بعد 42 عاماً من الإبداع.. الشريعي يفارق "الأصدقاء"    2012- م 02:56:07 الجمعة 07 - ديسمبر مي حسين توفي اليوم الجمعة 7 ديسمبر، الموسيقار الكبير عمار الشريعي داخل إحدى مستشفيات القاهرة عن عمر يناهز 64 عاما ، بعد صراع مع المرض. ولد الشريعي  في 16 أبريل عام 1948، بمدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر، ودرس علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى. أتقن الشريعي خلال فترة دراسته، وبمجهوده الذاتي، العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود والأورج، وبدأ حياته العملية عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً عام 1970 كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار. اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقي وكانت أول ألحانه "أمسكوا الخشب" لمها صبرى عام 1975، وتميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة واسعة، وحصلت العديد منها  على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي. كون فرقة الأصدقاء في عام 1980، والتي كانت تضم منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي حيث يتصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة. تولى منذ عام 1991 وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تعتبر ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية بانتصارات أكتوبر والتي قام تحت رعاية وحضور الرئيس المصري السابق محمد حسنى مبارك، وعين عمار أستاذاً غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية في عام 1995. تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية. وقام الشريعي كذلك بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عمان عام 1993، بمناسبة عيدها الوطني وكذلك عيدها الوطني عام 2010. وكان للشريعي دور كبير في ثورة 25 يناير 2011، حيث انضم إلى لجنة الحكماء التي تم تشكيلها أثناء الثورة. وتراجعت الحالة الصحية لعمار الشريعي عندما نزل لميدان التحرير أثناء جمعة الرحيل، ووقتها بذل مجهودا ضخما لكي يصل للمنصة الرئيسية وعندما بدأ الإجهاد يسيطر على جسده ذهب إلى مكتب عمرو  موسى الذي كان يشغل وقتها أمين عام جامعة الدول العربية، وهناك سقط وتم استدعاء الإسعاف التي نقلته للمستشفى ومكث به عدة أيام حتى علم بقرار رحيل مبارك. وكان عمار أحد الذين اعتمد عليهم الثوار لنقل رسائلهم إلى الفضائيات عندما كان النظام السابق يضيق عليهم الخناق لذلك فهو أحد أعمدة الثورة المصرية. يذكر أن الموسيقار عمار الشريعي كان ينتظر قرار من الدولة لعلاجه على نفقتها ولكن انتظاره طال حتى لقي وجه كريم.