زيلينسكي والاتحاد الأوروبي.. خيبات أمل متواصلة في مواجهة الدب الروسي

الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية

طموح مشروع للرئيس الأوكراني بانضمام بلاده للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ولكن موسكو كان لها وجهة نظر مغايرة تمامًا، فقد رأت أن هذا يهدد أمنها القومي ويتعارض مع مصالحها ويمهد الطريق لسيطرة أمريكا ودول الناتو على أوكرانيا القريبة جغرافيا والملاصقة للحدود الروسية.

الحلم الأوكراني الذي لم ير النور، كان سيعزز الموقف الاقتصادي لكييف بالانضمام لمنطقة اليورو أقوى تحالف اقتصادي في العالم، ويجعل أوكرانيا في وضع أقوى عسكريًا في حال نيل عضوية حلف الناتو، الذي ينص في أحد بنود التأسيس على حماية كل أعضائه.

حذرت روسيا الرئيس الأوكراني بالتخلي عن هذا الحلم، وطالبته بالتراجع إلى الحضن الروسي من جديد، ولكن زيلينسكي لم يبال، وواصل سعيه من أجل الانضمام لـ «اليورو» والناتو.

لوحت موسكو باستخدام القوة العسكرية، لإثناء كييف عن حلمها، وواصل الرئيس الأوكراني تعنته ورفضه، متوكئًا على الغرب، الذي أوهمه بأنه حليف لن ولن يسمح لروسيا بالتعرض له.

خالفت روسيا توقعات أوكرانيا وحلفاءها الغربيين، وخسر زيلينسكي رهانه على الأوروبيينين، وبدأت في شهر فبراير الماضي شن عملية عسكرية واسعة النقاط، من خلال توغل بري يؤمنه هجوم جوي.

الأمر الذي حدا بالرئيس الأوكراني إلى الإعلان منذ بداية العملية العسكرية الروسية أنه كان مخطئا في حلمه بالانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث أعلن أن بلاده تقف منفردة أمام الدب الروسي.
فقد خرج في 26 فبراير الماضي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مصرحا بأن اللحظة الحاسمة قد حانت لإغلاق المناقشات واتخاذ قرار في عضوية أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي.
ومع بداية شهر مارس، فقد عبر فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني، عن فقدان الثقة في الغرب، عندما قال إن كل مدينة من المدن الأوكرانية، سوف نطلق عليها ساحة الحرية، ونحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا وحريتنا وبلادنا .

وفي الثاني من مارس، صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بانه بحث مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الوضع الراهن في بلاده، مُعربا عن أمله في ظهور "مؤشرات إيجابية" بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ليعقب ذلك بتصريح في اليوم التالي، جاء فيه إن سياسة الغرب جاءت متأخرة في دعم أوكرانيا .

وفي السادس من مارس، انتقد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي تقاعس بعض الدول الأوروبية، واكتفائها بإعلان عن ارسال المساعدات فقد دون التنفيذ، قائلا:"نسمع عن مساعدات إنسانية ولا نرى شيئا من ذلك"

تحذير من سقوط الغرب
وطالب في اليوم التالي، فولوديمير زيلينسكي، الاثنين 7 مارس، من الأوروبيين بالقدوم ومساعدة بلاده في معركتها ضد روسيا، متابعا للأوروبيين: "إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضا".

فقدنا الاهتمام
وفي الثامن من مارس الجاري، قال رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي اليوم 8 مارس في مقابلة مع قناة ABC الأمريكية إنه فقد الاهتمام بقضية انضمام بلاده إلى الناتو.

قال الرئيس الأوكراني ، فولوديمير زيلينسكي، إن الغرب لم يلتزم بما قطعه من وعود لنا، متابعاً :"نحن نسمع وعودًا منذ 13 يومًا، يقولون لنا منذ 13 يومًا إنهم سيساعدوننا جويًا وإنه ستكون هناك طائرات وإنهم سيسلمونها إلينا".

وتابع  "زيلينسكي" خلال مقطع فيديو نشره على موقع "تليجرام":"لكن مسؤولية سقوط ضحايا تقع أيضًا على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يومًا..وعلى الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس"  متهماً روسيا بتدمير حافلات نقل المدنيين، موكدًا أن "قتل المدنيين الأوكرانيين يتحمله الروس وأيضًا الغرب".

وفى مؤشرات على قبول شروط روسيا لوقف الحرب، وافق الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على إمكانية مناقشة الاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتى دونباس «لوجانسك ودونيتسك».

وفي مقابلة مع قناة «ايه بي سي» الأمريكية قال زيلينسكي قائلا: يمكننا مناقشة هذا وإيجاد حل وسط حول كيفية عيش الناس هناك.

وفي وقت مبكر من مساء اليوم، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي، إنه يشعر بخيبة أمل إزاء قرارات أولئك الذين اجتمعوا بشأن أوكرانيا .

وقال زيلينسكي: "بالأمس، تم عقد اجتماع مهم للغاية لزعماء دول الاتحاد الأوروبي. اجتماع طويل وموضوعي، نعرف ما قاله جميع القادة في هذا الاجتماع. من تحدث على وجه التحديد، ومن دعمنا، ومن كان صامتًا، كيف نقيم القرارات؟ ببساطة نحتاج إلى دعم أقوى، هذا ليس ما ننتظره".

اقرأ أيضاً: شهامة في الغربة والحرب .. المصريون سند لبعض على الحدود الأوكرانية | صور