حكايات| الصعيدية الأصيلة «أم أحمد».. «معلمة» في بناء الأفران البلدي

الصعيدية الأصيلة «أم أحمد».. «معلمة» في بناء الأفران البلدي
الصعيدية الأصيلة «أم أحمد».. «معلمة» في بناء الأفران البلدي

كتب: حمد الترهوني 


سيدة مصرية أصيلة بـ100 رجل، تعيد للأذهان ولذكريات الزمن الجميل، في مشهد أصيل بطلته «أم أحمد» تلك المرأة الصعيدية ابنة محافظة المنيا، التي تبني وتبدع بإتقان في صناعة الأفران البلدي من الطوب اللبن والطين، وسط أجواء مليئة بالبساطة والسعادة داخل المنازل الريفية الجميلة.

 

تعمل «أم أحمد» بنظرة عين يملؤها الاعتزاز؛ حيث تتحدث عن رحلتها الخيرية قائلة: «تعلمت صانعة بناء الأفران البلدية بالطين على يد جدتي، منذ ما يقرب من 30 عاما حتى أصبحت من أشهر صانعات الأفران البلدي والشهيرة بالأفران الطينية في مركز ملوي جنوبي محافظة المنيا، بعدما قضيت في مهنتي سنوات طويلة، وأنفقت منها على أسرتها».

 

هنا في قرية عرب أبو قلتة التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، تقيم أم أحمد، البالغة من العمر 37 عامًا، التي تتقن صناعة الفرن البلدي، بعدما ورثة المهنة على يد جدتها، حيث بدأت في تعلم صناعة الأفران الطينية حينما كانت تبلغ من العمر 7 سنوات، حتى استمرت في تلك المهنة خلال السنوات الطويلة الماضية.

 


 
«فين أيام زمان؟».. هكذا بدأت حديثها أم أحمد قائلة: «كانت الأهالي بتتجمع  بالطابور عشان كل واحد ياخد دوره كانوا بيجو من كل القرى والنجوع القريبة مننا علشان يبني الفرن الطيني، أما دلوقتي فين وفين لما يجي واحد من بين مليون ويسأل على الفرن بالطين، والسبب في ده هو تطوير التكنولوجيا والأجهزة الكهربائية الحديثة».

 

وتحكي أم أحمد: «أنا أعمل في الأفران الطينية من السابعة من عمري تعلمتها على يد جدتي ولن أتقاضى أي أجر من أحد.. أعمل على خدمة الناس دون مقابل واللي عند الله ما يضيعش»، مضيفة: «جدتي كانت أيضًا تصنع تلك الأفران للأهل والجيران والأحباب بدون أجر نهائيًا». 

 

 

وتنهي أم أحمد حديثها: «رغم تعثر حالتنا المادية ولدي ثلاثة أطفال الدين بالتعليم الابتدائي وبنت 4 سنوات تقدمت أكثر من مرة من أجل الحصول على معاش تكافل وكرامة لكن لم يسمع لي أحد أتمنى من المسئولين بالنظر إلينا لأننا أسرة فقيرة لا نملك من الدنيا شيء وزوجي أصيب في حادث منذ 5 سنوات ويعمل عامل باليومية».