حوار| مستشار الرئيس الفلسطيني: أمريكا تتحمل مسؤولية مجازر إسرائيل.. وأولويتنا وقف العدوان

محمود الهباش
محمود الهباش

- محمود الهباش: لم نثق في نوايا الاحتلال وكنا على يقين من عودته للعدوان على غزة

- الحديث عن أي مستقبل لقطاع غزة من دون وقف العدوان عليه نرفضه تمامًا

- محمود عباس أكد لبلينكن أنه لا فصل لمستقبل غزة عن الضفة الغربية

- الكرة في ملف المصالحة في ملعب «حماس».. ويجب إنهاء هذا الانقسام

 

أعاد الاحتلال الإسرائيلي الكرة مرةً أخرى في عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتذرع في مزاعم كاذبة حول عدم التزام حركة "حماس" ببنود اتفاق الهدنة، ورفض بشكلٍ قاطعٍ تمديد الهدنة الإنسانية في القطاع، والتي شملت صفقة تبادل أسرى من النساء والأطفال بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، والتي امتدت لأسبوع ورعتها وساطة مصرية قطرية من أجل وقف العدوان على غزة.

ومع حلول الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر، وفور انقضاء موعد الهدنة في غزة دون تمديدها شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي هجومًا مكثفًا على قطاع غزة، لم يتوقف إلى حد اللحظة، ليحصد الكثير من أرواح الفلسطينيين، الذين زاد عدد شهدائهم في القطاع منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر عن 15 ألفًا و200 شهيد، وفق آخر تحديث صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ولا يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فحسب، بل يمتد إلى أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وعلى رأسها جنين ونابلس، وسط مواجهات واقتحامات متكررة من جيش الاحتلال واشتباكات تقع بشكل مطرد مع المقاومين الفلسطينيين هناك.

وفي ظل هذا المشهد الدموي من الاحتلال الإسرائيلي، أجرينا حوارًا عبر الهاتف مع الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، والذي أكد خلاله أن القيادة الفلسطينية هدفها الآن هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محملًا الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة على العدوان الإسرائيلي المتواصل. وإليكم نص الحوار.. 

 

- في البداية.. كيف ترى استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه على قطاع غزة مرة أخرى بعد أسبوع من الهدنة؟

عودة العدوان على غزة كان متوقعًا، لم نكن نثق في نوايا الاحتلال، وكنا على يقين أنه سيعود للعدوان مرةً أخرى لأن أهدافه في اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه لم تتحقق.

الهدف بالنسبة لهم هو تنفيذ مخطط التهجير وهم يطالبون بخروج المواطنين في غزة من منازلهم والنزوح وإفراغ قطاع غزة من سكانه، وبعد أن ينتهوا من غزة سينتقلون إلى الضفة الغربية لتنفيذ نفس المخطط.

- ومن يتحمل مسؤولية إذًا عودة الاحتلال لعدوانه على قطاع غزة؟

المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لو كانت لديه الإدراة الفعلية لوقف هذا العدوان لتوقف، وكانت هذه الحرب ستتوقف تلقائيًا، مضيفًا أن إسرائيل لم تكن لتقدم على خطوة كذلك في العودة للعدوان على غزة من دون ضوء أخضر من أمريكا.

كان على الأقل يجب على واشنطن أن توقف إعطاء الأسلحة لإسرائيل، فما تلقيه إسرائيل على غزة من أسلحة وقنابل هي أسلحة أمريكية.

الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عما ترتكبه إسرائيل من مجازر في قطاع غزة.

 

- كيف ترى جهود الوساطة المصرية القطرية خلال هذه المرحلة ومحاولات تثبيت الهدنة في غزة، والتي لم تتم؟

مصر بذلت مع قطر جهودًا جبارة من أجل تمديد هذه الهدنة، ولكن هذه الجهود اصطدمت بالرفض الإسرائيلي لمسألة تمديد الهدنة.

والنتيجة ما نراه الآن من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

- هل ترى أنه من الممكن العودة لاتفاق هدنة جديد مرة أخرى خلال المستقبل القريب والأيام المقبلة؟

نأمل ذلك اليوم قبل الغد، ونريد أن نرى رعاية دولية لاتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار. استمرار هذا العدوان ينذر بأمور شديدة الخطورة، ولا أحد يمكن أن يستفيد مما يحدث

الحلول الأمنية والعسكرية أثبتت أنها حلول فاشلة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.

 

الرئيس محمود عباس التقى بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة، يوم الخميس الماضي، عشية استئناف العدوان على غزة.. ما الرسائل التي أوصلها الرئيس الفلسطيني لبلينكن خلال هذا اللقاء؟

الموقف الفلسطيني الذي عرضه الرئيس محمود عباس على وزير الخارجية الأمريكي أن الأولوية لوقف العدوان ولا لإعادة الاحتلال ولا لإعادة التهجير القسري لشعبنا ولا لفصل مستقبل غزة عن الضفة الغربية

وأكد أيضًا أن الحل الجذري للصراع من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

هذا ما قاله الرئيس لبلينكن وحذره من الأمور ستخرج عن السيطرة إذا استمر الوضع الراهن.

 

- هناك الآن أطروحات تخرج من دول غربية حول مستقبل غزة بعد مرحلة انتهاء الحرب، ومنها تفكيك عناصر المقاومة في غزة سواء كتائب القسام أو كتائب سرايا القدس وغيرها.. ما موقف القيادة الفلسطينية من الأطروحات الخاصة بمستقبل غزة؟

الحديث عن أي مستقبل لقطاع غزة من دون وقف العدوان على غزة نرفضه تمامًا، قبل أن يحدثونا عن اليوم التالي نحن منشغلون بما يحدث اليوم.. عن أي مستقبل يتحدثون عنه؟ هل بعد أن يتم تدمير غزة؟!

نحن منفتحون للحوار والحديث في هذا الموضوع وعلى استعداد لمناقشة أي فكرة خاصة بمستقبل غزة ولكن هذا بعد أن يتم وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.

أولويتنا هي وقف العدوان على غزة، ونرفض الحديث عن أي مستقبل لغزة قبل أن يتم وقف إطلاق النار.

 

- نقطة أخيرة تتعلق بملف المصالحة المطلوب في الوقت الراهن.. ماذا ينقص من أجل تحقيق ذلك وإنهاء الانقسام؟

الكرة في هذا الملف في ملعب حركة حماس، وأنا أعتقد أن أحد أهم ركائز إنقاذ الوضع الفلسطيني الراهن هو أن تتحقق الوحدة الوطنية وتوحيد الأرض الفلسطينية.

يجب أن يتوقف هذا العبث والانقسام، وهذا الانقسام هو أحد الأسباب التي أدت إلى الوضع الذي نحن فيه الآن من عدوان إسرائيلي.

نتمنى أن نرى تحققًا جذريًا لهذا العمل وتحقيق المصالحة، ولكن كما قلت الكرة في ملعب حماس في هذا الملف من أجل إنهاء الانقسام وهو مسألة ضرورية في الوقت الراهن.