لأول مرة.. واحة سيوة تعود إلى الواجهة السياحية من جديد

«واحة سيوة» تعود إلى الواجهة من جديد
«واحة سيوة» تعود إلى الواجهة من جديد

تعد واحة سيوة الواقعة فى قلب الصحراء الغربية واحدة من أهم الواحات المصرية نظراً لتميزها بالعديد من المقومات الطبيعية والأثرية والتاريخية التى تجعلها مقصداً سياحياً مهماً، ويرتادها السياح العرب والأجانب والمواطنون من باقى المحافظات المصرية للاستمتاع بكنوزها الأثرية، مثل معبد الوحى أو التكهنات، وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر، وجبل الموتى، وجبل الدكرور، ومعبد آمون.

ويضاف إلى ذلك الكنوز الطبيعية المتمثلة فى عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض التى يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة، فضلاً عن الرمال الساخنة التى يقصدها الكثيرون طلباً للاستشفاء من الامراض المزمنة كالروماتيزم والروماتويد والتهابات المفاصل والعظام..

وكانت الواحة منسية حتى وقت قريب، حيث كان الوافد لا يستطيع الوصول إليها إلا عبر طريق صغير عبارة عن حارة واحدة، وكان يسمى طريق الموت نظراً لعيوبه الفنية.

وعدم وجود العلامات الإرشادية، وهو ما دفع القيادة السياسية خلال الأعوام الماضية إلى إعطاء إشارة البدء فى تنفيذ أكبر طريق خرسانى بتكنولوجيا الرصف الحديثة الذى يعتبر من الطرق الذكية، لأنه يحتوى على بوابات ذكية، إضافة إلى وجود التحصيل الإلكترونى للرسوم، فضلا عن تأمين حركة المرور إلكترونياً.


الطريق بطول ٣٠٠ كيلو متر وبتكلفة ٣ مليارات جنيه ليصبح شرياناً جديدًا لإحياء الواحة المنسية ووضعها على خريطة السياحه البيئية العالمية، بالاضافة لخدمة التنمية الصناعية فى هذه المنطقة المليئة بالمحاجر.


مئات العمال والمهندسين يعملون ليل نهار لسرعة الانتهاء من هذا الطريق العملاق، حيث تشاهد عشرات المعدات وسيارات النقل تسير فى كل اتجاه لنقل المواد الخام وتصنيعها لتستخدم فى انشاء هذا الطريق الضخم..

ومن المتوقع أن تفتح واحة سيوة ذراعيها مرة أخرى لاستقبال السياح الأجانب بعد الانتهاء من هذا الطريق الذكى، خاصة أن أكبر عقبة كانت تقف فى طريق التنمية السياحية فى هذه المنطقة هو عدم وجود طريق مناسب ينتقل من خلاله السياح إلى الواحة.


وأكد اللواء خالد شعيب محافظ مطروح أنه يتم حالياً تنفيذ أكبر طريق خرسانى بالجزء الغربى من البلاد بتكنولوجيا الرصف الخرسانى الحديثة، وتم الانتهاء من جزء كبير من الطريق، مشيراً إلى أن أعمال التنفيذ تشمل عمل ازدواج لهذا الطريق بطول ٣١٠ كيلو مترات.

وإقامة الطريق المقابل لهذا الطريق المزدوج خرسانياً ليكون قادراً على تحمل الحمولات الثقيلة للسيارات النقل فى الاتجاه من سيوة إلى مدينة مرسى مطروح، ويتم تنفيذ هذا المشروع الخرسانى العملاق من خلال جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى. كما أن جهود توسعة الطريق الموازى للطريق الخرسانى ورصفه بالاسفلت تتم من خلال الهيئة العامة للطرق..

وقال المحافظ: هذا المشروع سيكون أحد أكبر مشروعات الطرق الخرسانية فى المنطقة الغربية، ويتم تنفيذه بمواصفات تتحمل حركة العربات الثقيلة التى تقوم بنقل الملح الصخرى والمواد الطبيعية من وإلى واحة سيوه.

وهذا ما يعكس اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنمية الساحل الشمالى الغربي، بالاضافة الى تنمية واحة سيوة من خلال تطوير هذا الطريق الحيوى نظراً لأهميته فى خدمة التنمية السياحية والتجارية والصناعية وكذلك توفير الأمان الكافى والسلامة على هذا الطريق العملاق. 


ومن جانبه، أوضح اللواء آمون مرتضى أبو عمر رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى أنه جارٍ الآن التنفيذ الفعلى لتطوير الطريق فى قطاعين، القطاع الأول من الكيلو ١٥٠ الى الكيلو ١٠٠ فى اتجاه واحة سيوة بتكلفة ٤٢٠ ملبون جنيه، والقطاع الثانى من الكيلو ١٠٠ الى الكيلو ٥٠ بطريق سيوة بتكلفة٤٣٠ مليون جنيه ليصل اجمالى تكلفة القطاعين ٨٥٠ مليون جنيه، مع استخدام تكنولوجيا الرصف الخرسانى الحديثة..

وأضاف أن الطريق يتكون من ٣ حارات باجمالى عرض ١١.٢٥ متر وبسمك ٥٦ سم، ويستخدم فى انشاء الطريق الياف البوليمار لتزيد من صلابة الخرسانة لتتحمل ثقل حمولات سيارات النقل الثقيل، ويوجد بكل قطاع ماكينتى خلاطة مع وجود استشاريين للمتابعة والإشراف الفنى على الاعمال وفق المواصفات الفنية.


وأشار رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى إلى أن هناك ورديات عمل تواصل الأعمال على مدار ٢٤ ساعة،  وبانتاجية من ٣٠ الى ٤٠ متر رصف فى الساعة، مع طرح أعمال أكثر من قطاع للانتهاء من تنفيذ الطريق فى عام ٢٠٢٤، موضحاً انه سيتم تركيب أعمدة إنارة فلوسات فى المناطق الخطرة.

ومراعاة منسوب الانحدار واتجاه مياه السيول وتركيب برابخ ممرات وتركيب عواكس وتوضيح مسارات الطريق بعلامات، مع عمل تبطينة جانبيه للطريق بعرض ٢ متر وبمستوى ميل محدد.

اقرأ ايضا | متابعة تنفيذ أعمال مشروع تطوير واحة سيوة