خبيرة تنمية بشرية: الصيام يحقق التوازن بين الروح والجسد


 

"صوم رمضان يحقق التوازن بين الروح والجسد "، هذا ما أكدته الدكتورة حنان نجم الخبير الدولي في العلاقات الإنسانية، والتنمية البشرية، موضحة أن المنافع والفوائد المتحققة من الصوم ونمط الإفطار السليم لا تقتصر على الناحية الجسدية فقط ، بل تمتد إلى الجانب الروحي من الإنسان، لكون  الإنسان مكون من جسد مادي و روح شفافة أثيرية هي أيضا تتأثر إيجابيا بالصوم والإفطار السليم .




وأضافت نجم، أن الصوم  في رمضان له منافع كثيرة لجسم الإنسان ، حيث أنه إذا اتبع الإنسان نمطا صحيحا في تناول الطعام بعد انتهاء فترة الصيام فإنه يحقق فوائد عظيمة لصحته وجسده وروحه، كذلك فإن العكس صحيح، فالصوم المرهق ومن ثم الإفطار المتخم وملء البطن الخاوية بالطعام الدسم والشراب المليء بالسكريات ومن بعدها أصناف الحلويات بشكل سريع ومفاجيء له آثار مرهقة ومتعبة على الجسد المادي، وأيضا على الروح الأثيرية الشفافة .


وتوضح نجم، ان سلوك الإنسان  يتقلب بين جانب مادي وجانب روحاني، فكلما ركز الإنسان على شهوات الجسد المادية مثل الطعام والشراب وأسرف فيها ، فقد الجانب الروحي الكثير من بريقه، حيث يطغى عليه الجسد المشبع بشهواته المادية، مشيرة إلى أنه في فترة الصوم عندما تكون المعدة خاوية يكون الجسم خفيفا، وتكون الفرصة متاحة أمام الجزء الروحي من الإنسان ليسمو ويظهر ويصبح الإنسان راقيا بروحه، فإذا انتهى وقت الصوم وتناول الإنسان طعامه وشرابه بروية وبكميات معتدلة وعلى فترة زمنية ممتدة فإنه يحقق نتيجة رائعة بإشباع حاجات الجسد المادية، وفي نفس الوقت يبقى الجانب الروحي مشرقا لا يطغى عليه جسد غارق ومثقل في الماديات.


وتتابع، أنه قديما قال الحكماء إن الحكمة تكمن في تحقيق توازن بين جسد مادي يتغذى باعتدال وروح مشرقة ، عندها يكون الإنسان في حالة ذهنية وروحية متقبلة للأفكار النيرة التي ترتقي به فوق الماديات ومشاكل وفوضى الحياة. 


ولفتت نجم، إلي أن الروح عندما تكون مشرقة، يكون الإنسان قادرا على التفكير السليم والتعامل مع متطلبات الحياة بحكمة وهدوء، ويستطيع إيجاد حلول للصعاب التي تواجهه، فيتحقق له النجاح والتقدم في حياته العملية والاجتماعية والعائلية.


ونبهت نجم، إلي ومن النقاط المهمة التي تغيب عن ذهن الكثيرين إن الصوم ليس إمساك عن الطعام والشراب فقط ، بل هو أيضا صوم الحواس الخمس،  فالصمت هو صوم اللسان عن الكلام إلا ماقل ودل، والهدوء هو صوم العين عن النظر إلى عيوب الناس وأيضا صوم الأذن عن سماع مايعيب البشر ، والسكينة هي صوم اليد عن أذى الغير ، والتغاضي هو صوم الأنف عن الدس في شؤون الآخرين.


وتابعت،  إن إبداع الإنسان ووصوله للنجاح وتحقيق أهدافه في الحياة لا تستقيم إلا بالتوازن بين الجسد المادي والروح الشفافة، وكلما غرق الجسد في الماديات بأكثر مما يحتاج أصبح ذلك على حساب الروح وشفافيتها، والعكس ايضا صحيح ، فالروح تفقد بريقها أيضا إن كان الجسد منهكا محروما من إشباع حاجاته باعتدال، فالتوازن بين الروح والجسد هو سر سعادة الإنسان منذ بدء الخليقة.