المشاركون بمؤتمر تطوير التعليم: نسعى لوضع حلول أمام متخذ القرار

المشاركون فى الجلسة التحضيرية الأولى لمؤتمر "التعليم فى مصر .. نحو حلول إبداعية"
المشاركون فى الجلسة التحضيرية الأولى لمؤتمر "التعليم فى مصر .. نحو حلول إبداعية"
أشاد المشاركون في الجلسة التحضيرية الأولى لمؤتمر "التعليم في مصر .. نحو حلول إبداعية"، والذي تنظمه جامعة القاهرة ومؤسسة "أخبار اليوم"، بالأهمية القصوى التي يمثلها المؤتمر.
وقال المشاركون إن المؤتمر يسعى لوضع حلول أمام متخذ القرار، وليس تشخيص المشكلات التي يعاني منها التعليم، مؤكدين أن إنقاذ العقول وحمايتها يبدأ من التعليم الذي لابد أن يكون المشروع القومي الأول لمصر.
وتصدرت قضايا إيجاد مدارس حقيقية تحضن الطلاب وتأهيل المعلم وتطوير المناهج التعليمية ومستقبل الثانوية العامة والقبول بالجامعات أولى الجلسات التحضيرية للمؤتمر، التي أقيمت مساء السبت 8 أبريل في قاعة الكاتب الكبير "أحمد رجب" بمؤسسة أخبار اليوم، بمشركة عدد من رموز وخبراء التربية والتعليم والتعليم العالي وعددا من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور المهمومين بإصلاح التعليم .
وقال رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة بالجيزة د.المندوه الحسيني "اتفق مع ضرورة توفير التكنولوجيا في كافة المدارس، خاصة وأن الجيل الجديد من التلاميذ مؤهل بشكل فطري للتعامل معها بإجادة، متسائلا في الوقت نفسه عن وضع المعلم من التأهيل التكنولوجي، مؤكدا أن البداية لابد أن تكون بالمعلم، بدءا من تحسين أحواله المادية، وقال إنه سيقدم ورقة بعدد من المقترحات لإدارة المؤتمر في هذا الصدد.
وطالب د. أحمد الجوهري رئيس الجامعة  المصرية اليابانية،  بالاستفادة من التجربة اليابانية، مؤكدا أنها أحد الحلول الناجحة، وقال إن نجاح تجربة الجامعة اليابانية في مصر يعود إلى وجود "سيستم" للإدارة، وطالب في الوقت نفسه بأن تتبنى كل جامعة تجربة مدارس المتفوقين لنقوم بتعميمها في كافة المحافظات.
وأرجع د.حاتم البلك رئيس جامعة سيناء التأخر في وضع نظام جديد للقبول بالجامعات لا يعتمد فقط على مجموع الثانوية إلى وجود تخوف شديد لدى المجتمع من ضياع  معيار العدالة الذي يوفره مكتب التنسيق، خاصة وأن الأغلبية لديها هاجس دائم من تحكم الوساطة والمحسوبية في أدق تفاصيل حياتهم. 
وقال البلك إن تطبيق اختبارات للقبول يتطلب ضمانات واضحة وشفافة، مطالبا بتحديد الأولويات في الفترة القادمة فيما يخص ملف التعليم، وعقب وزير التعليم العالي، معربا عن اتفاقه مع البلك في ضرورة  تحديد الأولويات، مؤكدا أنه ليس كل تغيير يحتاج إلى  موازنة فهناك بعض الأنظمة لو تم تغيير الرؤية التي تعمل بها ستتحول بشكل إيجابي دون موازنة.
 وأكد د.حسن القلا رئيس مجلس أمناء جامعة بدر، أن تطوير منظومة الثانوية العامة والقبول بالجامعات لا تحتاج الانتظار لـ 2020، ويمكن البدء في تطبيقه في 2018 أسوة بنظام السات المطبق في الخارج.
و قال إنه سيتقدم بورقتين للمؤتمر تضمن أفكارا لتطوير أكاديمية المعلم وإعادة هيكلتها، و تفعيل موازنة التعيم بشكل أفضل، والأخرى تخص الهياكل التنظيمة للوزارة التربية والتعليم، مؤكدا أن الوضع الحالي القائم بالوزارة والذي يوجد تتضارب فيه الهياكل الإدارية بالوزارة لا تستقيم معه أية محاولات للتطوير.
وأكد د.علي عبد العزيز نائب رئيس جامعة عين شمس الأسبق ضرورة الحافظ على الهوية عن وضع اختبارات للقبول بالجامعات، مؤكدا أن الأسئلة لابد أن تحافظ على اللغة العربية التي تندثر يوما عن الأخر.
وطالب أيضا عدم نسيان منظومة التطوير في الجامعات، مؤكدا أنه لا يستقيم الاستمرار في تدريس المحاضرات بالكشكول وسط هذه التطور التكنولوجي الهائل.
