السيسي يغادر الصين متوجها إلى فيتنام بعد مشاركته في قمة "البريكس"

السيسي
السيسي
غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي مطار شيامن الدولي بالصين، صباح الأربعاء 6 سبتمبر، متوجها إلى فيتنام، عقب مشاركته في قمة مجموعة "البريكس" التي عقدت خلال الفترة من الثالث حتى الخامس من سبتمبر الجاري وحضرها زعماء دول المجموعة "الصين، والهند، وروسيا، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى زعماء خمس دول نامية أخرى "مصر، وتايلاند، والمكسيك، وطاجاكستان، وغينيا.


وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين الماضي في جلسة خاصة نظمها منتدى أعمال تجمع "بريكس" عن مصر، حيث ألقى كلمة بحضور نخبة من ممثلي مجتمع الأعمال والاقتصاد والمال من الدول الأعضاء في تجمع "بريكس" استعرض خلالها الإصلاحات الاقتصادية وخطط التنمية الجارية في مصر، مشددا على أن استعادة الاستقرار والأمن في بلد بحجم مصر يزيد عدد سكانه عن 93 مليون نسمة، لم يثنينا يوما عن التعامل الجاد وغير المسبوق مع الأزمة المزمنة في الاقتصاد.

كما شارك الرئيس السيسي يوم الثلاثاء الماضي في جلسة الحوار بين دول البريكس والدول النامية ذات الأسواق الناشئة والبازغة حيث ألقى كلمة أكد خلالها أن مصر تقدر أهمية تجمع "البريكس" وخصوصيته، ليس فقط فيما يتعلق بآليات العمل المؤسسي التي تقوم بتنسيق سياسات الدول الأعضاء، ولكن أيضاً بسبب الرؤى السياسية المشتركة التي دأبت قمم ذلك التجمع على تبنيها تجاه القضايا السياسية ذات الأهمية الخاصة للدول النامية، لتعكس بذلك الصفة الشاملة لهذا التجمع، مشيرا إلى أن المصريين؛ برغم التحديات الجسيمة؛ يستكملون بدأب وجدية بناء المستقبل، وتطبيق برنامج طموح للنمو الاقتصادي المستدام، من خلال إصلاح جذري للسياسات المالية والنقدية، وسلسلة من المشروعات القومية العملاقة في مختلف القطاعات، الأمر الذي أمكن معه تغيير مسار الاقتصاد إلى نمو وصل في يوليو الماضي إلى 4,3%، مع ارتفاع حجم الاحتياطي الأجنبي إلى 36 مليار دولار، للمرة الأولى منذ عام 2011.

وعلى صعيد المقابلات الثنائية مع الزعماء المشاركين بقمة "البريكس" أجرى الرئيس السيسي مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات وعددا من القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما النزاعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث اتفق الزعيمان على أهمية التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك النزاعات بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.

وفي ذات السياق أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز العلاقات المهمة التي تجمعها بروسيا وتطوير أوجه التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، مشيدا في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات، والمشروعات المشتركة التي سيتم البدء في تنفيذها، خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، فيما أكد الرئيس بوتين خلال اللقاء الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات الوثيقة مع مصر في جميع المجالات، وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيدا في هذا الصدد بزيادة التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 14%، فضلا عن التواصل المستمر بين الجانبين لدفع وتطوير العلاقات. 

كما التقى الرئيس السيسي يوم الثلاثاء الماضي بالرئيس الصيني تشي جين بينج، حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات بحضور وفدي البلدين، وأعرب الرئيس السيسي عن شكره لدعوة الرئيس الصيني لحضور اجتماعات قمة تجمع "بريكس" وما تعكسه من عُمق روابط الصداقة والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، مشيرا إلى الخطوات التي تقوم بها مصر لتطوير البنية التحتية حتى تسهم في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني لدعم وتعزيز حركة التجارة العالمية.

وفي المقابل أكد الرئيس الصيني دعم بلاده للدور الهام الذي تقوم به مصر على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أنها تعد من أهم الدول العربية والإفريقية والإسلامية، ومنوها لما تشهده مواقف الدولتين من توافق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالحوكمة الاقتصادية العالمية وسبل تعزيز التنمية الاقتصادية العالمية.

كما شهد الرئيس السيسي ونظيره الصيني عقب مباحثاتهما مراسم التوقيع على اتفاق تعاون أمني بين وزارة الداخلية المصرية ووزارة الأمن العام الصينية، واتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني بشأن تخصيص الصين منحة قدرها 300 مليون يوان صيني لمصر لتنفيذ مشروع القمر الصناعي مصر سات 2، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة التجارة الصينية بشأن تنفيذ مشروع القطار الكهربائي الذي سيربط مدينة السلام بالعاشر من رمضان وبلبيس.

وفي السياق ذاته التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تطوير علاقات التعاون مع الهند في جميع المجالات، بما يسهم في تعميق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.

ومن جانبه أشاد رئيس وزراء الهند بالزخم الذي شهدته العلاقات بين البلدين على مدى العامين الماضيين، مؤكداً قوة علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط بينهما، وحرص الهند على دفع وتعزيز التعاون مع مصر على الأصعدة المختلفة، خاصة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية.

ومن ناحية أخرى التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما على هامش أعمال قمة تجمع "بريكس"، حيث أكد الرئيس السيسي على حرص مصر على تطوير علاقات التعاون والتنسيق مع جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الدول الأفريقية، بما يرقى إلى مستوى التحديات التي تواجهها ويلبي طموحات شعوبها في تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار. 

من جانبه أكد الرئيس زوما حرص بلاده على دعوة مصر للمشاركة في قمة دول "البريكس" التي ستستضيفها بلاده عام 2018 ، بينما وجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الجنوب إفريقي للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى "إفريقيا 2017"، المقرر عقدهما في شرم الشيخ في نوفمبر وديسمبر المقبلين، وقد رحب الرئيس زوما بالدعوة مؤكدا تطلعه لزيارة مصر.

وفي إطار حرصه على زيادة الاستثمارات الصينية في مصر وتذليل كافة العقبات التي تعترضها التقى الرئيس السيسي مساء الثلاثاء الماضي في مقر إقامته بمدينة شيامن الصينية، عدداً من رؤساء كبرى الشركات الصينية.
وأشار الرئيس السيسي خلال الاجتماع إلى حرص مصر على تطوير العلاقات مع مختلف الشركات والمؤسسات الصينية، لا سيما في ظل ما يجمع مصر والصين من شراكة استراتيجية وتعاون وثيق في المجالات المختلفة مستعرضا الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية على صعيد الإصلاح الاقتصادي.

ومن جانبهم أعرب رؤساء الشركات الصينية عن تقديرهم لما يشهدونه من تغير إيجابي في مصر، مشيرين إلى ما لمسوه من حرص الحكومة على تحسين مناخ الاستثمار وتذليل كافة العقبات أمام الشركات العاملة في مصر.