مآسي ومعجزات في حادث قطاري الموت بالإسكندرية

صورة مجمعة
صورة مجمعة


ربما يتحول المسئولون  في حادث تصادم قطاري الإسكندرية للجنايات، وربما يقدم البعض منهم استقالتهم، وسواء تم محاسبة المقصرين من عدمه، أو تم صرف تعويضات أم لا فهذا أمر لا يعنينا كثيرا في هذا الموضوع، لكن الشيء المؤكد  انه بعد عدة أيام أو أسابيع سيمضي الحادث ويصبح في طي النسيان، لكن تبقى أثاره ومأساته باقية للأسر التي فقدت ذويها وللمصابين الذين فقدوا أحد أعضائهم وتحولت حياتهم لجحيم بسبب حادث تصادم قطاري الإسكندرية الذي وقع بالأمس.. 
بوابة أخبار اليوم رصدت مآسي المصابين وأسرهم في السطور التالية..

عبد الرحمن: ماما أنقذت حياتي وماتت
                                             الطفل عبد الرحمن فقد أمه

لمعت عينيه وارتسمت البراءة على وجه، عبد الرحمن الطفل الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره، ربما كتب له عمرا جديدًا لكن آلامه أكبر من أن يتحملها بشر، الكسور العديدة التي طالت أنحاء متفرقة من جسده النحيل أكبر من تحملها، أما ألمه النفسي فحدث ولا حرج بعدما ضحت والدته بنفسها واحتضنته في مشهد مأساوي أدمى القلوب، خسر القلب والسند والحنان، فماذا حدث في هذه الرحلة المشئومة،  تركنا عبد الرحمن يروي بدموعه مأساته كما جاءت على لسانه.
يقول عبد الرحمن، كانت والدته تلعب معه واحتضنته بشدة وفي لحظة شعر بكدمة قوية وهو بحضن والدته والجميع يصرخ وأمي تحضني بشدة ولم أشعر بشيء بعد ذلك، وبدموع الطفل  أختتم قائلا«ماما فين عايز أشوفها».   

                                                         
محمد: لم أبلغ أسرتي بالحادث خوفا على أمي

 الشاب محمد يتلقى العلاج

أما محمد الشاب الذي لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، فقصته مختلفة تماما، العناية الإلهية أنقذته من الموت المحقق، وحتى كتابة هذه السطور لا أحد من أسرته يعلم أنه ضمن مصابي الحادث، خاف محمد على شعور والدته المسنة من هول الصدمة، وقرر عدم إخبارها، بتفاصيل الحادث المأساوي.
يقول محمد 22 عامًا، كنت استقل القطار من البحيرة للذهاب إلى محل عملي بالإسكندرية، وشعرت بقوة الاصطدام، وسقطت على الأرض ولم اشعر بأي شئ إلا وأنا في المستشفى للعلاج،-  بكى محمد عندما وصل لهذا الجزء من الحوار ، اخذ تنهيدة كبيرة حاول التماسك- ، واستكمل كلامه قائلا: ، لم أستطع إخبار أسرتي بتفاصيل الحادث، فوالدتي  سيدة مسنة، لن تتحمل الصدمة، خصوصا أنني من يقوم بالإنفاق عليها والتكفل بمصاريف علاجها.


الحاج فتحي: فؤجئت بالجثث والأشلاء تتناثر حولي

الحاج فتحي

مأساة حلت على عائلة الحج فتحي 57 عاما المصاب بكسور في قدمه اليسرى وذراعه الأيمن، فهو المسئول عن زوجته ولم ينجب أطفالاً وكان يسافر لمتابعة أرضه واستقل القطار من القاهرة ليسافر إلى الإسكندرية، وكان يركب في العربة الأمامية من القطار وفي لحظة شعر بأن القطار صدم في شيء وفقد الوعي، مضيفا بأن الجثث والأشلاء كانت منتشرة في جميع أنحاء العربة .


على الرشيدي: القطار تعطل قبل الحادث


الميكانيكي علي يروي تفاصيل الحادث

أما علي الرشيدي فيقول، أعمل ميكانيكي، وعمري 28 عاما، من محافظة البحيرة، وأنا أحد المصابين، وكنت استقل القطار للسفر إلى الإسكندرية لشرا ء قطع غيار سيارات وتعطل القطار لمدة 20 دقيقة حتى شعرت بتصادم كبير وفقدت  وعيي وعندما استعدت توازني وجدت طفلاً محروقاً بجانبي فأصبتني هستريا وصراخ  من مشهد هذا الطفل.