وأكد سيد عطا رئيس قطاع التعليم والمسئول عن مكتب التنسيق أكد أنه سيكون أول المؤيدين لأي تجربة جديدة لنظام القبول، خاصة وأن مكتب التنسيق يتحمل سنويا مسئولية توزيع مالا يقل عن نصف مليون طالب على الجامعات والمعاهد وفقا لمعيار المجموع.
 وقال إن المكتب يواجه أزمة سنوية تتمثل في أن الحاصلين على 95% فأكثر  في المجموعة العلمية يتخطى عددهم 35 ألفا، وكلهم يرغبون فى كليات الطب التي تقبل 20 ألفا فقط، واقترح عطا تطبيق نظام قبول الثانوية السعودية والذي يخصص 70% لمجموع الثانوية و 30% للقدرات .
وكشف د. رضا أبو سريع المسئول عن مدارس المتفوقين حقيقة الواقع المؤلم لعملية تطوير التعليم، بعد أن عرض ما تم على مدار عامين متواصلين 2007 و2008  من وزارتي التعليم والتعليم العالي وخرجا بمؤتمر 11مايو 2009 وكان أول مؤتمر قومي للتعليم يحضره الرئيس، وكانت التوصية الأولى تعديل نظام الثانوية واعتبارها شهادة منتهية، صلاحيتها خمس سنوات، ووضع اختبارات للقبول عند الالتحاق بالجامعات، على  أن يتم التطبيق في 2013، إلا أن هذا الجهد انهار تماما. 
وقال إنه عقب زيارة له لأمريكا عرض تطبيق نظام التقويم هناك بأن لا يكون امتحان واحد يحسم مصير الطالب وأن يكون هناك اختبارات متكاملة يتعلمها الطالب عن طريق مشاريع في عامين اتنين، وبالفعل تم تطبيق الفكرة في مدارس المتفوقين ونجحت، وقال إنه  يقترح تطبيق التجربة بدلا من الثانوية العامة، ولكن عن طريق تعميم مدارس المتفوقين.
وعقب د. جمال شيحة مطالبا أبو سريع بوضع مقترح لتعميم مدارس المتفوقين بتكلفة بسيطة، خاصة وأنها مدارس "داخلي".
وأكد د. أحمد فرحات رئيس قطاع التعليم السابق بوزارة التعليم العالي أنه يمكن البدء في تطوير نظام القبول من العام القادم من خلال تطـوير آليــات التقييـم للطــلاب و تغيير نمط الامتحان التقليدي وتحـويله إلى نظـام الأسئلة متعـددة الاختيارات M«Q، مع رفـع الـدرجـات العظمى للمـواد في كافـة المواد وبمـا يتـوافق مـع عـدد الأسئلـة في كل مـادة دراسية بحيث يكـون المجمـوع الكلى أضعـاف المجمـوع الحالي لتــلافى كسـور الدرجــات والقضـاء تمـامـا على ظـاهــرة التكراري وتسهيــل الالتحاق بالجـامعــات،والمرحلة الثانية التي ستطبق على الملتحقين بالصف الأول الثانوي يمكن من خلال طريقين الأول يعتمـد على إنشـاء الهيئـة القوميـة لقياس القدرات وتكون مستقلة وتقوم بتوفير بنك أسئلة ويتم عقـد امتحانات إلكترونيـة بعيـدا عن العـامل البشـرى تمامـا  ويكون مجموع الطالب النهائي هو مجموع درجات الطالب في الثانوية العـامة ومجموعه في امتحان قياس القدرات بعـد إعطـاء أوزان ولتكن 70% . 30% وهى نفس الأوزان التي لاقت استحسان وقبول الأسر المصرية المقيمة في السعودية عندما اقترحت عليهـم هـــــذا الحل عـام 2014 وتـم عـرضـه على المجلس الأعلى للجامعـات وتم تطبيقه منذ ذلك التاريخ. أمــا الطريقة الثانية فتعتمـد على وضع حـد أدنى للقبـول فى كل قطـاع وبمـا يتيـح لعدد كبير من الطلاب الأمل في الالتحاق بالقطـاع الذين يرغبون في الالتحاق فيها.
وطالب د. عبد الله التطاوى نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق بضرورة إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم للاعتماد عليه في اختبارات القبول، حال موافقة المجتمع عليها، كما طالب بالاستفادة من مكاتبنا الثقافية المنتشرة في 32 دولة حول العلم للتعرف على أنظمة القبول في هذه الدول والاستفادة منها.
 وعقب الوزير قائلا إن نموذج المركز موجود والعائق هو بنك الأسئلة، كما يحتاج الأمر التنسيق مع التربية والتعليم.
وأكدت د.نهى عزمي مدير المركز القومي للقياس والتقويم بوزارة التعليم العالي أنشىء منذ 2010 ليكون الجهة المنوطة بوضع اختبارات القبول والإشراف على تنفيذها.
