة» النظام المصرى أمام الرأى العام العالمي، علينا أن نحذر من مساعى شق الصف الوطنى وأن نعى فى الوقت نفسه مخاطر الصوت الواحد، علينا ألا ننسى أن بيننا جماعة إرهابية تلتقى أوهامها مع مصالح الذين لا يريدون لنا النهوض، فلا نعطيها أى ثغرة تنفذ من خلالها لتفت فى عضد الجماعة الوطنية.


< < <

ليس هناك نضال مجانى فى مسيرة الشعوب. هناك ثمن لابد أن يدفعه من لا يقبل أن يكون دمية ذات خيوط أو قطعة صلصال طيعة، أو حجرا على رقعة شطرنج، وما أرخصه من ثمن إذا كان المقابل استقلال قرار وحرية إرادة.

image 
< حدثنى الدكتور هشام عرفات وزير النقل عن مشروع ضخم لإنشاء طريق حر يصل بين مدينة 6 أكتوبر ومدينة أسوان عبر الصحراء الغربية.. هناك اقتراح بإقامة المشروع بنظام.. «B.o.t» لعدم تحميل موازنة الدولة تكلفة هذا الطريق الممتد.

الصين أبدت اهتمامها بالمشروع، وبدأت فى دراسته. هذا الطريق سيؤدى إلى تحقيق نقلة تنموية كبرى على جانبيه، لاسيما انه يمر فى نفس مسار محور التنمية الذى اقترحه العالم المصرى د.فاروق الباز.

< فى الصين.. شاهدت خلال حضورى قمة العشرين العام الماضى وقمة البريكس منذ أيام، مدينتين مبهرتين هما «هانغجو» و«شيامن».أتمنى أن تقوم وفود من المسئولين عن تخطيط وإنشاء المدن الجديدة بزيارة المدينتين اللتين تتجاوزان عواصم أوروبا من حيث التقدم بقرن من الزمان.

«هانغجو» يمكن الاستفادة منها فى إنشاء العاصمة الجديدة، و«شيامن» البديعة الساحلية قد تكون نموذجاً لإنشاء مدينة المنصورة الجديدة، خاصة فى حدائقها المذهلة بأشجارها وورودها التى تتعدد ألوانها بألوان الطيف.

مدينة المنصورة الجديدة، رغم أن الأضواء لم تسلط عليها بعد، هى فى رأيى من أهم المدن الجديدة لموقعها الفريد على ساحل المتوسط، وقربها من المراكز السكانية الرئيسية شمال الدلتا. 

< على ذكر الحدائق، القاهرة من أفقر مدن العالم فى المساحات الخضراء.ما رأيكم لو أوقفنا الدفن فى منطقة المدافن بين طريق صلاح سالم وطريق الأوتوستراد، لمدة 3 أو 5 سنوات، على أن يمنح أصحاب المدافن والأحواش مساحات بديلة فى منطقة قريبة من القاهرة، وتخصص هذه المساحة المحصورة بين الطريقين، لإنشاء حديقة كبرى على غرار هايد بارك فى لندن أو سنترال بارك فى نيويورك تكون رئة للعاصمة العجوز وسكانها الذين لا يكادون يعرفون اللون الأخضر.

ما رأى اللواء عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة؟!

< لجنة جائزة نوبل بالنرويج. رفضت الدعوات الإسلامية والعالمية بسحب جائزة نوبل للسلام التى منحت عام 1991 للسيدة أون سان سوتشى مستشار الدولة فى ميانمار «رئيسة الوزراء» بدعوى أن اللجنة غير مسئولة عن أفعال أى شخص بعد استلامه الجائزة.داعية السلام المزعومة غضت الطرف عن أعمال الإبادة الجماعية التى تتعرض لها أقلية الروهينجا المسلمة فى بلادها ورفضت إدانتها.

أبسط رد فعل على تلك المذابح أن تدعو منظمة التعاون الإسلامى أعضاءها إلى قطع علاقاتهم مع ميانمار، كخطوة فى إطار سلسلة من التدابير لوقف تلك المذابح.

< يعجبنى اتزان وزير الطيران المدنى شريف فتحى وطموحه للنهوض بقطاع الطيران فى مصر خاصة شركة مصر للطيران التى مضى على تأسيسها نحو 85 عاماً.

الوزير أعلن لـ«أخبار اليوم» عن تحقيق 2.5 مليار جنيه أرباحاً لعشر شركات من إجمالى الشركات العاملة بالوزارة، عدا شركتى الخطوط الجوية وشركة «اكسبريس» بسبب تبعات تحرير سعر الصرف.

رغم كل ما يمكن أن يقال عن مصر للطيران، إلا أنها من أفضل الخطوط الجوية فى العالم من حيث الخدمة ودقة المواعيد.. فقط تحتاج إلى تحديث أسطولها الجوى، وأظن هناك خطة طموح يجرى تنفيذها خلال السنوات القليلة المقبلة.