مسجد السيدة نفيسة .. حالة روحانية نادرة ومكانة خاصة عند المصريين

صورة لمسجد السيدة نفيسة
صورة لمسجد السيدة نفيسة

عند دخولك تشعر براحة نفسية وروائح ذكية تفوح المكان وتسمع همسات الزوار من المصريين بجوار المقام "سايق عليكي النبي يا ست" كلمات تعتاد سماعها من المصريين البسطاء أمام أضرحة اهل البيت للمباركة وخصوصاً أمام مقام السيدة نفيسة بداخل مسجدها، فهو المسجد الذي وصفه كثير من الشيوخ والعلماء أنه يتمتع بحالة روحانية نادرة تبعث على الهدوء والسكينة في نفس كل زائر ولذلك فهو يحظى بمكانة خاصة وعالية في وجدان المصريين الذين يكثرون من زيارته.

فيديو.. صلاة الجمعة من داخل مسجد السيدة نفيسة


عاشت بوابة أخبار اليوم حالة روحانية  أثناء جولتها  داخل مسجد السيدة نفيسة بمنطقة مصر القديمة لصلاة الجمعة وسط اجراءات احترازية مشددة لمواجهة فيروس كورونا ، لنرى جميع المصلين داخل المسجد على وعى كبير بمصاحبة سجادة الصلاة الخاصة بكل شخص مع ارتداء الكمامة .

نفيسة العلم

وُلدت نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، في مكة في 11 ربيع لأول 145هـ، انتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج، حسب بوابة قصة الإسلام التي يشرف عليها الدكتور راغب السرجاني.

تزوجت بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم رحلت نفيسة مع أسرتها إلى مصر، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش، ووصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحّب بها أهل مصر، واستقرت بها 15 عاما.

دفنها فى مصر

وبعد وفاة السيدة نفيسة، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبدالله بن السري بن الحكم، واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبي، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبي أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: "رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم".

بناء الضريح

جاء في خطط المقريزي أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري والي مصر من قبل الدولة العباسية، ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية، حيث أضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام وضعت علي باب الضريح وتبين اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه.

أعيد تجديد هذه القبة في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ، كما جرى كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون.

وكان أول من تولى النظر عليه هو الخليفة العباسي المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر ابن المستكفي وهو من بقايا العباسيون الذين هاجروا إلى مصر بعد أن قضي عليهم المغول سنة 656هـ (1258م).

وجدد المشهد النفيسي في عصر العثمانيين في عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا وبني الضريح علي هذه الهيئة الموجودة عليه الآن، والمسجد له مدخل للرجال ومدخل للنساء وحديثا جرى تجديد المدخل وفرشه بالرخام الفاخر، وفي داخل المسجد ممر طويل يصل إلى المقام الشريف.

وفي هذا الممر يوجد لوحات مرسومة رائعة حب أهل البيت، وبعض الأشعار الرائعة في مدح أهل البيت، كما جُددت المقصورة النحاسية الموجودة بالضريح في عهد والي مصر عباس الأول.