دور وطني لـ«المشير طنطاوي» .. انحاز إلى الشعب فى أحداث  «25 يناير» | فيديو

المشير طنطاوى خلال أحداث يناير
المشير طنطاوى خلال أحداث يناير

خلال أحداث 25 يناير 2011 ، تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي، الحكم فى مصر لحين اختيار رئيس جديد, وبصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة تولى المشير طنطاوي منصب رئيس الجمهورية بالإنابة, ويرى البعض بروز دور الجيش، خاصة بعد تخلخل قوى الشرطة وبقية الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية, وقد اتخذ الجيش دورا محايدا في بداية الأحداث، ثم تحول إلى دور الفاصل بين الثوار والبلطجية، أثناء تعرضهم لعدة هجمات وقت اعتصاماتهم في ميدان التحرير.

 


وتدخل المشير طنطاوى في بدايات الأحداث حيث نزل وسط الثوار المعتصمين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون محاولا امتصاص غضب الشعب.
فى مساء اليوم ذاته، جرى عقد اجتماع للقيادة العامة للقوات المسلحة، تم خلاله تدارس الأوضاع، كانت الصورة الماثلة أمام الجميع أن النظام بات فى خطر شديد، وأن حركة الاحتجاجات سوف تتزايد، خاصة بعد نزول عناصر الإخوان بكامل طاقتهم وارتكابهم أعمال عنف واسعة فى البلاد، كان السؤال المطروح فى هذا الاجتماع: ماذا نفعل؟، وأى طريق سوف نسلك؟ 
جاءت الإجابة على لسان المشير طنطاوي : نحن مع الشعب ولن نستخدم العنف أبداً ضده مهما كان، ومهما حدث.. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد شكّل غرفة عمليات رئيسية داخل البيت الأبيض من كبار مسئولى الخارجية والأمن القومى والبنتاجون ووكالة الاستخبارات الأمريكية، برئاسته، لمتابعة تطورات الأوضاع فى مصر. 
وأكد المشير إن «الجيش المصرى أخذ على نفسه عهداً منذ زمن طويل، بإحترام إرادة الشعب المصرى، بإعتباره أصل الشرعية». وإن المرحلة التاريخية التى تمر بها مصر.. والاحتجاجات التى شهدتها البلاد هى تعبير عن مطالب شعبية مشروعة، وإن الجيش المصرى لا يمكن أن يقف فى مواجهة هذه المطالب».

 


وقال المشير: إن القوات المسلحة حسمت خيارها وانحازت إلى الشعب منذ اللحظة الأولى، ونحن لن نسمح أبداً باستخدام القوة أو أى شكل من أشكال العنف ضد المتظاهرين. وهذا ما أكده بيان القوات المسلحة فهى الدرع الواقية والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ, بعد الموافقة على هذا البيان أقسم الحاضرون على حماية الشعب وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بعد انتهاء الاجتماع تم تكليف اللواء إسماعيل عتمان بإذاعة البيان فى التليفزيون المصرى.
ورغم أن المشير طنطاوي نزل فى اليوم نفسه إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وظهر وهو يقول لأحد الجنود «شدوا حيلكم.. مصر محتاجة لكم»، إلا أن الشائعات لم تتوقف، إلا بصدور البيان التاريخى للقوات المسلحة فى الأول من فبراير. لم يدرك البعض أن المشير كان يريد أن يبعث برسالة إلى الجميع، وأن دور القوات المسلحة سيكون أساسياً وفاصلاً فى هذه الأحداث.

وقد توفى وزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق، المشير محمد حسين طنطاوي، بعد حياة حافلة بالبطولات الوطنية، التى يسجلها التاريخ بأحرف من نور، عن عمر ناهز «85 عاما»، والمشير حسين طنطاوي، صاحب مشوار طويل فى العمل العسكرى، وخدمة الوطن، بداية من دخوله مصنع الرجال الكلية الحربية وتخرجه منها عام 1956, رجلٌ ساقَتْه الأقدارُ إلى دورٍ هو الأخطر خلال أحداث يناير 2011, تَحمّل على مدى عامٍ ونصف مسؤوليةً لم يسْعَ إليها, ولم يهرب من أعبائها ولم يطمع فى مزاياها, وأدّى الأمانة كأفضل ما يكون فى ظل الظروف المحيطة, من أجل أن يعبر بمصر وهى فى حالة ثورة إلى بر الآمان..