عاجل

حوار| مدير بنك الطعام: 70% من الجمعيات الأهلية مجرد «لافتة»

رضا سكر
رضا سكر
اسم تردد كثيرًا في الآونة الأخيرة نظرًا لدوره البارز في المحافظات، 7 آلاف جمعية ومؤسسة أهلية حصيلة تعاملاته اليومية لمنحها المواد الغذائية التي يتم توزيعها كل شهر على المستحقين، إنه بنك الطعام المصري.

وعن دور بنك الطعام وعن الاتهامات التي طالته خلال فترة حكم الإخوان، عن قانون الجمعيات الأهلية، وعن أزمة تفشي الفقر والمشاريع المقبلة التي ستتم بالتعاون مع الحكومة.. وأسئلة كثيرة أخرى كان لنا هذا الحوار مع الدكتور رضا سكر، المدير التنفيذي لبنك الطعام.
 
• رأيك في قانون الجمعيات الأهلية وهل شاركتم بالرأي فيها أم لا؟
 
قانون سئ جدا "تم تنفيذه في يوم وليلة" ولا أعلم سبب سرعة تنفيذه وكان هناك قانون تم عرض مقترحاتنا واكتشفنا أنهم وضعوا قانون مختلف عن الذي عرض وتم الموافقة عليه في مجلس الشعب ولكن لم يسلم أو يطبق حتى الآن في الجمعيات ويتم التعامل مع قانون 84 الذي يعتبر أفضل من الجديد بالرغم أن به عيوب بينما القانون الجديد فيه تضيق على الجمعيات وهذا حق ينفذ على الجمعيات التي تأخذ تمويل من الخارج لكن ليس كل الجمعيات تعمل على حقوق الإنسان حيث أن عدد الجمعيات التي تأخذ تمويل من الخارج لا تتعدى 100 جمعية معروفة ولديها توجه ما ، فهناك 40 ألف جمعية في مصر ليس كلهم يعملون في حقوق الإنسان أو لهم أجندة مشبوهة، وأطالب بعمل لجنة تتكون من الأمن الوطني وخبراء للتأكد من التمويل وأين يتم إنفاقه ولكم الحق الموافقة أو الرفض لكن لا يصح وقف أعمال الجمعيات بوضعها في خانة واحدة لان هناك جمعيات تعمل على مساعدات عينية أو ملابس أو أدوية..

• ماذا عن الاتهامات التي أثيرت خلال فترة الإخوان على ربط الجمعيات الخيرية في مصر بأحزاب أو جماعات حزبية واتهامات بعضها لها علاقة بالإخوان ؟


نرفض تسييس البنك ولا يشرفنا الانتماء إلي فصيل ديني أو سياسي أو أي حزب تم العرض عليهم الانتماء إلي الحزب الوطني المنحل وأن تكون تحت رعاية سوزان مبارك  وأيضا في فترة الإخوان طالبوا الضم لكن قانون 84 للجمعيات الأهلية ينص على رفض العمل السياسي أو الديني في الجمعيات حيث أن هناك لجنة حصر من الوزارة تبحث عن الجمعيات التي تعمل في السياسة أو دينية أو لها توجه ديني ويتم التوقف التعامل معها كما إنه إذا تبين ترشح شخص مستقبل في الانتخابات سواء المحلية أو مجلس الشعب يتم التنبيه بعدم استغلال توزيع الكارتونة كنوع من الدعاية وقد يتم التوقف إرسال المساعدات في شهر الانتخابات حتى لا يتم استغلالها

• لماذا يوجد فقر بالرغم من وجود 40 ألف جمعية؟

لان هناك 75 % من عدد هذه الجمعيات في مصر لازم تلغي لأنها مجرد "لافته" للكسب فقط لكن الجمعيات الفعالة في المجتمع لا تتعدي 100 جمعية في كل المحافظات التي تعمل بفكر تنموي وتدبر تمويلها مثل رسالة وبنك الطعام ومستشفي 5757 ومستشفي مجدي يعقوب والأورمان ومعهد القومي للأورام التي حصلت على اسم بالرغم أن تاريخها صغير بدأت تساعد شريحة كبيرة من المصريين لا تقوم بها جمعية عمرها 100 سنة فلابد أن تحول هدف الجمعيات الأهلي من مساعدة العمل الخيري بعمل تنموي مستمر بتوفير الفقير فرص عمل ومساعدته في عمل مشروع من خلاله يخدم نفسه.

• هل أثر ارتفاع قيمة الدولار على أنشطة بنك الطعام فيما يتعلق باللحوم المستوردة؟

بالتأكيد، ارتفاع الدولار كان له أثر على بنك الطعام خاصة أن معظم المنتجات مستوردة مثل اللحوم لان المجازر في مصر لا تكفي في مشروع الأضاحي كما إنه أثر على تقديم الخدمات من خلال تقليل الكمية في الكارتونة.

• مصادر تمويلكم تخضع للرقابة وهل تخضع على مصادر خارجية؟

بنك الطعام يعمل من حوالي 13 سنة ولا يأخذ معونات من الخارج سواء عربية أو إسلامية أو أروبية لأن مجلس إدارة بنك الطعام يري أن مسألة الأكل والشرب مسالة كرامة حيث إنه "لا يطعم المصريين إلا المصريين" ولا نحتاج إلي مساعدات خارجية ولكن لا يمنع أن يتم التمويل من منظمات دولية إلا المعلوم هدفها وأجندتها واضحة مثل "الغذاء العالمي، أو الفاو" التي لهم برامج في دول كثيرة للقضاء على الجوع وسوء التغذية فهناك 100 جهة تراقب مثل الجهاز المحاسبات وزارة التضامن الاجتماعي مثل أي جهة حكومية مثال "لا يكون هناك مشتريات أكثر من 200 جنيه إلا أن يكون بها فاتورة ضريبية خاصة" فالجمعيات الأهلية غير معفاة من ضريبة المبيعات وذلك من الأمور الغريبة في المجتمع أن تفرض ضرائب على جمعية تقدم مساعدات للمواطنين.

