صيام المسنين .. يقاوم الزهايمر ويزيد المناعة

أثبتت الأبحاث العلمية أن للصيام فوائد صحية ونفسية وروحانية كثيرة لكل الأعمار، وتزيد فوائده مع التقدم في العمر طالما لا يوجد موانع صحية تحول دون الصيام، فقد ثبت دور الصيام في تحسين الصحة البدنية والنفسية، وبصفة خاصة لكبار السن، وذلك عن طريق تحفيز الجهاز المناعي وتقليل احتمالات الإصابة بالسرطان وكذلك تحسين وظائف المخ الإدراكية والنفسية ومقاومة الزهايمر.

تشير الدكتورة يسر كاظم أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث إلى أنه يطلق اسم مسنين على من هم فوق الستون عاما أما الشيخوخة فغالبا فوق السبعون عاما، منوهة أن القاعدة العامة للصيام هي أنه مفيد لكل العمار، إلا في حالات مرضية معينة تستلزم الفطور.

ضوابط صوم صحي

وأضافت أن هناك ضوابط لصوم صحي مع تقدم السن أهمها:

- شرب وتعويض المياه المفقودة خلال فترة الصيام، وعدم التعرض للشمس او الحرارة أثناء الصيام

الحرص علي اكل عدة وجبات صغيرة وخفيفة في الفترة من المغرب إلى السحور.

الاهتمام بالنوم عدد ساعات كافية لأن قلة النوم لها تأثير سلبي على صحة المسنين.

يجب ان يتناول المسن على الأقل 6 كوب من الماء و2 كوب زباي وكثير من الخضروات والفاكهة وقليل من المخللات التي تعوض نقص الأملاح اثناء الصيام كما تمنح كثير من البكتريا المفيدة التي تعزز المناعة ووظائف المخ مع تقليل كميه الحلويات والسكريات والدهون في الوجبات.

تحسين الذاكرة

وتضيف دكتورة يسر أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الصيام يسهم في تحسين الذاكرة والتركيز والحالة المزاجية، وذلك بعد التعود علي نظام الصيام اي بعد حوالي 3 أو 4 أيام من الصيام المنتظم.

تنشيط وظائف المخ

موضحة أن التفسير العلمي لما يحدث للمخ مع الصيام هو أن عمليه الصيام تزيد من ماده بروتينيه تسمي (BDNF), وهي تحفز نمو الخلايا العصبية وتزيد من بلاستيكية المخ من خلال بناء شبكات ووصلات عصبية جديدة، ما ينتج عنه تحسن ونشاط ملحوظ في كل وظائف المخ، لدرجه ان هناك أبحاث تم عملها علي فئران التجارب تشير ان الانتظام علي الصيام يقلل من احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر في الكبر .

وفي بحث آخر في نفس السياق وجد ان هناك تحسن تشريحي في تركيبة المخ في حيوانات التجارب التي تخضع لنظام الصيام المتقطع.

مقاومة الخلايا السرطانية

الكثير من الأبحاث الحديثة ذكرت دور الصيام في تقليل احتمالات الإصابة بالأورام، وذلك من خلال القضاء المبكر علي أي تحورات غير طبيعية في الخلايا من خلايا طبيعية إلى خلايا سرطانية، وكذلك من خلال تقليل حالة الالتهاب العامة في الجسم والتي تزيد من معدلات الانقسامات غير الطبيعية في الحامض النووي بالخلايا، ما ينتج عنها بدايات الأورام، فخلال ساعات الصيام يتعرض الجسم لنوع من أنواع التحفيز أو الانتباه بسبب قله السكر، ما يتيح للجسم القيام بنوع من أنواع الصيانة وإزالة كل الخلايا غير المرغوب فيها، ووضعه في أهبة الاستعداد لحماية الجسم وتعقيمه ممن أي نموات سرطانية في بدايتها .

مع الصيام يحدث تغير نمط أو مصدر الطاقة من سكر الجلوكوز الي الكيتونات، التي تتكون مع الصيام وعدم إتاحة السكر، فيتم استغلال الدهون وانتاج الكيتوانات، وهنا يبدأ عملية الصيانة والترميم الخلوي الذي يسمي بالـ Autophagy والمعروف أنه يقل تدريجيا مع السن، هذا التحول من حال الي حال هو مفهوم علمي _ يسمي بال SHIFTING MECANISM، ويقوم بتنشيط الجسم والجهاز المناعي ويمكن الجسم من القيام بعمليات الصيانة والتنظيف واصلاح وترميم اي مشاكل علي مستوي الخلايا منذ البداية.

صيانة خلايا الجسم

وقالت استاذ التغذية "لذلك نعتبر أن الصيام هو وقت صيانه الخلايا والجسم والجهاز الهضمي والهرموني، وذلك من خلال تفعيل موجات متبادله من مصادر الطاقة من الجلوكوز الي الكيتونات والعكس، والتي تعطي فرصه لخلايا الجسم المختلفة ان يتم ترميمها أول بأول والتي تعيد ترتيب وتنظيم وتنظيف الخلايا نفسها، بداء من النواه والحامض النووي الي كل اجزاء الخلية ومكوناتها الدقيقة، من خلال تنشيط عمليه تسمي Autophagy , والتي تتم غالبا اثناء النوم وتقل تدريجيا مع التقدم في العمر ولكن يتم تحفيزها بالصيام والرياضة" .

مختتمة" اننا نوصي بالصيام في كبار السن طالما لا يوجد موانع صحية، لما له من منافع جمه لتحسين وظائف المخ واعطاء المسن الإحساس بقدرته علي التحكم في نفسه، ما يعطي إحساس بالإنجاز والسعادة والتي بدورها تعزز وظائف المخ والحالة النفسية وتقوي المناعة وتقلل احتمالات الإصابة بالسرطان، وذلك مع الأخذ في الاعتبار الضوابط الصحية السابق ذكرها" .