«سماسرة البيانات».. تجارب مواطنين مع مافيا النصب بـ«الموبايل»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 كثيرًا ما يصلنا اتصالًا من رقم غير مسجل على الهاتف الخلوي، لتجد شخصًا غير معروف يبادر بنطق اسمك يسبقه عبارة «مساء الخير أو صباح الخير يا أستاذة فلان».. تندهش للحظات وكأنه شخص على سابق معرفة بك، وبعد ثوان قليلة تجده يخبرك أنه من شركة ما ويسهب في عرض الإعلان الذي يروج له دون إعطاءك فرصة لتفهم الأمر، كما أثارت واقعة السطو على الحساب البنكي لدى الأفراد من قبل المحتالين، تساؤل كيف وصل هؤلاء النصابون لأرقام الهواتف الخاصة بهم أو المعلومات الشخصية عنهم وهو ما دفعنا لخوض مغامرة للبحث والتقصي عن كيفية العثور على البيانات الشخصية.

«بوابة أخبار اليوم» تخترق العالم السري لتجارة البيانات لترصد الظاهرة مع الخبراء والمتضررين:

مكالمة مزعجة

«تلقيت خمسة مكالمات من شركات مختلفة في أسبوع واحد وأصبحت أشعر بعدم الخصوصية»، تعبر عزيزة محمد فتاة عشرينية تعمل ببنك مصر، عن مدى انزعاجها من الأمر، فلا تعلم كيف وصل رقمها الشخصي لهذه الشركات التي تزعجها أيام عطلتها الرسمية أو أثناء تأدية عملها، لتشعر بعدها بضيق شديد، نظراً لأن المتصل بها يحاول أن يسرد ما يروج عنه كاملاً، دون الاكتراث لانشغال المتلقي، وعند إخبارها لهم بأنها غير مهتمة يستمر الإلحاح بأن تسمع باقي العرض فهناك عروض وخصومات هائلة، وأنها من المحظوظين لكي يجمعها القدر بهذا العرض .

«قررت تفعيل خاصية عدم الرد على المكالمات غير المسجلة على هاتفي».. لم تجد الفتاة العشرينية سبيلا لمنع هذه المكالمات فكانت في بداية الأمر تسجل الرقم ثم تعمل له حظر أو تدخل على تطبيق واتس أب لعمل شكوى منه رقم يسبب لها انزعاجا، ولكنها دائما كانت تجد أرقاماً أخرى تلاحقها بالاتصال .

جائزة مالية

«ألو ...حضرتك أستاذة هدى ؟ مبروك كسبتي 5000 جنيه لأنك من  العمالة غير المنتظمة التي تدعمها وزارة التضامن»

تلقت هدى محمد - موظفة بأحد القطاعات الحكومية - اتصالاً يخبرها أنها ربحت جائزة مالية في بداية الأمر شعرت بسعادة، عندما وجدت المتصل ينطق اسمها، لكنها سرعان ما علمت أن هذه المكالمة لأحد المحتالين عندما أخبرها بأنها ضمن  العمالة غير المنتظمة، وبسؤال المتصل عن هويته، أخبرها أنه أحد العاملين بوزارة التضامن، واستكمل حديثه قائلاً: «تقدري تبعتيلنا رقم حساب بنكي، نحولك عليه الفلوس».

تكرر الأمر ثانية بعد مرور بضعة أسابيع بنفس النهج دون أي تغيير سوى في قيمة الجائزة المالية التي وصلت هذه المرة لـ 10 آلاف جنيه؛ ما دفع  الفتاة الثلاثينية للتواصل مباشرة مع وزارة التضامن لسؤالهم لماذا هي ضمن  العمالة غير المنتظمة، لكن تم إيضاح الأمر لها أن ما تعرضت له هو أحد أشكال النصب ومن حسن حظها أنها لم تتجاوب معهم .

خدمة العملاء

«يرن الهاتف لتنظر ابتسام على الشاشة لتعرف من المتصل ويظهر لها أحد أرقام خدمة العملاء، يخبرها أنه بنك مصر وعليها تحديث بعض البيانات بحسابها الشخصي».

لم تتشكك ابتسام محمد صاحبة الـ26 عامًا لحظة أن المتصل أحد المحتالين خاصة أن الرقم الذي ظهر أمامها هو رقم خدمة العملاء، وسرعان ما أدلت برقم الفيزا الخاصة بها وأخبرها أن البنك سيرسل لها «كود» يجب أن تخبره بهذا الرقم وعلى الفور أبلغته حال وصول الرقم لها، لتفاجأ بعدها أن رصيدها نفذ .

استعوضت ربها لخسارتها معبرة «شكرت ربنا أن المبلغ كان حوالي 2500 جنيه، ولم يكن رقمًا كبيرًا».

وبعد تكرار الأمر مع أفراد تعرضوا للنصب أصدر بنك مصر والبنك الأهلي بيانا لتحذير عملائه من الانسياق وراء المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية من قبل مدعين ينتحلون صفة خدمة العملاء، وفي حال أن البنك يريد أي تحديث سيخبر العملاء بالتوجه لأقرب فرع مباشرة».

وصرح أحد المسؤولين ببنك مصر، أن هذا الأمر تكرر في 13 واقعة، وجرى سحب 2 مليون و700 ألف جنيه من أرصدة العملاء، مناشدًا العملاء بعدم إرسال بياناتهم لأي شخص وتوخي الحذر.

 

أقرأ أيضا: مكالمة مع «نصابة» بنوك.. تحديث بيانات ينتهي بخسارة مالية كبيرة (تسجيل صوتي)