 وقالت إن المركز أعد دراسة تقوم على 3 مراحل، الأولى إعداد الطالب بالمرحلة الثانوية للتعامل مع الاختبارات، و الثانية إعداد بنوك الأسئلة، والثالثة التنفيذ وتنتظر صدور قانون. 
وأوضحت أن المركز لحين صدور القانون ويعمل حاليا على تطوير نظم التقويم في الجامعات.
 وحرص جمال البوصي أحد مدراء المدارس على القدوم من الصعيد من أجل المشاركة في تقديم حلول لمشكلات التعليم، مشيرا إلى أنه قام بإعداد كتاب يتضمن حلولا لما يعانيه التعليم وسبق أن أرسله للمسئولين منذ عامين ولم ينظر إليه أحد، وعقب د. حسام بدراوي مؤكدا أن المؤتمر سيخصص مكان لكل الكتب التي كتبت من أجل تطوير التعليم  كذلك الأفكار التي طرحت منذ 20 سنة، حيث سيتم عرض الأفكار القابلة للتطبيق عبر الشاشات الافتراضية التي سيوفرها المؤتمر في قاعاته.
وطالبت منى أبو غالي أحد أولياء الأمور وأدمن صفحة منهجكم باطل على الفيس بوك ، بضرورة وضع توصيات قابلة للتنفيذ على المدى القصير، حتى يشعر أولياء الأمور بتحسن سريع في أوضاع التعليم.
 كما طالبت بإشراك الطلاب في تطوير التعليم، عن طريق استمارات استبيان خاصة بالطالب ومدى استجابته لشرح المعلم داخل الفصل.
 
وعرض أيمن مطاوع أحد أولياء الأمور وعضو ائتلاف تحيا مصر بالتعليم ، فكرة عمل برنامج إلكتروني يشبه تطبيقات الموبايل، متصل بعدد من الخدمات التعليمية للطالب بداية من الشرح والأسئلة حول موضوع الدرس ويتيح التفاعل بين الطالب والمعلم، وهو أحد بدائل الكتاب المدرسي وتفعيل دور التكنولوجيا في التعلم.
"المعلمين"
وأكد طه أبو الفضل معلم أول اللغة العربية بإدارة السيدة زينب التعليمية بالقاهرة،  على ضرورة وضع درجات على حضور الطلاب لتفعيل دور المدرسة، وضرورة تغيير موعد تدريبات المعلمين بأن تكون في شهور الإجازة وليس شهور الدراسة، بداية من شهر أغسطس، وضرورة ربط حضور التدريب بحافز معنوي أو مادي.
واقترح أن يتم اعتماد نظام جديد للثانوية العامة بالمجموع التراكمي على ثلاث سنوات مع إضافة درجات على تقديم الأبحاث الطلابية لتأهيلهم للجامعة والاعتماد على البحث والتقصي العلمي.
وأكد عبد الله طه أمين اتحاد طلاب مدارس الجمهورية ، أن المدارس الحكومية والتجربيبة والتعليم الفني ، تحتاج جهد كبير لجعلها جاذبة للطلاب، فالمناهج جيدة ولكن طريقة شرحها تحتاج تغيير لأنها تفتقد لجذب اهتمام الطلاب، فطلاب الصف الثالث الثانوي ليس لديهم أي حافز للحضور في المدرسة إلا خوفا من الفصل وبالتالي التحويل لنظام المنازل، مطالبا بعودة نظام التابلت للتعليم باعتبارها نجحت فى وضع الطلاب على خريطة التعلم الإلكتروني ، ولكن يجب وضع نظام سداد مالي لثمنه وليس ما تفعله وزارة التعليم حاليا بمطالبة الطلاب باسترجاعه، أو سداد ثمنه كاملا .
وقالت الطالبة ميرين في الصف الخامس الابتدائي، "إننا جيل أهم مالديه في حياتنا هي التكنولوجيا ولابد أن تدخل في حياتنا الدراسية وخاصة الانترنت، بدلا من "الشنطة الثقيلة" التي بها كتب كثيرة وغير قادرين على حملها، وكرهنا المدرسة لأنها أصابتنا بالإحباط، وأنا أحتاج "تابلت" بدلا من "الشنطة"، كما طالبت بإلغاء  قصة "عقله الإصبع" ووصفتها بأنها من أيام بابا وماما، ونطالب بقصص على مستوى فكرنا وليس فكر أجدادنا.
وقال أنس الحسيني الطالب في الصف الأول الإعدادي، إنه يذهب للمدرسة بحكم العادة وليس حبا فيها، لأنه لا يوجد مايجذبه،  مضيفا "نفسي أروح المدرسة علشان أتعلم هواية أو اكتسب موهبة أو مهارة".
وقال إبراهيم الطالب في هندسة الطيران بجامعة القاهرة، "إننا نحتاج كخطوة أولى وضع أهداف للتعلم وتوصيف لكل سنة دراسية والمهارات التي يجب أن يكتسبها الطالب، حتى يعلم كل طالب "هيطلع ايه " .