في تقرير لهيئة الإستعلامات..

5 قمم «مصرية – صينية» خلال 3 سنوات

الرئيس السيسي ونظيره الصيني
الرئيس السيسي ونظيره الصيني
أكد تقرير للهيئة العامة للاستعلامات، أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عقدت 5 قمم "مصرية – صينية" جمعت كلها بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج، أي أن نحو ثلث لقاءات القمة بين البلدين عقدها الرئيس السيسي في خلال ثلاث سنوات فقط.
وذكر التقرير أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه رئاسة الجمهورية في يونيو عام 2014، أولى اهتماماً خاصاً بتعزيز العلاقات بين مصر والصين في كافة المجالات، كما أولت القيادة الصينية اهتماما مماثلا بالتواصل الدائم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما من خلال القمم المباشرة التي تجمعه بالقيادة السياسية الصينية، واختصته بثلاث دعوات للمشاركة في قمم دولية جماعية استضافتها الصين، بدءا من مناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتي حضرها عدد كبير من قادة دول العالم، ثم للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانغتشو الصينية في سبتمبر 2016، وأخيرا الدعوة الحالية للمشاركة في الدورة التاسعة لقمة مجموعة "البريكس" وبذلك جمعت بين الرئيسين 5 قمم، أربعة منها خلال زيارات الرئيس السيسي للصين، وواحدة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للقاهرة.
وقد رصد التقرير هذه القمم ونتائجها على النحو التالي:
"قمة الشراكة الإستراتيجية"
القمة الأولى التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج، عقدت خلال الفترة من 22-25 ديسمبر عام 2014، وذلك في أول زيارة للرئيس السيسي للصين عقب انتخابه رئيساً للجمهورية. وقد رحب الرئيس السيسي خلال القمة بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين، ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات في التعاون الفني والاقتصادي وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء، ورحب الرئيس السيسي بمبادرة الرئيس الصيني بإعادة طريق الحرير البري والبحري والذي يمر بـ 56 دولة.
وخلال الزيارة قام الرئيس السيسي بزيارة مقاطعة سيشوان التي تعد أكبر المقاطعات الصينية سكاناً، كما عقد لقاءً مع مجلس الأعمال "المصري – الصيني" المشترك، والتقى رؤساء 28 جامعة صينية. وفي ختام الزيارة قام الرئيس السيسي بزيارة مدينة شينجدو التي تعتبر مركزاً لأهم الشركات العالمية والصينية الكبرى ومركزاً للاقتصاد والاستثمار خاصة في مجالات الخدمات اللوجستية والالكترونية وصناعة السيارات.
"الرئيسان في قاعة الشعب الكبرى"
القمة الثانية التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج، عقدت في الأول من سبتمبر عام 2015، في قاعة الشعب الكبرى بمناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وخلال القمة رحب الرئيس الصيني بحضور الرئيس السيسي للاحتفال، وأشاد بمشاركة القوات المسلحة المصرية في العرض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة.
وأثنى الرئيس الصيني على الخطوات العملية التي يتم اتخاذها على صعيد تعزيز التعاون الثنائي، ولاسيما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة الإنتاجية، فضلاً عن التنسيق الجاري بين البلدين في الشئون الدولية، بما يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما. 
ورحب الرئيس السيسي خلال اللقاء بالاستثمارات الصينية في مصر، واستعرض عدداً من المشروعات التي يمكن أن يساهم فيها المستثمرون الصينيون، ولاسيما في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس والتي ستتيح مشروعات واعدة في مختلف المجالات أمام المستثمرين الصينيين للانطلاق نحو الأسواق المجاورة لمصر سواء في المنطقة العربية أو القارة الأفريقية. 
وأشار الرئيس الصيني إلى موافقة عام 2016 للذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعلانه عاماً ثقافياً سيشهد نشاطاً ثقافياً وتبادلاً لزيارات الوفود الثقافية والفنية بين البلدين.
وشهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية واتفاقية بين بنك التنمية الصيني والبنك الأهلي المصري يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة مائة مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
"رئيس الصين في القاهرة"
القمة الثالثة التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج، عقدت في الفترة من العشرين إلى الثاني والعشرين من يناير عام 2016، وذلك خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينج إلى مصر، في أول زيارة لرئيس صيني للقاهرة منذ 12 عاماً، استجابة لدعوة وجهها له الرئيس السيسي. 
وخلال الزيارة حضر الرئيسان الاحتفالات المشتركة بمناسبة الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا تدشين "عام الثقافة الصينية" في مصر، و"عام الثقافة المصرية" في الصين. 
وأجرى الرئيسان محادثات رسمية حول العلاقات الثنائية بين مصر والصين وسبل تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادلا الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
"قمة مجموعة العشرين"
القمة الرابعة التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج، عقدت خلال الفترة من 4-5 سبتمبر عام 2016، وذلك أثناء زيارة الرئيس السيسي لبكين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانغتشو الصينية، وذلك بدعوة خاصة من الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي أشار إلى زيارته الناجحة إلى مصر في يناير 2016، وقال إن مصر حققت نتائج إيجابية خلال العامين الماضيين، لاسيما على صعيد تزايد التماسك الوطني والتأثير الإقليمي والدولي لمصر، مؤكداً على أن الصين ترى آفاقاً واعدة لمصر في المستقبل. 
وثمن الرئيس الصيني ما تشهده الشراكة الشاملة بين البلدين من تطور إيجابي على جميع الأصعدة، مشيراً إلى تزايد التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية، فضلاً عن تعزيز التواصل والتشاور بين الدولتين حول الموضوعات الإقليمية والدولية. 
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره لدعوة الرئيس الصيني لحضور قمة مجموعة العشرين وما تعكسه من عمق روابط الصداقة والشراكة القائمة بين البلدين، وعبر عن تطلعه لمواصلة تعزيز وتنمية التعاون الثنائي مع الصين على جميع الأصعدة والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في عدد من المجالات.
"القمة الخامسة.. والبريكس"
القمة الخامسة بين الرئيسين السيسي وشين جين بينج، خلال الزيارة الحالية للرئيس السيسي إلى الصين في مطلع شهر سبتمبر، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني للمشاركة في فعاليات الحوار الاستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، الذي سيقام على المستوى الرئاسي على هامش قمة الدورة التاسعة لقمة مجموعة "البريكس" تحت عنوان "شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقاً"، حيث تضم المجموعة خمس دول ذات الاقتصاديات الأسرع نمواً في العالم، وهي "الهند والبرازيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا"، وتستضيفها الصين في مدينة شيامن.
ويأتي حرص الرئيس بينج على توجيه الدعوة للرئيس السيسي لحضور قمة مجموعة البريكس انطلاقاً من العلاقات المتميزة بين مصر والصين والتي وصلت إلى مستويات جديدة في السنوات الأخيرة، لم تصل إليها من قبل على مدى ستين عاماً من علاقات الصداقة والدعم المتبادل. كما تعد هذه الدعوة أيضاً اعترافاً بأهمية الإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد المصري، وبالخطوات الإيجابية التي تحققت على طريق جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر والتي كان آخرها صدور قانون الاستثمار الجديد الذي أقره مجلس النواب المصري في مايو 2017.
إن عقد هذا العدد من القمم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج خلال فترة زمنية تعد قصيرة نسبياً بمعيار الزمن يعكس مؤشرات مهمة، تتمثل في متانة ورسوخ العلاقات بين بلدين صديقين وحضارتين عريقتين والتي بلغت مرحلة الشراكة الإستراتيجية الكاملة، كما يعكس علاقة الصداقة والتقدير المتبادل بين الرئيسين المصري والصيني، ربما يفسرها حرص بينج الدائم على دعوة السيسي لحضور القمم الدولية التي تستضيفها بكين، إضافة إلى أنه يعبر عن  تقدير الصين للمكانة الإقليمية والدولية التي تحظى بها مصر وكذلك الاهتمام المصري بالعلاقات مع بكين في ظل اتجاه مصر نحو تعزيز علاقاتها مع القوى المهمة في الشرق الآسيوي، وعلى رأسها الصين.