وجه المجلس المصري الأوروبي في اجتماعه اليوم الاثنين برئاسة محمد أبو العينين رئيس المجلس التحية للقوات المسلحة ورجال الشرطة علي تضحياتهم وجهودهم لحفظ الأمن وتطبيق القانون، وحيا المجلس أرواح شهداء الوطن من الشرطة والقوات المسلحة والذين قدموا أرواحهم الغالية فداءً لوطنهم، ووقف الأعضاء دقيقة حداد تحية لهم وقرءوا الفاتحة ترحمًا عليهم. كما عبر المجلس عن بالغ حزنه وأسفه لسقوط ضحايا من المدنيين خلال الأحداث الأخيرة والذين كانوا ضحايا لانعدام المسئولية لمن وضعوهم في موضع مواجهة الدولة ومخالفة القانون.موجها خالص العزاء لأسرهم. شارك في الاجتماع سفراء روسيا الاتحادية والمجر والأردن ود. علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق وعدد من السفراء الأوروبيين والسياسيين والمثقفين ورجال الأعمال أعضاء المجلس. وأشار أبو العينين إلى أن خريطة الطريق تسير بجدية وتنفيذ أمين لإرادة الشعب المصري، فبدأت باختيار رئيس جمهورية مؤقت وحكومة كفاءات ومحافظين، وأعقبها انتهاء لجنة العشرة من التعديلات الدستورية والتي قدمتها للجنة الخمسين التي تشكلت من جميع فئات الشعب. وأوضح أبو العينين أن تأكد العالم من التزام وجدية الحكومة في تنفيذ خريطة الطريق وجهود وزارة الخارجية في شرح حقيقة الأوضاع في مصر ساهمت في تغيير مواقف العديد من دول العالم والدول الأوروبية، والتي تبنت مواقف خاطئة في البداية نتيجة التأثر بالنقل غير الأمين وغير المهني لبعض وسائل الإعلام الغربية والتي تجاهلت ما يحدث من إرهاب وتدمير وتخريب. وأشار أبو العينين إلى أنه تحدث مع كثير من الأوروبيين على المستوى الحكومي والبرلماني وكان لديهم تصورات خاطئة حول الوضع في مصر لكن وزارة الخارجية نجحت في تصحيح هذا التصور. ووجه أبو العينين رسالة للاتحاد الأوروبي طالبه بدعم ومساندة مصر بصورة جادة، وأشار إلى أن تصدي مصر للإرهاب في سيناء لا تدافع به عن أمنها فقط وإنما عن أمن الشرق الأوسط وأوروبا، فالإرهابيين في سيناء لهم ارتباطات بتنظيم القاعدة في العالم وهذه الجماعات إذا تمكنت في مصر لن تهددنا فقط وإنما ستهدد الشرق الأوسط وأوروبا والعالم. وقال أبو العينين أن الاتحاد الأوروبي مطالب ليس بالحفاظ على المستوى الحالي من العلاقات الاقتصادية مع مصر وإنما بتدعيمها، مشيرًا إلى أن دعم الاقتصاد المصري هو أكبر دعم للديمقراطية في مصر، فالديمقراطية لن تزدهر إلا في وضع اقتصادي مستقر، وأحد أسباب فشل النظام السابق وثورة الشعب عليه هو فشله الاقتصادي وهو ما لا نريد أن يتكرر. وطالب أبو العينين دول الاتحاد الأوروبي بتشجيع مستثمريها للاستثمار في مصر وفتح أسواقها للإنتاج المصري وإلغاء حظر سفر السياح الأوروبيين لمصر. ووجه أبو العينين رسالة للحكومة بأن تقدم مبادرات غير تقليدية لجذب الاستثمارات العربية والأوروبية من خلال طرح مشروعات محددة على الاستثمار وطرح قوانين جديدة مشجعة للاستثمار وحوافز غير تقليدية تقول للمستثمر استثمر اليوم واستفد من هذه الحوافز التي لن تكون متاحة غدًا، بما يخلق رواج وأوكازيون استثمارى يتنافس فيه المستثمرون على