خميس الخياطي هو واحد من كبار المفكرين العرب، له الكثير من المؤلفات باللغتين العربية والفرنسية يعد الخياطي ناقد وإعلامي تونسي حصل على الدكتوراه في علم اجتماع السينما عن الشعور القومي في أفلام صلاح أبو سيف حول قضايا الربيع العربي والنقد السينمائي والإعلام المصري والتونسي.. كان هذا اللقاء . كيف ترى الشعور القومي في السينما المصرية بعد المخرج صلاح أبو سيف ؟ الشعور القومي في سينما أبو سيف كانت عن أعمال ذات خلفية أدبية وفكر واقعي، واليوم أتسع مفهوم الانتماء القومي ولكنه لم يفقد مضمونه، وإن كان هناك كثير من الأفلام مازالت تناقش مسلمات مثل وضع المرأة والقيود التي تفرض عليها والسؤال الذي مازال يتردد بقوة حول هوية المرأة في المجتمع . رغم مرور أكثر من مائة عام على صناعة السينما مازلنا نبحث عن الهوية؟ هذا هو حال الشعوب التي لديها صراع مع ذاتها، والقضية ليست مقصورة على مصر بل على كل الوطن العربي، والإنسان الذي يناقش الهوية دائما لديه مشكلة . وبماذا تفسر انتشار موجه الكوميديا والتي سادت منذ فيلم "إسماعيلية رايح جاي"؟ السينما المصرية صناعة في المقام الأول، ومشاكلها تنحصر في عدم توزيع الأفلام خارجيا، ويصنع المنتجون الجدد أفلاما استهلاكية ليست لها علاقة بالشارع المصري والهدف منها الضحك وسرعة استدراج دورة رأس المال . ما الشكل الذي تتبعه تونس في الإنتاج السينمائي؟ في تونس لدينا إنتاج أفلام وليس صناعة كما في مصر، وتخصص الدولة ميزانية لإنتاج "10" أفلام كل عام عن طريق مسابقة للسيناريو، وتهب المنتج "35%" من ميزانية الفيلم لا ترد، وتلك سياسة خاطئة لأنه من الضروري استرداد جزء من المنحة وذلك على سبيل الجدية. ما الفرق بين الصناعة والإنتاج؟ الصناعة تتطلب رؤية ثقافية وإستراتيجية في الداخل والخارج وهو ما قدمه دكتور ثروت عكاشة في الستينيات، وعلى الدولة المصرية خلق استراتيجية جديدة للثقافة السينمائية والتليفزيونية مع وضع قوانين صارمة. كيف ترى الربيع العربي والثورات التي اندلعت في المنطقة العربية؟ ثورة بدون ثورة ثقافية قبلها لن تحقق النتائج المرجوة، وعادة الثورات التي لا تواكبها ثورات ثقافية تتحول إلى انتفاضة، والمقصود هنا بالثورة ليست القراءة و الكتابة ، فالمثقف هو الذي يتوجه للمواطن ويفتح له آفاقا جديدة لإقامة دولة مدنية حقيقة. لماذا اتجهت إلى البرامج التليفزيونية ؟ التليفزيون من الوسائط الأوسع انتشارا، ولدينا في تونس ضوابط وقوانين حاسمة لا تسمح بأدنى تجاوز عبر الهيئة السمعية والبصرية ومن يتخطى القانون يغرم بـ 20 ألف دينار، وقرارات الهيئة نافذة وهذا لا يطبق في مصر وبعين الناقد ما تقييمك للعملية النقدية على المستوى العربي؟ النقد هو اكتشاف ما وراء العمل ووظيفة الناقد مناقشة الفيلم ليتكون لدى المتلقى فكر، وظهر مؤخرا ثلاث أنواع يعملون في هذا المضمار، الأول صحفي سينمائي والثاني الناقد والثالث هو الملحق الإعلامي، وهذا النوع الأخير هو المسؤول عن الدعاية والترويج عن العمل الفني وهو خطر على المهنة وبسبب المسئول الإعلامي فقد القارئ الثقة في العملية النقدية، كما أن معظم النقاد فيما سبق كانوا من التيار اليساري ويقيمون العمل من هذا المنظور ،و اليوم بعد خبرة السنين تغير و تطور الفكر اليساري عما سبق، وأصبح النقاد يقيمون العمل الفني من الناحية الجمالية والفنية بعيدا عن الفكر الأيدلوجي. بماذا تنصح الناقد الشاب؟ أن يشاهد سينما من كل الجنسيات وبدون فكر أيدلوجي مسبق، ومن ثم يصبح لديه مخزون من الدلالات يكتسبها مع تنوع المشاهدات.