دموع وزغاريد على «أبواب طرة».. المفرج عنهم بالعفو الرئاسي: «توبة»

المفرج عنهم
المفرج عنهم

دموع الفرحة عمرها دقائق لكن كل دمعة منها كحمل الجبال، ولذلك لا يمكن لأي كلمات وصف فرحة المفرج عنهم ضمن قرار العفو الرئاسي، الذي شمل 502 سجين، بعد وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإفراج عنهم. 

وما بين قضاء أكثر من ثلث المدة والإفراج الصحي، وجد عشرات الشبان أنفسهم خارج القضبان الحديدية، بشكل مفاجئ، فجميعهم أكدوا أنهم لم يكن لديهم علم بوجود أسمائهم في القائمة حتى نصف ساعة فقط من الإفراج عنهم.

»بوابة أخباراليوم« التقت عددًا من المفرج عنهم لرصد ملامح الفرحة، خصوصًا قبل ساعات من حلول عيد الفطر، ليتمكنوا من قضاء العيد وسط أسرهم.
الحسيني: حريتي بلا ثمن
«الحسيني عبده - 25 عامًا»، من مدينة المرج بالقاهرة، وأحد المفرج عنهم، تحدث لـ«بوابة أخبار اليوم» بتأكيده على أنه تم القبض عليه في 6 أكتوبر عام 2013 بميدان رمسيس،وكانت التهم الموجه إليها التظاهر والتجمهر وتخريب مؤسسات الدولة وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة.
لم يستطع «الحسيني» السيطرة على دموعه، ليواصل حديثه بمرارة، قائلا: «قضيت في السجن 3 سنوات و3 أشهرو8 شهور كان بالنسبة إلي كابوس لا أعلم متى أفوق منه؛ لكنني استطعت أن أكمل دراستي فتم القبض علي وأنا في الفرقة الثانية  كلية التجارة بأحد الكليات الخاصة، واستعطت أن أدخل الامتحانات خلال مدة حبسي».
وأشار الحسيني إلى أنه لا يستطيع وصف اللحظة التي يعيشها الآن،فالحرية لا تقدر بثمن فأنا الآن أشهر بتلك الجملة، مضيفًا: «لم أكن أعلم بأني ضمن قائمة العفو إلا قبل خروجي بنصف ساعة من السجن، وعندما خرج قمت بالاتصال بأخي الذي دخل في بكاء حاد ولم يصدق كلامي، فأنا أشعر الآن بأنني ولدت من جديد وعلي أن أبدأ حياتي وأنظر إلى مستقبلي».
الحسيني ذكر كذلك أن هذا أول عيد يكون فيه وسط أهله،منذ أن دخل السجن، قائلا: «شعوري لا يوصف وأنا وسط عائلتي، بعد أن حُرمت منها منذ 4 سنوات، ولم أتخيل أن أقضي العيد معهم مرة ثانية».

عبد الله: أبدأ حياة جديدة

أما «عبد الله رمضان - 23 سنة- طالب بكلية إعدادي صيدلية جامعة الإسكندرية» فأوضح أنه تم القبض عليه منذ 4 سنوات في إحدى المظاهرات التي اندلعت عقب فض اعتصام رابعة بدمنهور،وتم توجيه تهم التظاهر والتجمهر وتخريب مؤسسات الدولة ،وحك معليه بعشر سنوات قضى منها 4 سنوات.
وتابع«عبد الله»: «تم فصلي من الجامعة وقمت بإعادة قيد لكي لا أنفصل نهائيا وامتحنت النظري لكن الكلية رفضت دخولي الامتحان العملي فسقط ورفضت الكلية مرة أخرى أن أقوم بإعادة تقيد وأتمنى أن أعود إلى دراستي مرة أخرى،وأبدأ حياتي من جديد».

أيمن: سأعوض طفلي

أما «أيمن محمد- 40 عامًا» فتطرق إلى أنه يعمل محفظًا للقرآن الكريم، وتم القبض عليه بالإسكندرية، 16 أغسطس 2013، وتم توجيه تهمتي التظاهر والتجمهر له،وحكم عليه بعشر سنوات قضى منهما 4 سنوات فقط.

وأوضح أيمن أنه لم يكن يعلم بأنه من ضمن المفرج عنهم، فتم نقله من سجن دمنهور منذ شهر إلى سجن طرة، ثم تم الإفراج عنه حتى أسرته لم تكن تعلم بشيء، مضيفًا أن لديه طفلين ودخل السجن وابنه كان لديه شهر فقط.

 ،مؤكدًا أنه يريد أن يبدأ حياة جديدة، مؤكدًا أنه سيعمل على تعويض طفليه عن كل شيء وليكون أبا يفتخران به.

فتحي: أعود لعملي الحر

وأخيرًا، شدد «محمد فتحي - 40 عامًا» على أنه تم القبض عليه في أحداث سموحة بالإسكندرية، وجهت إليه تهم التظاهر وتخريب مؤسسات الدولة وحكم عليه بعشر سنوات قضى منهم 4 سنوات فقط، مضيفًا أنه لم يعلم بأنه سيفرج عنه فكان يقضي فترة العقوبة داخل سجن برج العرب وتم نقله لطرة منذ شهر بدون أن يعلم السبب حتى قبل خروجه بنصف ساعة من السجن علم بأنه مفرج عنه ضمن العفو الرئاسي.

واستكمل بأن ذلك أول عيد يقضيه مع زوجته وطفلتيه التي لم يرهما منذ 4 سنوات فأخر مرة شهدهما كان عمرها سنتين و 3 سنوات، مؤكدًا أنه يريد أن يرجع مرة أخرى لعمله في الأعمال الحرة ويبدأ حياته من جديد.