صور| تمثال رمسيس الثاني المتهدم يعود للحياة بـ«سواعد مصرية»

التمثال من الجرانيت الأسود وزنه 70 طنًا وارتفاعه 11.7متر

في صمت رهيب وحالة إنكار ذات عجيبة، نجح فريق من المرممين الأثريين بمعبد الأقصر في إعادة تسطير التاريخ المصري القديم، ليس بالكتابات الهيروغليفية ولا النقوش الرمزية، ولكن بأزاميلهم وأدواتهم البسيطة وبأحدث ما توصل له العلم في مجال الترميم عندما أعادوا تمثال الملك رمسيس الثاني إلى مكانه الأصلي بعد أن كان مهشما إلى 146 قطعة، وظل على تلك الحالة ما يزيد عن ألف عام.

نجح الفريق في تجميع الأحجار وترميمها في 3 أشهر وتنصيبها في 3 أخرى ليحققوا معجزة فنية لو فعلتها أي بعثة أجنبية من العاملة مجال ترميم الآثار لقامت الدنيا ولم تقعد، ولشهدنا وكالات الأنباء تتزاحم على معبد الأقصر ليسجلوا عبقرية الفنانين الذين أعادوا صياغة تاريخ الصرح الأمامي لمعبد الأقصر ويعود كما شيده الملك رمسيس الثاني منذ ما يقرب من 1300 عاما قبل الميلاد وظل متهدما ومكسرا إلى 146كتلة قرابة ألف عام، لتتحقق المعجزة ليقف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخا بارتفاع 11 مترا و70سم والذي يبلغ وزنه 70 طنا، وهو من حجر الجرانيت الأسود ليحكى بشموخ قصة عبقرية أحفاد الملك الذين استطاعوا أن يعيدوا تمثال ملك نصر العظيم إلى مكانه بعد غياب.

فى هذا التحقيق تسجل بوابة أخبار اليوم، بالكلمة والصور تلك التجربة التي يحق لنا كمصريين أن نفخر بها بعد أن أصبح لدينا فرق من المرممين المهرة الذين أخذوا على عاتقهم إحياء تراث أجدادهم ويعملون في صمت ليؤكدوا للعالم أن مصر هي أصل العمارة والفنون وأنها منارة العالم الأثرية.
 
في البداية يقول مدير عام آثار الأقصر الدكتور مصطفى وزيري، أن الأقصر كانت على موعد الثلاثاء الماضي الذي يوافق يوم التراث العالمي لافتتاح حدثين في غاية الأهمية يؤكدان تفوق المصري الحديث في حفظ أثار أجداده والكشف عنها، وأنه حقق نجاحا منقطع النظير في هذا الدرب ليثبت للعالم كله أنه وريث أصيل لأعظم حضارة في التاريخ الحدث الأول.

فيما يقول المهندس محمد حسين الحرباوى مدير عام الترميم بمعبد الأقصر، إن الملك رمسيس الثاني الذي يعد من أهم ملوك الأسرة 18 وحكم مصر لأكثر من 67 عاما، ويطلق عليه بناء مصر العظيم حيث لا يخلو موقع أثرى في مصر من أعماله وله جزء معماري كبير هنا في معبد الأقصر منها الصرح الأمامي لمعبد الأقصر والذي يتكون من برجين كان أمامهما مسلتين و6 تماثيل منها تمثال تهدم منذ ما يزيد عن ألف عام وعثر عليه الأثري العظيم محمد عبدالقادر أحد كبار الأثريين المصريين أثناء قيامه بعمل حفائر في الصرح الأمامي بمعبد الأقصر عام 1958، حيث كان أجزاء كبيرة من الصرح والمعبد مطموس بالتراب.

حفائر عام 1958

حينها رصد الرئيس جمال عبد الناصر 10 آلاف جنيه لاستمرار عمل الحفائر، وبالفعل عثر على كتل من حجر الجرانيت الأسود مهشمة على شكل كسرات مختلفة الأحجام بلغ عددها 146 كتلة متفاوتة الأحجام والأشكال، حينها قام بتجميع تلك الكتل وأنشأ مصطبة بالناحية الغربية للصرح الأمامي للمعبد وقام بتجميع تلك الكتل عليها، ولم نعرف سببا لما حدث للتمثال أو سبب تهشمه فلا يوجد صورة واحدة تبين وجود التمثال فى مكانه.

