زار رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب مشروع تنمية جنوب الوادي بمنطقة توشكى، يرافقه وزراء التخطيط، والتنمية المحلية، والبترول، والإسكان، والمالية، والزراعة، والري، بالإضافة إلى محافظي الوادي الجديد،وأسوان. وتأتى هذه الزيارة في ضوء تكليفات رئيس الجمهورية بضرورة دراسة أوضاع مشروع توشكى على أرض الواقع، والتعرف على المعوقات التي تواجه الاستثمار في المنطقة من خلال اللقاء مع أصحاب الشركات والمستثمرين، ودراسة الأسباب التي أدت إلى توقف التنمية خلال الفترة الماضية، وذلك للعمل على سرعة إزالة تلك المعوقات، وتحقيق الاستغلال الأمثل لمثل هذه المناطق بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وزياد الصادرات في المجال الزراعي. وخلال الجولة تفقد رئيس الوزراء محطة الرفع العملاقة بتوشكى والتي تعتبر من كبريات محطات الرفع على مستوى العالم حيث تبلغ طاقة التصريف الكلية لها 25 مليون م3 في اليوم، وتقوم بضخ المياه من بحيرة ناصر إلى ترعة الشيخ زايد التي تبلغ طولها حوالي 47 كم وتعتبر مصدر الري لمشروع توشكى حيث تنقسم إلى أربعة أفرع تم تشغيل فرعين منها وجارى العمل لتشغيل الفرعين الآخرين. والمحطة بها غرفة تحكم مركزية تضم 21 محول كهرباء قدرة كل منها 17 ميجاوات لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروع، كما أن هذه المحطة تعمل بنظام البوابات الالكترونية لضخ المياه من خلالها. ومن ناحية أخرى، استمع رئيس الوزراء إلى العرض المقدم من وزير الري عن مشروع توشكى والمعوقات التي تواجه العمل به والمجهودات المبذولة في هذا الصدد، حيث أشار وزير الري إلى أن مشروع توشكى تم إنشائه بهدف استصلاح 600 ألف فدان وإضافتهم إلى الرقعة الزراعية في مصر كمساحة زراعية جديدة، وتم الانتهاء حتى الآن من استصلاح 400 ألف فدان، وجارى استكمال الباقي هذا بالإضافة إلى أن مشروع توشكى يهدف إلى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة لنقل التجمعات السكنية إلى هذه المناطق الجديدة وتقليل الكثافة السكانية في الوادي. وفى هذا الصدد عرض وزير الإسكان مخطط لمدينة توشكى السكنية الجديدة ، ووجه رئيس الوزراء بضرورة البدء في تنفيذ هذا المشروع السكنى الذي سوف يخدم التنمية في المنطقة ويساعد في إقامة تجمعات سكنية جديدة. ومن ناحية أخرى أضاف وزير الري أن هناك مجموعة من المعوقات التي تواجه المشروع منها على سبيل المثال عدم جدية بعض الشركات المخصص لها الأراضى، وعدم استكمال أعمال ربط منطقة توشكى بالوادي، ونقص مقومات جذب الاستثمار، وعدم استكمال محاور التنمية. كما قام رئيس الوزراء بزيارة المقر الإداري لشركة مساهمة البحيرة، وتفقد أماكن المعدات والآلات المستخدمة في تنمية وتطوير المنطقة، وطالب أن يتم استغلال هذه الآلات والمعدات بطريقة رشيدة من حيث الصيانة والتخزين حتى يتم الاستفادة منها بطريق صحيحة وتعظيم العائد من استغلال تلك الأصول المملوكة للدولة بما يحقق أهداف الدولة في التنمية. وأشار رئيس الوزراء، إلى أن وجود بنية أساسية في المنطقة من الممكن استكمالها واستغلالها الاستغلال الأمثل بما يساعد في تنمية المنطقة وزيادة الرقعة الزراعية بها، هذا بالإضافة إلى دراسة إقامة بعض الصناعات المرتبطة بالمجال الزراعي حتى تسهم في إقامة تنمية شاملة في المنطقة. وأكد على أن اقتحام المشكلات والتعرف على المعوقات على أرض الواقع يساعد في سرعة إزالتها، والبدء في التنمية الحقيقة في كافة المجالات، مضيفاً أن مشروع توشكى يجب أن يتم وضعه على المسار الصحيح لاستكمال تنفيذه. كما قام رئيس الوزراء في نهاية الزيارة بتفقد المزارع الخاصة بشركتي الراجحى والمملكة للتنمية الزراعية، للوقوف على أهم المعوقات التي تواجههم، للعمل على سرعة تذليل كافة هذه المعوقات من خلال التعاون مع الجهات المعنية. وأكد أن الهدف من تلك الجولة داخل المزارع هو التحدث مع المستثمرين والتعرف على المشكلات على أرض الواقع لدراستها وحلها في أقرب وقت ممكن، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، فضلا عن أن زيادة الاستثمارات في هذا القطاع تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي. كما تفقد نموذجاً للوحدات السكنية المقامة داخل المزارع والمخصصة للمهندسين المشرفين على المزارع وسبل الحياة المتوفرة لهم. من جانبهم استعرض المسئولين عن المزرعتين أهم المعوقات التي تواجههم، وطالبوا بتوفير وحدة صحية لخدمة المتواجدين، وكذا ضرورة العمل على تقوية شبكات الاتصالات الموجودة في المنطقة. وفى هذا الصدد وجه رئيس الوزراء بسرعة الاستجابة لهذه المطالب، كما وجه بدراسة الطرق البديلة للاستفادة من الأراضي غير الصالح للزراعة واستغلالها في مجالات تساعد في العملية الزراعية، وتجدر الإشارة إلى أن مزرعة الراجحى قد تسلمت 25 ألف فدان من أصل 100 ألف فدان مخصص لها يتم استلامهم على أربعة مراحل، قامت بزراعة 17 ألف فدان منها بمحاصيل مثل القمح والذرة والأرز، كما أنها تعد لإقامة 6 صوامع لتخزين القمح سعت كل واحدة تصل إلى 5 ألف طن ، وفيما يخص مزرعة المملكة فأنه جارى الإعداد لزراعة 50 ألف فدان خلال الفترة المقبلة. والجدير بالذكر أن خطة التنمية الزراعية التي تتبنها الدولة وتهدف إلى استصلاح 4 مليون فدان، منها مليون فدان في سيناء ومحافظات الصعيد وامتداداتها في منطقة الصحراء الغربية كمرحلة أولى، وتعتمد هذه الخطة على استخدام أساليب الري الحديثة لتوفير المياه، بالإضافة إلى توفير مصادر الطاقة اللازمة لاستصلاح هذه الأراضي.