• ما هو دور بنك الطعام في مختلف المحافظات وهل يقتصر على محافظة معينة؟

بنك الطعام المصري يخدم جميع محافظات جمهورية مصر العربية من حلايب وشلاتين إلي إسكندرية ومن مطروح إلي العريش حيث انه يتم التعامل مع 7 آلاف جمعية ومؤسسة أهلية في مصر ولا يتم فتح فروع لبنك الطعام في المحافظات بينما يتم المخاطبة وزارة التضامن الاجتماعي لمعرفة أسماء الجمعيات ويتم عمل لها تقييم من خلال لجنة تقييم الجمعيات وهناك 13 شرط للتعامل مع الجمعية أول شرط لا يكون لها ميول سياسية ودينية وثاني شرط لا يكون بها مخالفات مالية وإدارية في وزارة التضامن الاجتماعي وثالث شرط أن يكون لها معلومات وقاعدة بيانات للأفراد التي تقدم لهم المساعدة وعلى دراية بالأفراد من خلال الأبحاث ورابع شرط أن يكون متوفر بالجمعية مخزن لتخزين المواد الغذائية التي يتم توزيعها كل شهر على المستحقين

وتقوم الجمعية بالإمضاء على 13 شرطا ويتم تقيمها وفي البداية يتم تقسيم الجمعيات إلي "a,b,c" A  تعني أن الجمعية ممتازة والشروط متوفرة لديها وتعمل من أول يوم وb  تعني الجمعية توفر بها 60 % من الشروط ويتم عمل لها تحديث وبرامج تدريبية في كيفية عمل بحث وتنمية مواردهم وكيفية التعامل مع الناس وكيفية استخدام الكمبيوتر والميل لسهولة التواصل ويتم التعامل معها موسمي يأخذ شنطة رمضان ولحمة الأضاحي إلي أن يصل إلي المستوي A ويعمل شهريا مع بنك الطعام والمستوي « كان يرفض في الماضي لوجود "لافتة فقط" لعدم توفر قاعدة بيانات ولا يوجد بها مجلس إدارة ذو كفاءة وتبين أن يتم ظلم الأفراد وليس مجلس الإدارة ويتم عمل لهم برامج تطورية لتصل إلي المستوي B ويتم التعامل موسمي لان هناك بعض الأماكن لا يوجد بها إلا هذه الجمعية وبالتالي تحرم أفراد من مساعدة بنك الطعام لها.

هل يملك بنك الطعام "كنترول" على كل شئ؟

بعد إدارة التقييم إدارة الأبحاث تذهب إلي الجمعيات وترصد الأفراد في المنازل التي تصل لهم المساعدة وتبين أن هناك حوالي 25 % إلي 35 % غير مستحقين ويتم التأكد أنه محتاج المساعدة ويتم مساعدتهم بالنظام الشهري أو الموسمي وإدارة جمعيات هي التي تعطي الطرد الشهري أو الموسمي بشرط الاستلام من مصنع بنك الطعام
كنترول لا يستطيع أحد أخد مساعدة من بنك الطعام ويبعها فعندما يتم استلام الكرتونة من مصنع بنك الطعام لازم يسلم في الموعد المحدد بإحضار مندوب من إدارة الجمعيات التسليم لان كل حالة من الحالات لها كارنية وصورة وممنوع الكارتونة تتوزع على فردين أو يبيع منها حيث انه مكتوب على الكارتونة والأكياس إنها هدية وغير مخصصة للبيع وتقسم الهدايا إلي هدية واحد للفرد وهدية 3 للأسرة صغيرة وهدية 5 لأسرة تتكون من 5 أفراد حسب حجم الأسرة والمسجل في قاعدة البيانات يستلم الكارتونة.

• ماذا عن ضمان قدرتكم على الاستمرارية في أداء دوركم الخيري؟.


رأينا أن الاستثمار أفضل وسيلة للاستمرار فالمصنع الخاص ببنك الطعام يتم فيه التعبئة للبنك وأيضا للغير بمقابل مادي وهناك مزارع للإنتاج الحيواني ومجزر ومزرعة ألبان  ومن يتم الاستثمار في مشروعات يحصل منها بنك الطعام على عائد بحيث إذا قلت التبرعات في يوم من الأيام نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد من أيام الثورة إلي الآن يكون هناك مصادر نحصل منها على عائد خاصة وان هناك أفراد اعتادوا الحصول على مساعدات شهرية فلابد أن يكون هناك مصادر دخل متنوعة من استثمارات مختلفة تساعد على توفير الطعام الشهري المعتاد عليها فهناك خطة لعمل مصنع ألبان كبير والتفكير أكثر على الاستثمار الحيواني.

• هل هناك تعاون مع الحكومة في المبادرات التي تستهدف الفقراء؟

هناك تنسيق تام مع أجهزة الدولة والهدف منه ألا يتم تقديم مساعدات وخدمات في منطقة واحدة حيث أنه عقدت عدة اجتماعات مع مركز دعم واتخاذ القرار للتنسيق مع الجمعيات في تقديم الخدمات لجميع المناطق.

• ماهي مصادر و آليات التبرع لبنك الطعام؟

التبرعات من المصريين حيث إنه يتم عمل إعلانات طوال السنة والتركيز أكثر في شهر رمضان لان نسبة التبرع الأكثر فيه وأيضا هناك صناديق في الأماكن تسويقية للتبرع وعن طريق الموقع الالكتروني.