ويضيف المهندس محمد حسين الحرباوى بقوله إن فكرة إعادة ترميم التمثال وتنصيبه في مكانه ترجع إلى عام 1991 حيث راودتني أنا وزميلي الأثري أحمد عربي مدير عام معبد الأقصر الحالي، وتم عرضها على الدكتور محمد الصغير مدير عام ىثار الوجه القبلي وقتها الذي تحمس للفكرة كثيرا وكان يعرف وقتها بأنه عاشق للآثار المصرية، وصدمنا وقتها بالعراقيل وضعف الإمكانات ولم تفلح جهود الدكتور الصغير وقتها في إخراجها إلى النور.

وظلت هذه الفكرة في مخيلتنا رغم انتقالنا للعمل أنا لمعابد الكرنك وزميلي أحمد إلى مشروع إعادة كشف وترميم طريق الكباش وبعد 15 عاما التقينا في معبد الأقصر مرة أخرى هو مديرا عاما للمعبد وأنا مديرا عاما للترميم لتعود الفكرة إلى الحياة مرة أخرى.

تغيير واجهة التاريخ

ويكمل: "بالفعل بدأ عربي في اتخاذ إجراءات حثيثة بدعم من مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر الذي تحمس بدوره للمشروع وبسرعة البرق انتهت جميع المكاتبات مع اللجنة الدائمة للآثار وتمت الموافقة من جانب الدكتور خالد العناني وزير الآثار الذي قال لنا بالحرف الواحد يا شباب أنتم الآن في مشروع وطني قادر على تغيير واجهة التاريخ واستطرد بقوله توكلوا على الله".

ومن ناحيته تعهد محافظ الأقصر محمد سيد بدر بتوفير كل الطلبات التي نحتاجها من خامات ومعدات وأدوات بل وضع كل إمكانات المحافظة لتحقيق الحلم بعد أن تحمس كثيرا للفكرة ومن هنا كانت بداية عملية نجاح الترميم.

وأضاف: "وقتها لم تكن لدينا أي إمكانات ولكن لدينا خبرات متعددة من خلال فريق العمل بإدارة ترميم الأقصر وكلهم من الشباب الدارس والمدرب جيدا وأتصل كل منهم بالبعثات الأجنبية التي كان يعمل معها وعملنا خطة العمل بعد حصر جميع الاحتياجات وبالفعل وفرها لنا المحافظ بعد أقل من أسبوع من مخاطباتنا له وكانت بحوالي 160 ألف جنيه، كان ذلك في شهر نوفمبر من العام الماضي 2016 وعلى بركة الله بدأ فريق العمل في عملية الترميم واستغرقت 3  أشهر ثم التركيب والتنصيب 3 أشهر مثلها بأيدي مصرية خالصة، كلنا مصريين مرممين ومعماريين وفنيين حتى العمال كان لهم دورا كبيرا في المشروع ولا يمكن إغفال أي منهم ونجحنا في الترميم وهو أهم عنصر من العناصر حيث بدأنا بمرحلة التوثيق الأثري وتصوير كل الكتل ثم قمنا بعملية التنظيف من الأتربة والعوالق، ثم بدأنا في تقوية الأجزاء الضعيفة منها وبعدها بدأت مرحلة التجميع بجمع كل كتلتين كانتا متلاصقتين في الأصل ثم نقوم بعملية اللصق بمادة أيبوكسية ثم نقوم بالتسليح بأسياخ الإستانلستيل، إلى أن جمعنا كل الكتل واستعنا بالدكتور أيمن حامد استشاري وأستاذ هندسة الصخور بكلية البترول والتعدين بجامعة قناة السويس، لمساعدتنا في الأعمال المعمارية الهندسية خاصة في مسألة الأوزان والأحمال والأعمال المعمارية الهندسية.

البداية من أسفل

ويضيف مدير عام الترميم بمعبد الأقصر: "في البداية بدأنا بالدماغ أو رأس التمثال لأن أهم ما يميز هذا التمثال أن الدماغ كاملة رغم أنها كانت منفصلة ومقسمة إلى مجموعة من الكتل مهشمة ومكسرة وموجودة على المصطبة، وقمنا بتجميعها حتى حصلنا على رأس كاملة يبلغ وزنها بالتاج 11 طنا.

وأضاف أن 60% من أجزاء التمثال أصلية و40% منها مفقود ومن اجل ذلك قمنا بعمل استبدال بمونة مناسبة للجرانيت من حيث اللون والتجانس وبعد ذلك قمنا بعمل لون مقارب من حجر الجرانيت الأسود لأجزاء التمثال المستكملة ثم بدأنا في إعادة تركيب التمثال في مكانه الأصلي ثم بدأنا في إقامة التمثال من أسفل وحتى الرأس.

ويستطرد الحرباوي بقوله إن عملية تجميع التمثال استمرت 3 أشهر وإعادة التركيب استمرت 3 أشهر بدأنا من الجزء الأسفل إلى الأعلى في عملية التركيب وبمجرد أن ننتهي من جزء نبدأ في الذي يليه إلى أن وصلنا إلى الدماغ واستكملنا كل الأجزاء المفقودة بـ "مونة حديثة مضاهية للون الحجر" كما قمنا بإزالة بعض أجزاء سبق ترميمها بطريقة قديمة في قاعدة التمثال استخدم فيها الأسمنت الأسود و الطوب الأحمر وأعدنا عملية الترميم بمونة حديثة وبصورة أدق. 

الترميم على أحدث الطرق

كما عثرنا خلال عملية تركيب التمثال على جزء من قدمه ساعدتنا كثيرا في إعادة تركيب التمثال وجميع الأدوات التي تم استخدامها في عملية الترميم هي احدث مكونات ومؤن تستخدم في مجال الترميم والتي شهدت في الآونة الأخيرة تقدما ملحوظا، وتتفق مع أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال ومعظمها من المواد الايبوكسية وهي مادة حديثة تستخدم في ترميم الأحجار حسب نوع الحالة إما باللصق أو الحقن وهي نفس المادة ولكن تختلف في القوام، حيث إن "ايبوكسى اللصق" قوامه سميك نسبيا بالنسبة للحقن وكذلك استخدمنا أسياخ الاستانليستيل غير القابل للصدأ وبدأنا في تجميع الكتل مع بعضها ووجدنا صعوبة بسبب وزنها الثقيل، حيث لا بد من تدعيمها أثناء عملية الترميم.

وعن الوقت المستغرق لعملية الترميم، قال: "بدأنا فى شهر نوفمبر2016، والافتتاح كان في 17 ابريل بإزاحة الستار عن التمثال وأستطيع أن اسميها ملحمة عظيمة من شباب عاشق لبلده وعاشق لآثار وحضارة أجداده فكلهم تفانوا في أعمالهم دون مقابل سوى مرتباتهم العادية، والمعروف أن مثل هذه الأعمال ترتفع فيها المكافئات إلى أعلى سقف ولكنني أؤكد أن الشباب تفانوا في عملهم من اجل مصر ودون أي مكافآت.   

وأوضح: "لم يتوقف الأمر عند حد الترميم فقط ولكن من خلال فريق العمل الذي تفانى في كل أعماله يضم الآثاريين برئاسة الأثاري أحمد عربي مدير عام آثار معبد الأقصر والترميم برئاستي واشرف على الأعمال المعمارية المهندس طارق ميلاد والمهندس ابوالحسن من الإدارة الهندسية بالمجلس الأعلى للآثار وأشرف على الأعمال المعمارية والدراسات الهندسية بالنسبة للصخور الاستشاري الدكتور أيمن حامد أستاذ هندسة الصخور بكلية البترول".

ما هي الإضافة التي أضافها التمثال للمعبد؟

بعض الدراسات الأثرية تؤكد أن هذا التمثال تهدم منذ أكثر من ألف عام ولا توجد وثيقة تؤكد سبب ذلك ولم تسجل أي وثيقة أو صورة أو معلومة عن واجهة معبد الأقصر وبها هذا التمثال وذلك في العصر الحديث ومن هنا تظهر أهمية هذا العمل في أنه سيعيد للملك رمسيس الثاني حقه في إظهار التمثال وإعادته كما كان عليه يوم شيده الملك.

التكلفة 250 ألف جنيه

وعن تكلفة هذا العمل الضخم، أكد: "المجلس الأعلى للآثار لم يتكلف كثيرا في هذا الشأن حيث إن كل الخامات والمواد والأدوات المستخدمة أرسلها لنا محافظ الأقصر مشاركة منه في هذا العمل ولم يكتف بذلك وإنما أعرب عن استعداده لدعم ترميم تمثالين آخرين مهشمين تماما يقعان أمام الصرح الغربي لمدخل المعبد وبمجرد ما انتهينا من ترميم تمثال الملك رمسيس وشاهد المحافظ حجم الأعمال أعرب عن استعداده لتمويل ترميم التمثالين أيا كانت تكاليفهم كما أمدنا مركز البحوث الأمريكي بمواد اللصق والحقن والايبوكسى، وبالتالي التكلفة الإجمالية لا تصل إلى 250 ألف جنيه وهو مبلغ زهيد بالنسبة لحجم الأعمال الضخم الذي تم تنفيذها.

