توقعات بعودة أسعار النفط عالميا للارتفاع مجددا على المدى القريب

ارشيفية
ارشيفية





توقعت الدوائر النفطية العالمية عودة سعر النفط للارتفاع من جديد مقترباً من حاجز 47.00،دولار للبرميل  ليبقى الاتجاه الصاعد قائماً وفعالاً خلال الفترة القادمة.
وارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة 1% للجلسة الخامسة على التوالي وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته في عشرة أشهر وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية تم الكشف عنها أمس الجمعة  عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
 
و ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 16 من آب/أغسطس القادم 0.74% لتتداول حالياً عند مستويات 46.42$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 46.08$ للبرميل.
 كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 أيلول/سبتمبر المقبل 0.76% لتتداول عند 48.79$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 48.42$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.48% ليتداول حالياً عند مستويات 95.27 موضحاً أدنى مستوياته منذ 12 من أيلول/سبتمبر الماضي مقارنة بالافتتاحية عند 95.76.
 
واظهر مؤشر أسعار المستهلكين خلال حزيران/يونيو الماضي بالتزامن مع ما أظهر قراءة مؤشر مبيعات التجزئة الذي يمثل أكثر من نصف الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي والذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، اتساع التراجع بخلاف التوقعات خلال الشهر الماضي.
 


الجدير بالذكر أن البيانات الاقتصادية الأمريكية التي جاءت في مجملها مخيبة للآمال عقب ساعات من الشهادة النصف سنوية لمحافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين أمام الكونجرس الأمريكي، قد حدت من فرص إقدام صانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي على المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية خلال اجتماع 25-26 تموز/يوليو الجاري، الأمر الذي أثقل على أداء الدولار أمام العملات الرئيسية في نهاية المطاف.
 
على الصعيد الأخر، تستمد  العقود الآجلة لأسعار النفط الخام الدعم مؤخراً من نمو الطلب من قبل الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، الأمر الذي طغى خلال تداولات هذا الأسبوع على المخاوف حيال تخمة المعروض العالمي من النفط الخام.
 
ويذكر أن الصين استوردت نحو 8.55 مليون برميل يومياً من النفط الخام خلال النصف الأول من العام الجاري 2017، ما يعكس نمو في الطب الصيني 14% عن ما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق 2016، الأمر الذي جعل الصين تعد حالياً أكبر مستورد للنفط الخام عالمياً متخطية بذلك الولايات المتحدة.
 
وفي نفس السياق، فقد تطرق التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية يوم أمس الخميس إلى أن تراجع أسعار النفط مؤخراً قد يدفع شركات النفط الصخري الأمريكية إلى إعادة تقييم خطط الإنتاج.
وأشار  إلى احتمالية ارتفاع معدلات الإنتاج، إلا أن نسب الربحية لن تلحق بها، وأفاد التقرير أن نسب التزام منظمة الدولة المصدرة للنفط أوبك بمعدلات الإنتاج المتفق عليها تراجعت إلى 78% خلال حزيران/يونيو مقابل 95% في أيار/مايو.
 
أما عن التزام الدول المنتجة من خارج منظمة أوبك فقد بلغ 82%، بينما ارتفعت معدلات الإنتاج النفطي أعلى حاجز المستويات المتفق عليها في كل من الجزائر، العراق، الإمارات و فنزويلا، وأشار التقرير إلى رفع التوقعات حيال الطلب العالمي  خلال العام الجاري 2017 بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 1.4 مليون برميل يومياً، كما أظهر أن المعروض النفطي العالمي تراجع إلى 266 مليون برميل في أيار/مايو من 300 مليون برميل في نيسان/أبريل.
 
بخلاف ذلك، فقد أوضح التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء الماضي اتساع العجز مخزونات النفط الخام الأمريكي لنحو 7.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة الماضية مقابل نحو 6.3 مليون برميل في الأسبوع السابق، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز لنحو 3.2 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى نحو 495.4 مليون برميل وبقائها ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
 
كما أفاد تقرير إدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 1.6 مليون برميل، في حين لا تزال المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام، بينما ارتفعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة بنحو 3.1 مليون برميل وتظل المخزونات أيضا ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام.