حوار| محافظ قنا: «حياة كريمة» أهم مبادرة إنسانية في التاريخ.. و«سنتين وقنا هتبقى جنة»

اللواء أشرف الداودى محافظ قنا فى حواره مع "بوابة أخبار اليوم"
اللواء أشرف الداودى محافظ قنا فى حواره مع "بوابة أخبار اليوم"

- مبادرة "قنا بلا خصومات ثأرية" لتوعية المواطنين بأهمية القضاء على الثأر وتغيير الموروث الثقافي وترسيخ مبدأ الأمن والسلام الاجتماعي

جاء لمحافظة قنا، ليتقلد منصب محافظ إقليم يصفه الإعلام والدراما التلفزيونية بـ"بلاد الدم والنار"، ولكن ما جسدته الدراما لم يكن إلا جزءًا من موروث اجتماعي تغير بفضل مبادرات التوعية للقضاء على الخصومات الثأرية، لتلحق المحافظة بفضل جهود أبنائها المخلصين بركب التنمية.

"بوابة أخبار اليوم"، أجرت حوارًا مع اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، للاطلاع على آخر المستجدات في المحافظة، خاصة في مبادرة حياة كريمة، وتوفير فرص عمل للشباب، وتنمية الصناعات المحلية، وتأخر العمل في إحلال وتجديد مستشفيات نجع حمادي وأبوتشت ودشنا منذ 6 سنوات، وأزمة الباعة الجائلين، وغيرها من المشكلات التي تواجه المواطنين في شتى ربوع المحافظة التي يتخطى عدد سكانها 3 ملايين ونصف مليون مواطن.. وإلى نص الحوار:

 

- في البداية حدثنا عن مبادرة حياة كريمة؟ 
مبادرة حياة كريمة، هي من أهم المبادرات الإنسانية في التاريخ، وتهتم بالقرى والمواطن البسيط، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوفر حياة كريمة له، تليق به، ولقد نجحنا في ضم جميع القرى في جميع المراكز بقنا، المرحلة الأولى والثانية، ونسبة التنفيذ وصلت إلى 70 % في بعض المشروعات، وهذه المبادرة ستشاهدون ثمارها بعد عامين من الآن، "سنتين وقنا هتبقى جنة وهتشوفوا".

 
- هناك بعض المشروعات في الخطة الاستثمارية بالقرى توقفت، ما سبب ذلك؟ 
المشروعات التي توقفت كانت بسبب دخول القرى في مبادرة حياة كريمة في المرحلة المقبلة، وهذه القرى ستشهد طفرة كبيرة في شتى المجالات من خلال مبادرة حياة كريمة، من خلال رفع مستوى كافة الخدمات المقدمة للمواطنين.


- وماذا عن تأخر أعمال إحلال وتجديد مستشفيات نجع حمادي ودشنا وأبوتشت منذ 6 سنوات؟ 
أعترف أن هناك تقصيرًا كان قبل ذلك، والمحافظة تولي اهتماما كبيرا بالقطاع الطبي، وأزف بشرى لأهالينا أن الثلاثة مستشفيات، ستنتهي الأعمال بها في يونيه 2022، بعد دخولهم في مبادرة حياة كريمة، وتوفير الاعتمادات المالية لهم، فكلنا نعمل من أجل المواطنين وتوفير كافة الإحتياجات لهم.

 

- كيف نجحت المحافظة في الحد من انتشار فيروس كورونا؟
منذ انتشار فيروس كورونا المستجد اتخذت المحافظة خطوات جادة للسيطرة على المرض والحد من انتشاره، حيث التزمت المحافظة التزامًا كاملاً بالقرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من تداعيات هذه الأزمة، فتم تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات في بداية الجائحة ومنع تقديم الشيشة بالمقاهي، كما تم التشديد على الأجهزة التنفيذية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لمتابعة إلغاء جميع المناسبات والاحتفالات وغلق كافة الأماكن المخصصة لغرض إقامة المناسبات.

كما تم تكثيف أعمال التطهير والتعقيم بمختلف الأماكن العامة ومقرات المصالح الحكومية ودور العبادة، ودعم عدد من المستشفيات بأجهزة PCR، وزيادة عدد أسرّة العناية المركزة، ودعم المستشفيات بكافة احتياجاتها من أدوات مكافحة العدوى، بالإضافة إلى تشكيل لجنة للمرور اليومي على المستشفيات للتأكد من تطبيق الإجراءات الإحترازية، ومدى توافر المستلزمات الطبية وأدوات مكافحة العدوى، وكذلك تطبيق الإجراءات الاحترازية في مواقع عمل المشروعات، والحمد لله محافظة قنا من المحافظات التي حققت تراجع في أعداد ونسب الإصابات بالفيروس، وذلك بفعل الإلتزام بتطبيق الإجراءات الإحترازية من قِبل المواطنين، سواء على مستوى الفرد أو المؤسسة، كما حققت المحافظة نسب شفاء مرتفعة، وهو ما يؤكد نجاح المنظومة الطبية بقنا في التعامل مع المرضى وتقديم العلاج اللازم لهم وفقا لبروتوكول وزارة الصحة حتى تمام شفائهم.

 

- وما هي أهم المشروعات التي تشهدها المحافظة الفترة الحالية؟ 
 تشهد محافظة قنا حاليا تنفيذ كم كبير من المشروعات في مختلف القطاعات الخدمية، ويتم تنفيذها بالتوازي من خلال ثلاث خطط وبرامج هي (مبادرة حياة كريمة – برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر – الخطة الإستثمارية للمحافظة لعام 2021/2022 ).


وتستحوذ مبادرة حياة كريمة ومرحلتها الجديدة "المشروع القومي لتنمية قرى الريف المصري" على النسبة الأكبر من المشروعات التي يتم تنفيذها بالمحافظة، فقد أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه المبادرة بهدف إحداث تطوير شامل لكافة قرى الريف المصري الذي يعيش فيها ٥٦% من السكان وذلك خلال ثلاث سنوات فقط بإستثمارات تتخطى 700 مليار جنيها، وتستهدف المرحلة الأولى منه تطوير وتنمية 1500 قرية على مستوى الجمهورية خلال العام الحالى منها 5 مراكز بمحافظة قنا، هى (أبوتشت – فرشوط – دشنا – الوقف – قوص)، وتستهدف المبادرة تنفيذ 674 مشروع فى 8 قطاعات خدمية مختلفة، وذلك في 19 مجلس قروى تضم 86 قرية أم، و 722 نجع وعزبة بإجمالى استثمارات تتخطى 15 مليار جنيه يستفيد منها حوالى 1.5 مليون مواطن. 


أما برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، أطلقته الحكومة المصرية في عام 2019 لإحداث تنمية حقيقية ومستدامة بمحافظتىّ قنا وسوهاج كنموذج أولى سيتم تطبيق تجربته على باقى محافظات الجمهورية، وتبلغ القيمة الإجمالية لتمويل مشروعات البرنامج 957 مليون دولار، ويبلغ نصيب قنا 421 مليون دولار بنسبة 44% من إجمالى قيمة التمويل.

 

ونجح البرنامج حتى يونيو الماضي في الانتهاء من تنفيذ 1402 مشروع في مختلف القطاعات الخدمية خلال عامين ونصف بنسبة تنفيذ 100% بتكلفة 3.6 مليار جنيها في المحاور الخمسة، مما ساهم في ارتفاع ترتيب المحافظة في معدلات التنمية بين محافظات الجمهورية من المركز 26 إلى مرحلة متقدمة، ونظرا لنجاح البرنامج في إحداث طفرة كبيرة بمختلف القطاعات المستهدفة، فقد تم تصنيفه علي منصة الأمم المتحدة كأفضل برنامج تنموي في مكافحة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 


وفيما يخص الخطة الاستثمارية، فإن المحافظة تنفذ العديد من المشروعات الخدمية في قطاعات مياه الشرب والصرف الصحي والطرق والنظافة والتجميل والكهرباء من خلال الميزانية السنوية المخصصة والتى تبلغ 500 مليون جنيها.

 

- وماذا عن تأخر تسليم أراضي مدينة الأمل للمستحقين؟
مدينة الأمل كانت متوقفة منذ 20 سنة، ونجحنا في إعداد خطة للعمل على توزيع الأراضي،  وحاليا اتفقنا مع شركة لتخطيط ورصف الطرق، كما أننا اتفقنا مع شركة المياه، للبدء فى إنشاء خطوط المياه والصرف، حتى يتمكن المستحق من البناء، وقريبا سترون مدينة عالمية على أرض نجع حمادي. 

 

- كيف تحافظ محافظة قنا على الصناعات المحلية، مثل العسل الأسود والفركة والفخار؟ 
أخذت المحافظة على عاتقها الحفاظ على الحرف التراثية من الإندثار وإعادة إحيائها، وفي سبيل ذلك تم إدراج عدد من الحرف التراثية ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، حيث تم إدراج حرفتي الفركة والفخار وصناعة العسل الاسود ضمن التكتلات الاقتصادية التي سيتم تطويرها من خلال البرنامج  بما يعود بالفائدة على التكتل إنتاجيا وتسويقيا وإداريا، وقد تم البدء فى تنفيذ خطة العمل لتطوير تلك التكتلات، حيث يأتى ذلك ضمن خطة الدولة نحو دعم وتعزيز التنمية الاقتصادية بمحافظة قنا ودعم القطاعات الرائدة ذات الميزة التنافسية .

 

- ما هي آلية حل مشاكل المياه والصرف الصحي في القرى؟
تسعى الدولة فى نهضتها الحديثة لتوفير حياة آمنة وصحية لكافة المواطنين وفى سبيل ذلك أطلقت الدولة العديد من البرامج التى تسهم فى تنفيذ مشروعات خدمية فى قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى مثل (مبادرة حياة كريمة – برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر) وكلاهما يمتد المدى الزمنى لتنفيذهما حتى عام 2023 ، ومن المقرر أن يتم تغطية جميع القرى والنجوع فى المحافظة بخدمة مياه الشرب النقية بحلول هذا العام، كما سوف تسهم مشروعات الصرف الصحى التى يتم تنفيذها من خلال المبادرات والبرامج التنموية فى تغطية جميع مدن المحافظة بخدمة الصرف الصحى بنسبة 100%، وكذلك القرى التابعة لهذه المدن، للتغلب بذلك المحافظة على أكبر المشكلات التى كانت تؤرقها وتؤرق المواطنين على مدار عقود طويلة مضت.

 

- ماذا عن مشروع تبطين الترع والنسبة المنفذة؟ 
يعد مشروع تبطين الترع والمصارف من أفضل المشروعات القومية الهامة التي تنفذها الدولة، وذلك لما له من آثار إيجابية على خطط التنمية المستدامة، حيث يساهم المشروع في توفير كمية كبيرة جدا من المياه المهدرة، والحفاظ على سلامة المواطنين من إشغال الطرق بمخلفات التطهير، وتوفير الميزانية الدورية للتطهير، ونظافة مياه سقي الزرع وسلامتها من التلوث، وحماية المواطنين من الحشرات الضارة والزواحف القاتلة، فضلا عن إضفاء منظر حضاري وجمالي في البلاد.

وفيما يخص تنفيذ المشروع بالمحافظة، فإنه تم تخصيص 1 مليار و675 مليون جنيه لتبطين 488 كم ترع ومصارف بمختلف قرى المحافظة، تم حتى الآن تنفيذ 21 عملية تبطين بإجمالي أطوال بلغت 123 كم بنسبة 25% بتكلفة مالية وصلت إلى 344 مليون جنيه.

 

اقرأ أيضا: محافظ أسيوط يكرم العميد محمد صلاح لتعيينه سكرتيراً مساعداً لمحافظة قنا

 

- هناك جهود مبذولة للقضاء على الثأر، كيف نجحت المحافظة في ذلك؟
ملف الخصومات الثأرية من أهم الملفات التي ركزت عليها الأجهزة التنفيذية والأمنية بالمحافظة، وذلك لتأثيرها المباشر على أعمال التنمية بالمحافظة، لذا تسعى المحافظة جاهدة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ولجنة المصالحات فى إنهاء كافة الخصومات الثأرية بحلول 2022 ، حيث أطلقت المحافظة مبادرة "قنا بلا خصومات ثأرية" لتوعية المواطنين بأهمية القضاء علي هذه العادة السيئة، وتغيير الفكر والموروث الثقافي والوعي بمخاطر الثأر وترسيخ مبدأ الأمن والسلام الاجتماعي.


هناك تنسيق دائم مع مديرية الأمن وأعضاء لجنة المصالحات من عمد ومشايخ القري لحل الخصومات الثأرية القائمة، ومازالت هناك جهود تُبذل لإنهاء كافة الخصومات إيمانا منا بأن الأمن والسلم الاجتماعي هما أساس التنمية المستدامة وهما السبيل لتوفير حياة كريمة للمواطنين، وفي الحقيقة ثقافة الشعب القناوى تغيرت، وهو مايؤكده حجم المصالحات التي تم إنهائها خلال الفترة الماضية والتي وصلت إلى 132 مصالحة.

 

 - الباعة الجائلين مشكلة تؤرق جميع مدن قنا، ما هي الخطوات الجادة التي تم تنفيذها للقضاء على هذه الأزمة؟ 
الباعة الجائلين مشكلة تؤرق جميع المسئولين بسبب انتشارهم بشكل عشوائى فى الطرق والميادين وتعديهم على الأرصفة وحرم الطريق، مما يتسبب فى تعطيل حركة المواطنين والمرور، ووجود أسواق عشوائية، ومن الخطوات الجادة التى اتخذتها المحافظة فى هذا الشأن، أنها نجحت فى توفير أكشاك وأسواق تجارية في عدة أماكن متميزة بمدن المحافظة مثل، (كورنيش مدينة قوص – الممشى التجارى وسط مدينة قنا – أكشاك أمام جامعة جنوب الوادى – أكشاك داخل مجمع مواقف قنا – أكشاك بمجمع مواقف دشنا - السوق التجارى بمدينة قفط – السوق التجارى بمدينة أبوتشت – مجمع محلات قرية أبوشوشة بأبوتشت)، كما تسعى المحافظة إلى الإستمرار في سياستها نحو التوسع في إنشاء الأكشاك والأسواق التجارية وطرحها للشباب لتوفير مصدر دخل ثابت لهم . 

هذه السياسات سوف تساعد الشباب على العمل وفق اطار قانونى وبيئة آمنة تضمن حق الشاب والدولة في آن واحد، كما تسهم في الحفاظ على المظهر الحضارى وتحقيق السيولة المرورية بالشوارع والميادين الرئيسية، بالإضافة إلى ما تم تنفيذه من تمويل المشروعات الصغيرة لتوفير فرص عمل للشباب.

 

- ما هي خطط التنمية الموضوعة للقرى التي تم القضاء بها على البؤر الإجرامية؟
تعد قريتي (أبوحزام وحمرادوم) بمركز نجع حمادي من أكثر المناطق سخونة، حتى أنه يطلق عليهما إعلاميًا "قرى الدم والنار"، كما أنهما شهدا عدة حوادث مؤخرا، ولذلك اتخذت المحافظة هاتين القريتين نموذجا لبدء عمليات التنمية بهما، حيث تم تدشين مبادرة  تنموية لتطويرهما في شهر سبتمبر الماضى، بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب، وجميع القيادات التنفيذية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة بكلتا القريتين والحد من انتشار الخصومات الثأرية، ونبذ العنف والتعصب القبلى، وتم إدارج القريتين ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، وسيتم تنفيذ العديد من المشروعات والمجمعات الخدمية التي تخدم أبناء القريتين، بالإضافة إلي تعيين أبناء القريتين بتلك المشروعات لتوفير فرص عمل حقيقية لهم، وذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بشأن الاهتمام بالقضايا التي تمس حياة المواطنين والعمل علي إيجاد حلول فعالة وسريعة لتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠.

 

اقرأ أيضا: إضاءة مبنى محافظة قنا باللون الوردي تزامنا مع اليوم العالمي لـ سرطان الثدي