عاجل

30 عاما على وفاة ناجي العلي.. «حنظلة لا يزال يدير ظهره للعرب»

ناجي العلي
ناجي العلي
فتى في العاشرة من عمره قادم من قلب مخيمات اللاجئين اسمه «حنظلة» ..لا يكبر أبدَا، يقف عاقدا يديه للخلف ويدير ظهره للجميع.. يحاكمهم بصمته على صمتهم تجاه القضية الفلسطينية.

طفل يقف به العمر - كغيره من أطفال اللاجئين- عند العاشرة عندما أجبر على الرحيل من بلدته، استمد اسمه من المرارة التي يعيشها الفلسطينييون يوميًا، ومن صمت العرب، اكتفى فقط بمشاهدة ما يحدث، لا يتدخل أبدا، إلا أن حنظلة أشعر الجميع بضعفهم، وكعادة أصحاب المواقف، كان جزاء من صنع حنظلة رصاصة في الرأس من مسدس بأحد شوارع العاصمة البريطانية لندن ليصبح اللون الأحمر هو آخر ما رأته عين رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.

«كلنا قتلنا ناجي.. لم نفعل ما يكفي لحمياته» هكذا قال الشاعر العراقي أحمد مطر – خلال أحد الأفلام الوثائقية التي تم إعدادها عن الرسام الفلسطيني- عن رفيقه، ناجي العلي، الذي أطلق عليه النار في 22 يوليو عام 1986، وتوفي في 29 أغسطس من نفس العام.

البداية على يد غسان كنفاني

بداية ناجي العلي كانت علي يد مناضل فلسطيني آخر تشاركا النهاية الواحدة وهو الأديب الفلسطيني غسان كنفاني والذي سمح للرسام الشاب وقتها أن ينشر رسوماته في مجلة الحرية التي كان يتولى رئاسة تحريرها، ليبدأ ناجي في الرسم رغم أنه كان يريد أن يصبح فنان تشكيليا.

انتقل ناجي برسوماته من مخيم عين الحلوة الفلسطيني إلى الكويت عام 1963 حاملا معه رسوماته التي نشرها في عدد من الصحف الكويتية ومنها السفير اللبنانية والقبس الكويتية.

21208890_1691601900881259_946050693_n

مولد حنظلة ايقونة انهزام العرب

« هو تعبير باكي عن نفسي.. حنظله من يجعل القضية الفلسطينية حاضرة أمام عيني» هكذا كان يرى ناجي العلي شخصيته الأبرز والتي ابتكرها، فلم يكن ناجي يملك سوى رسوماته لكي يشارك في قضيته الأكبر، قضية بلده، فهو نفسه لاجئ ولد بأحد المخيمات في عام 1937.

«لم يكن سلبيا.. إلا أنه اكتفى بالمشاهدة ليسجل كل ما يحدث حوله فقد أصبح صاحب الحضور اليومي للمقاومة الفلسطينية» هكذا يصف ناجي العلي شخصيته الأبرز حنظله خلال حديثه عنه بأحد الحوارات بالتلفزيون الكويتي.


a4d49a1b-0fa2-4f69-9583-ed5d829e4dcd

الحالم الثائر

«أنا لا أصلح للانتماء لجماعة سياسية.. لن ارضخ لأي اعتبارات.. فأنا أمثل السواد الأعظم للناس» هكذا كان يرى ناجي العلي في نفسه أنه الضمير الكلي، صوت من لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، وأن قضية فلسطين هي قضيته الأولى.

وكان ناجي العلي ثائر على كل شيء حوله يرفض المهادنة في رسوماته لم يتوقف أبدا عن انتقاد كل ما يراه خاطئا من وجهة نظره النابعة من 20 سنة قضاها في مخيم للاجئين حيث أصبح كـ«البوصلة» التي لا تغير اتجاهها كما وصفه أحمد مطر، مما جعل كل القوى السياسية معارضة له.

«ناجي العلي كان حالمًا عظيمًا، كان يفهم الثورة بمنظور الحلم، لم يكن خياليًا، كان حالمًا، لم يكن موهومًا، كان حالمًا» بتلك الكلمات وصف طلال سلمان حالة ناجي العلي الثائر بأحلامه صاحب حنظلة الذي اغتيل في 29 أغسطس 1986.