ضخ استثماراتهم الآن. كما وجه أبو العينين نداءً إلى البنوك بأن تساند المشروعات الجادة وتعمل على تعويم المشروعات المتعثرة سواء الصناعية أو السياحية، موضحًا أن البنوك اليوم خائفة وحذرة في تقديم تمويل للمشروعات الجديدة، وأشار إلى أن هذه البنوك حققت مكاسب كبيرة في الفترة الماضية وعليها أن تستمر في مساندة الاقتصاد في هذه الظروف الصعبة. وقال إن توحد الشعب مع مؤسسات الدولة من قوات مسلحة وشرطة وقضاء وإعلام من شأنه الانتصار على المخطط الذي يسعى لإضعاف مصر وإشاعة الفوضى فيها والذي يتم بتحريض ومشاركة العديد من الدول الخارجية. كما وجه أبو العينين التحية للموقف الروسي الذي ساند ثورة 30 يونيو منذ يومها الأول، بالإضافة إلى تصديه لمخطط تدويل الأزمة في مصر عندما طُرحت على مجلس الأمن. وقال أبو العينين إن ما أكد عليه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب أول رئيس الوزراء ووزير الدفاع من أن مصر تتسع للجميع هو رسالة إلى قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء، أو لم يرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون، أن يعودوا إلى أحضان بلدهم، مؤكدًا أن لديهم فرصة للعودة للاندماج في المجتمع وفي الحياة السياسية. محذرًا من أن العناد سيواجه بحسم من الدولة، وهو الأمر الذي قد يولد عنف وعنف مضاد، وسيؤدي إلى الدمار والخسارة للجميع، وسيكونون أكبر الخاسرين من هذا الوضع لأنهم سيُنبذون من المجتمع. أضاف أن من أخطأ وأجرم يحاسب بالقانون، أما غيرهم فالباب مفتوح للعودة. وبشأن العملية العسكرية المحتملة على سوريا، قال أبو العينين أن المجلس المصري الأوروبي يدين استخدام الأسلحة الكيماوية أيًا كان مستخدمها، لكنه في نفس الوقت يرفض أي استخدام للقوة المسلحة ضد سوريا محذرًا من أن نموذج العراق سوف يتكرر وأن الاعتداء على سوريا عسكريًا سيؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش وانهيار الدولة ذاتها وتأجيج الحرب الأهلية والطائفية ويجعل من سوريا مرتعًا خصبًا للجماعات الإرهابية التي ستهدد ليس فقط المنطقة وإنما العالم، وقال إن الاعتداء على سوريا قد يستتبعه رد من حزب الله وإيران مما يدخل المنطقة في حرب إقليمية واسعة محذرًا من أنه لا يمكن أن نعالج خطأ استخدام الأسلحة الكيماوية إذا أثبتت الأمم المتحدة صحة ذلك بخطأ أكبر سيوقع أعداد كثيرة من الضحايا من المدنيين الأبرياء. وطالب بمحاكمة من يثبت استخدامه للسلاح الكيماوي كمجرم حرب مشيدًا بموقف شيخ الأزهر الدكتور/ أحمد الطيب في رفضه لشن عدوان على سوريا وكذا ببيان بابا الفاتيكان الذي دعا العالم المسيحي للصلاة يوم السبت القادم من أجل السلام في سوريا ورفض استخدام القوة العسكرية ضدها. وأكد سفير المجر بمصر بيتركفيك، أن بلاده صديقة قديمة لمصر، وأنها حريصة على دعمها اقتصاديًا. وأضاف أن المجر تشجع تنفيذ خريطة الطريق والتي تتقدم بشكل جيد، وأضاف إنه من الجيد أنه تم الانتهاء من تعديل الدستور وتشكيل لجنة الخمسين. وقال إن المجر حريصة على دعم مصر اقتصاديًا واستثماريًا، وزيادة التعاون معها في كافة .