أنا وأبناء جيلي نفخر بأننا شاركنا في أضخم مشروع ترميم بمعبد الأقصر وهوفك وإعادة تركيب صالة امنحوتب الثالث بمعبد الأقصر، كان ذلك في الفترة مابين عام 1994 وعام 1997 عندما ظهر ميول في 23 عمود يمثلون الصالة مما تسبب في خطورة كبيرة جدا على المعبد وتم اتخاذ قرار جرئ بفكهم وإعادة تركيبهم مرة أخرى في مشروع أبهر العالم كله بعد أن افتتحه رئيس الجمهورية الأسبق ونقلته وكالات الأنباء العالمية وتم أيضا بأيدي مصرية واستطيع أن أقول حاليا إن كل ما يحدث من أعمال ترميم في الآثار يتم بأيدي مصرية 100 % وجميع النواحي الفنية أصبحت للمصريين أما البعثات الأجنبية فهي للتمويل فقط، وهذا يبين أن المرمم المصري ماهر جدا وأصبحت لديه الخبرة التي تفوق غيره في هذا المجال فضلا عن أن تكلفته المادية بسيطة جدا.

البعد التاريخي للصرح

وحول البعد التاريخى للصرح، فقال إن واجهة معبد الأقصر تعد من أجمل العناصر المعمارية فى المعبد وقد شيدها الملك رمسيس الثاني الذي جاء بعد أن انتهى الملك أمنحتب من تشييد المعبد وأراد أن يتقرب للآلهة فأقام الصرح الأمامي للمعبد الذي يتكون من صرح ضخم  يتكون من برجين أحدهما شرقي والآخر غربي كل برج أمامه 3 تماثيل للملك رمسيس الثاني أحدهما للملك وهو جالس والآخرين للملك نفسه واقفا وبالتالي فإنه عند إنشاء المعبد كان الصرح الأمامي يتكون من تمثالين جالسين و4 تماثيل تمثل الملك واقفا وهى الصورة المنقوشة على الجدار الغربي من صالة الأعمدة الكبرى بالمعبد.

ويضيف عربي أن الموجود حاليا التمثالين الجالسين بالإضافة إلى تمثال واحد يقف في البرج الغربي للصرح، بينما يوجد بقايا لـ 3 تماثيل تعرضوا لعوامل هدم وتكسير واكتشفهما الأثاري الدكتور محمد عبدالقادر مدير آثار الأقصر في الخمسينيات وبالتحديد عام 1958 عند قيامه بإجراء حفائر بالمعبد.

وتمكن من العثور على أجزاء وبقايا من التماثيل الثلاثة ورفع كل تمثال على مصطبة أمام المعبد وفي العام الماضي بدأنا في تنفيذ الفكرة التى ألحت على أنا وزميلي محمد حسين مدير عام الترميم منذ ما يزيد عن 20 عاما بمحاولة ترميم وتركيب أحد تماثيل الواجهة ويمثل الملك واقفا وبجواره زوجته.

وهذا يمثل حدثا تاريخيا حيث يغير واجهة معبد الأقصر كما قال لنا الدكتور خالد العناني وزير الآثار الذي تحمس للفكرة، وبالفعل نجحنا في المشروع الذي أعاد صياغة الواجهة بالشكل الفرعوني القديم بعد أن تعرض التمثال للتدمير في القرن الرابع أو الخامس الميلادي والتمثال يعد تحفة معمارية وفنية للملك وزوجته جميلة الجميلات نفرتاري.

والمعروف أن الملك رمسيس الثاني حكم مصر لمدة 67 عاما بدأت من عام 1304 حتى 1237 ق.م، وهو من أعظم الملوك الذي شيد أعمالا معمارية في كل أرجاء مصر حتى أطلق عليه البناء العظيم وبالتالي قام بإنشاء الصرح الأمامي الموجود أمام المعبد ويتكون من صرحين عند مدخلهما مسلتين و6 تماثيل و4 ساريات أعلام.
 
