المذنبون

انكفأ لونه، وارتجفت أوصاله بعدما تملكته حالة من اليأس المميت، وبخطوات يشوبها اضطراب وخوف توجه إلى زوجته ليخبرها بالمفاجأة التي زعزعت كيانها، وأن مصيره بيدها، ونسي الخالق.
وبصوت متهدج وريبة يوضح لها بأنه مهدد بدخول السجن إذا لم يقم بسداد المبلغ الذي اقترضه من صديقه مقابل الإتجار في الأخشاب، وأنه عرض عليه الحل للخروج من هذه الأزمة وشبح السجن الذي يطارده، وهو أن يقيم علاقة غير شرعية معها مقابل أن يتنازل عن المبلغ.
طأطأت الزوجة رأسها، وظلت صامتة، ولم تجد سبيلا أمامها غير الموافقة معتقدة أنها بذلك تحمي زوجها من السجن ونسيت أيضا عقاب السماء.
تعددت اللقاءات المحرمة مع الصديق الشيطان، وفي آخر لقاء بينهما حدث ما لم يحمد عقباه، حيث انتفض الزوج من فوق مقعده على صيحات وصرخات زوجته المنبعثة من غرفة النوم، بينما يعلو صوت الصديق بكلمات يشوبها التهديد والوعيد بحبس زوجها إذا لم تمتثل لأوامره، وجهت له السباب والشتائم وعدم رغبتها في استمرار هذه العلاقة وإحساسها بالتعب والإرهاق.
اندفع الزوج نحوه صارخا في وجهه بينما نصل السكين يشد عين الصديق بخيط غير مرئي، ونجح في تهدئته واستولى علي السكين وفاجئه بعدة طعنات متلاحقة سقط على إثرها مضرجا في بركة من الدماء.
انطلقت صرخات مكتومة من فم الزوجة، وهي تتابع الصديق الذي تمكن من الهرب، وتراود مخيلتها الفضيحة التي ستلحق بها، وتسللت والدموع تنهمر فوق وجنتيها، تاركة الزوج الذي سوف يثقل الذنب كاهله أمام خالقه يوم القيامة.
وباخطار اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية، تم تشكيل فريق بحث قاده العقيد محمد هلال رئيس فرع البحث الجنائي، وتمكن المقدم إسلام عواد رئيس مباحث قسم ثان بالعاشر من رمضان وبمعاونة النقباء أحمدالخولي، وأحمد القاضي،، وأحمد فريد من القبض على الصديق المتهم والزوجة.
حيث اعترف بأنه كانت تربطه صداقة بالزوج المجني عليه، وأنه اقترض منه مبلغ من المال مقابل الاتجار في الأخشاب، وعندما عرض عليه إقامة علاقة محرمة مع زوجته مقابل التنازل عن المبلغ فوافق هو وزوجته.
وتابع المتهم: "ويوم الحادث رفضت الزوجة إقامة العلاقة لإحساسها بالتعب والإرهاق، ونشبت بيننا مشادة حاول الزوج التعدي علي بسكين لكنني تمكنت من تقييده وطعنته وفررت بالهرب".
تم تحرير المحضر اللازم وأحيل إلى نيابة العاشر من رمضان التي تجري تحقيقاتها بإشراف المستشار الدكتور ياسر إبراهيم هندي المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.