الأمم المتحدة: بعض مناطق الشرق الأوسط كانت ساحة لإراقة الدماء

قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الصراعات في الشرق الأوسط لا تزال تغذي التطرف والمغالاة في جميع أنحاء العالم، والذي يشهد حالياً موجة متصاعدة من التمييز والقوالب النمطية عن الآخر في أماكن كثيرة، بينما يجري تشويه الأديان من أجل تعميق الاختلافات، وهو ما يتعين التصدي له من قبل الجميع.

وأكد جوتيريش، وفقا لبيان وزعه المركز الاعلامي للمم المتحدة بالقاهرة، إن السلام المستدام لا يتطلب الإرادة السياسية من جميع الأطراف فحسب، بل يتطلب أيضا الجهود الجماعية للمجتمع الدولي والمجتمع المدني والقادة الدينيين بشكل أساسي، وإن ثمة حاجة إلى توسيع نطاق الحوار ليشمل القادة المحليين والإقليميين والجهات الفاعلة الأخرى التي تملك الصوت والتأثير داخل مجتمعاتها، مضيفا أنه لهذا السبب يشجع كثيرا مبادرة السلام الديني التي أُطلقت في مدينة اليكانتي في نوفمبر الماضي.

وقال الأمين العام في ندوة بمقر المنظمة في نيويورك حول دور القيادات الدينية في بناء السلام في الشرق الأوسط ، إن للأرض المقدسة مكاناً خاصاً في قلوب بلايين البشر في جميع أنحاء العالم وإن الأديان التي تمثلها هذه المنطقة هي فروع لنفس الشجرة الإبراهيمية وإنها فعلت الكثير لإثراء عالمنا وحضارتنا العالمية والإسهام فيها. 

وأشاد جوتيريش بجهود القيادات الدينية ومنظمي الندوة من أجل الالتقاء حول القيم المشتركة والالتزام المشترك ببناء السلام والتي وصفها بأنها مصدر إلهام وتشجيع كبيرين له.

وقال جوتيريش إننا نعيش في عالم تتواصل فيه صراعات قديمة وتنشب فيه صراعات جديدة، وإن بعض أجزاء منطقة الشرق الأوسط كانت ساحة لإراقة الدماء والمعاناة الشديدة"، مضيفا "مع كل يوم يمر، يزداد الإحباط ويتضاءل الأمل، وتبدو فرص تحقيق الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر بعداً".

وشدد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق الفلسطينيين والإسرائيليين لتطلعاتهم الوطنية والتاريخية والعيش في سلام وأمن وكرامة، وأن "توسيع المستوطنات غير القانونية أو أعمال العنف أو التحريض تقوض هذا الاحتمال"، مؤكداً من جديد على رأيه بأنه لا يوجد سبيل آخر غير هذا الحل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن أمام القيادات الدينية المسلمة واليهودية والمسيحية الفرصة لنشر القيم الإنسانية المشتركة للتسامح والتفاهم والرحمة والسلام، حيث أن هذه هي القيم الأساسية التي تتبناها الأديان التوحيدية الثلاثة الممثلة في الندوة، وبوسعها أن تكون حافزاً للسلام.

واختتم جوتيريش كلمته بالإشادة بجهود القيادات الدينية الرامية إلى تعزيز التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أن مبادرة هذه القيادات تهدي إلى الطريق نحو مستقبل أكثر تفاؤلاً، ونحو مستقبل يتسم بالتسامح والتفاهم المتبادل بوصفه سبيلاً للسلام العادل والدائم.