حدث لا يقل أهمية
 
الحدث الثاني الهام والذي حدث في نفس اليوم هو افتتاح الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية والدكتور كمال العناني وزير الدولة للآثار ومحمد سيد بدر محافظ الأقصر، مقبرة قاضى المدينة "أو سر حات" التي تعد أحدث الاكتشافات الأثرية بمقابر الإشراف بالأقصر، والمقبرة زاخرة بالآثار التي كشفت عنها أيضا بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر بعد توقف عمل البعثات المصرية لمدة 6 سنوات كاملة، وعثر بها على أكبر كمية من الآثار تتمثل في 10 توابيت بداخل كل تابوت المومياء الخاصة به بالإضافة إلى 1050 تمثالا أوشابتى يتراوح ارتفاعه مابين 15 و20 سم بالإضافة إلى ماسكات "أقنعة" خشبية وبعض بقايا توابيت خشبية، ومن بين التماثيل الخشبية تماثيل عليها بقايا مذهبة.

1050 تمثالا و10 توابيت

المقبرة كما يقول الدكتور مصطفى وزيري مدير عام آثار مصر العليا  تحمل اسم صاحبها ويدعى "أوسرحات" قاضى المدينة وترجع للدولة الحديثة وتحديدا الأسرة 18، وهى في الغالب مثلها مثل أي مقبرة موجودة في ذراع أبو النجا حيث تبد أبفناء مفتوح ثم صالة طوليه تليها صالة عرضية، ويقع بئر الدفن لصاحب المقبرة في الصالة المستعرضة على يمين الداخل إليها، لكن كمية الآثار التي عثر عليها تعتبر غير عادية، نظرا لأنه أعيد استخدامها فى عصر الأسرة 21 فى أغلب الظن.

وهى الأسرة التي عرفت بعصر لصوص المقابر حيث تم تجميع 10 توابيت خشبية  بداخل كل تابوت المومياء الخاصة به وفى هذه الحجرة تم عمل بئر إضافي وفى هذا البئر عثرت البعثة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري على 1050 تمثالا أوشابتى يتراوح ارتفاعه مابين 15 و20 سم بالإضافة إلى ماسكات "أقنعة" خشبية وبعض بقايا توابيت خشبية، ومن بين التماثيل الخشبية تماثيل عليها بقايا مذهبة.

ويرجح د. مصطفى وزيري وجود التوابيت العشرة في المقبرة بأنه أسوة بما تم في وادي الملوك أو الكرنك عند انتشار لصوص الآثار، فغالبا ما يلجأ أحد المخلصين من الكهنة إلى تخزينها في منطقة آمنة وهو ما حدث من تجميع التوابيت العشرة مخافة أن يتعرض لها اللصوص وهو ما كشف عنها في العصور الحديثة وسمى بـ"خبيئة الكرنك" وكذلك "خبيئة معبد الأقصر" التي عثر عليها في أواخر التسعينيات من القرن الماضي لذلك يعتقد وزيري أن المقبرة بمثابة خبيئة مقابر الأشراف.

وتبلغ مساحة الصالة الرئيسي 5م ×4م بينما يبلغ مساحة الصالة المستعرضة 2م ×6م ثم الصالة الطولية تتميز بأن سقفها مقبى به نقوش بالألوان، والصالة الطولية متر ×2,5 متر.
 
ونوه وزيرى بأن بعض المواقع نشرت أن هذه المقبرة قد تم افتتاحها من قبل وفى هذا افتراء محض حيث إن ما تم افتتاحه هي المقبرة رقم 157 وهى من مقابر طيبه وتقع في ذراع أبو النجا الأوسط وخاصة بصاحبها " نب ون إن إفّ "وترجع لعصر الرعامسه وبالتحديد الأسرة 19، وبعض المواقع ذكرت خطأ أما مقبرة اليوم فقد ذكرت عالمة الآثار الألمانية فردريكا كامب ذكرت المقبرة وأقرت بوجودها وأنها فشلت في دخولها حتى جاءت البعثة المصرية ونجحت في إعادة الكشف عنها بعد إزالة 450 متر مكعب من الرديم.

الغريب أن وزير السياحة أعتذر عن الحضور في هذه المناسبة وكذلك وزير الثقافة الذي أشرف على العديد من الفعاليات والاحتفالات الراقصة بمناسبة اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية بالرغم من تلك الاحتفالية والتي شملت الاحتفال باليوبيل الذهبي لعمل المركز المصري الفرنسي للآثار الذي يواكب اليوم العالمي للتراث.