أخر الأخبار

الغالي « رخيص » في سوق الخميس

سوق الخميس
سوق الخميس
سوق من نوع عجيب.. تجد فيه كل شيء وأي شيء..أنتيكات وتحف..مفروشات للعرائس..أقمشة للتنجيد.. مستلزمات دورات المياه.. وملابس مستعملة.. وفطائر بلدي.. أسماك مملحة و كل ما تتخيله من أطعمة.

ولم يكن من الغريب أن يشهد «سوق الخميس» العجيب كل ذلك الزحام الرهيب.. حركة البيع والشراء لا تتوقف وموجودة في كل شبر منه،حيث يحاول كل بائع الترويج لبضاعته وينجح فى إقناع الزبون بأن يخرج نقوده واتخاذ قرار الشراء وعلى « قد فلوسه»! لا تستطيع أن تحدد فئة معينة لزبون «سوق الخميس» بمنطقة المطرية فهم من مختلف المستويات الاجتماعية ولكن يبقى أن معظمهم من محدودي الدخل أو تحت خط الفقر وبعضهم من ميسوري الحال، وكلهم ينتظرون يوم الخميس من كل أسبوع بفارغ الصبر من أجل شراء مستلزماتهم بأسعار أرخص بكثير من مثيلاتها بالمحال التجارية.

و بمجرد أن تضع قدمك في السوق تسمع أصوات الباعة يرددون قولهم «تعالى وقرب سعر المتر 60 جنيها للستائر».. هذه الجملة خطفت آذان السيدات لينظرن إليه باستغراب واندهاش وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأقمشة بما يعادل ضعف المبلغ الذي تعرضه المحلات على الزبائن،وتذهب إليه « فاطمة السيد » وهي سيدة في العقد الخامس من العمر، وتمسك القماش بيديها للتعرف على خامته ومدى جودته ثم تبدأ في اختيار اللون المناسب لذوق ابنتها العروس المقبلة على الزواج الشهر القادم.

آما سلوى محمد فهي ربة منزل فى العقد الخامس، وجاءت من منطقة إمبابة إلى سوق الخميس بالمطرية بصحبة ابنتها العروس لشراء جهازها نظرا لانخفاض أسعاره مقارنة بالسعر المتوافر في المحلات بنحو ضعف الثمن، فيما خرجت بسنت خليل 25 سنة من منزلها بمحافظة المنوفية فى الساعة السادسة صباحا لتصل إلى سوق الخميس في الثامنة صباحا حتى تستطيع شراء بعض التحف الفنية والانتيكات التي تتوافر في السوق بأسعار مناسبة لها لتضعها في منزلها الجديد.

ونفس الشئ فعلته سمر عادل 24 سنة، فقد أتت لسوق الخميس من محافظة المنوفية لشراء الستائر بأسعار تتناسب مع ظروفها وإمكانياتها المادية، وتقول : اشتريت المتر بمبلغ 90 جنيها مقارنة بمبلغ 250 جنيها للمتر الواحد في المحلات من نفس النوعية التي أطلبها، وتقول إنه على الرغم من إن الخامة واحدة لنفس نوعية الستائر إلا أن فرق السعر دفعها للسفر إلى القاهرة والشراء من السوق.

وكان مدرس تربية رياضية محفوظ عبد التواب يبحث عن بضاعة أخرى،فقد جاء للسوق من أجل شراء تجهيزات المطبخ والحمام من صنابير وأحواض لتجهيز عش الزوجية،وكما يقول فقد بحث كثيرا في المحلات عن أرخص الأسعار وانتهى به البحث إلى سوق الخميس،ويقول لنا على سبيل المثال أن سعر «خلاط مياه المطبخ» وصل في المحلات إلى 300جنيه ووجد نفس الخلاط في السوق بمبلغ 150 جنيها.

فيما يؤكد لنا محمد رجب بائع أعلاف من محافظة القليوبية أنه يأتي أسبوعيا كل خميس إلى السوق ليبيع الفول والعدس والشعرية والدقيق وغيرها من منتجات الأعلاف نظرا لوجود لسرعة حركة البيع والشراء بسوق الخميس، ويلفت إلى أن حركة البيع قلت في الأسواق بمحافظته بسبب ارتفاع الأسعار وضاق الحال به كثيرا فاضطر للذهاب إلى سوق الخميس بحثا عن الرزق، ويقول :«الحمد لله الرزق هنا كتير.. الدنيا ماشية.. رغم أن السيدات تشترى ما يكفيها بالكاد»، ويوضح أن ذلك السوق لم يعد للفقراء كما كان زمان، فهناك « زبائن مرتاحين ماديا» على حد تعبيره، يقومون بشراء مستلزماتهم واحتياجاتهم بالكميات من السوق على سبيل التوفير،وهم من أكثر الزبائن معرفة بالفرق بين أسعار المحال التجارية والمولات الشهيرة وبين أسعار الأسواق الشعبية".