يعد يوم عرفة من أفضل أيام السنة لدى المسلميين في كافة أنحاء العالم، ومن أهم أحداث هذا اليوم العظيم مراسم تغيير كسوة الكعبة.
ويتابع المسلمون بشغف مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، ولبسها ثوب العيد فجر يوم عرفة، فتتزين الكعبة بتحفة فنية رائعة، كسوة من أفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم الذي يتم استيراده من إيطاليا.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة 20 مليون ريال، بما فيها أجور العامليين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل سلم كسوة الكعبة الجديدة لكبير سدنة بيت الله الحرام، الشيخ د.صالح بن زين العابدين الشيبي، لتتم كسوة الكعبة المشرفة بها في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة المقبل بدلاً من الكسوة الحالية.
مصنع الكسوة
تم تخصيص مصنع لصناعة كسوة الكعبة المشرفة الداخلية والخارجية، ويضم المصنع عدد من الأقسام منها أقسام الحزام والطباعة والصباغة والأعلام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي، ويقوم بصناعة الكسوة كوادر وطنية مدربة، ومؤهلة، ومتخصصة في هذا المجال الفريد من نوعه.
ويوجد بالمصنع أكبر ماكينة خياطة في العالم، من حيث الطول وهي خاصة بتجميع طاقات القماش، وتعمل بنظام تحكم آلي، كما تمتاز المكنة بكبر حجمها؛ حيث يبلغ طولها حوالي 16 متراً، بطاولة خياطة 14 متراً، وبها جهازي خط ليز لتحدي مكان وضع الخامات على الكسوة.
وتشكل لجنة من المختصين في المصنع لمراجعة وتثبيت القطع المطرزة في مكانها المناسب، وكذلك التأكد من اتصال تكرار الجاكارد والتأكد من عرض كل جنب على حده، والقطع المطرزة المثبتة عليه.
كسوة الكعبة
يستخدم في صناعة الكسوة أفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم الذي يتم استيراده من إيطاليا، ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترا وحزامها 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ستة عشر قطعة.
كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب عليه «يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين».
تطريز كسوة الكعبة وحزامها
تطرز ثوب الكعبة المشرفة بالأسلاك الفضية والذهبية، وتتم عملية التطريز أولا بوضع الخيوط بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف.
ويتم التطريز فوق سطح القماش بخيوط متراصة من القطن الأصفر، ثم تطرز عليها بالأسلاك المذهبة، ومن بالقطن الأبيض لما ستطرز عليها بالأسلاك الفضية في اتجاهات متقابلة وبدقة؛ ليتكون الهيكل الأساسي البارز للتصميم والحروف، ثم يغطى هذا التطريز بأسلاك من الفضة فقط المطلية بالذهب، ليصبح في النهاية تطريز بارز مذهب يصل ارتفاعه فوق سطح القماش من 1 لـ 2.5 سم.
ويصنع حزام الكعبة بقطع من الحرير الطبيعي الأسود السادة وحروف الآيات المكتوبة عليه تغطى بأسلاك الفضة والذهب، ويبلغ طول محيط الكعبة تقريباً 47 متراً وعرضه 95 سنتمتراً، ويثبت هذا الحزام على كسوة الكعبة المشرفة بارتفاع 9 أمتار من الأرض.
يذكر أن الآيات القرآنية مكتوبة بالخط الثلث المركب، وكتب هذه الآيات الشيخ عبدالرحيم أمين بخاري، وهو أقدم عامل اشترك في صنع كسوة الكعبة منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود.
لماذا اللون الأسود
وقع الاختيار على اللون الأسود لكسوة الكعبة بعدما كان الأخضر من قبل، لما يتميز به اللون الأسود من قدرة على تحمل التغيرات الجوية طوال العام، مقارنة بباقي الألوان التي لاتتحمل، نظرًا لأن الكسوة يتم تغيريها مرة كل عام.
مقاسات الكعبة المشرفة بجوانبها الأربعة
جهة ما بين الركنين 10.29 متراً «11 طاقة»
جهة باب الكعبة 11.82 متراً«12.50 طاقة»
جهة الحجر 10.30 متراً «10.50 طاقة»
جهة باب الملك فهد 12.15 متراً «13 طاقة»
والطاقة هي قطع كبيرة، كل قطعة تكون بعرض 10 سنتمتراً، وبطول 14متر « 15 تكرارًا»، يتم تفصيل كل جنب من جوانب الكعبة على حدة حسب عرض الجنب، وذلك بعد توصيل القطع ببعضها.
